تقوم على بقايا معبد وثني من العصر البرونزي، وعدد من المنازل الأثرية منها ما بني في القرن الأول من هذا الزمن.. قرية "بريكة" الأثرية في محافظة "السويداء من أهم ما شيد حول "شهبا" ونبعها الصافي..

"مدونة وطن eSyria" التقت الدكتور "علي أبو عساف" المختص في آثار المنطقة الجنوبية بتاريخ 2/9/2013 وتحدث عن تاريخ القرية وموقعها وبنائها فقال: «تقع "بريكة" في الجنوب الشرقي لمنطقة "اللجاة" وإلى الجنوب الغربي من قرية "أم الزيتون"، وأقيمت على بعد كيلو متر واحد إلى الشمال من تل "الدبة" الأثري، حيث كانت المياه متوافرة من خلال نبع ماء عذب وصافٍ، ومع ذلك بنيت البيوت بعيدة عنه، والأرجح أن السبب في ذلك حرصاً من سكان المنطقة على بقاء النبع نظيفاً».

عرفت "بريكة" في الأزمنة القديمة باسم (بوريكات سابا يوروم)، وكانت مركزاً متحضراً للضفانيين أو الدفانيين، ووجد فيها نقش محفوظ في متحف مدينة "شهبا" تضمن كلمتي (بوريكات ساباوون)، وحسب تقدير العالم "وادنغتون" أن الساباوون هم نفسهم الصابيون أو الصافيون

ويضيف: «يوجد في "بريكة" أطلال معبد بني في نهاية القرن الثاني ومطلع القرن الثالث، وقد تحول في العصر الأيوبي إلى مسجد حيث أعيد بناء واجهته المنهارة عشوائياً، وأحدث فيه محراب للصلاة، على غرار مسجد "عتيل"، وشيد المعبد فوق مصطبة ما زالت قائمة حتى الآن مع الدرج الذي يصعد إليها».

المعبد القديم تحول إلى مقام الخضر.

وفي لقاء مع السيد "حسن حاطوم" مدير دائرة الآثار في "السويداء" سابقاً وعن تاريخ القرية يقول: «عرفت "بريكة" في الأزمنة القديمة باسم (بوريكات سابا يوروم)، وكانت مركزاً متحضراً للضفانيين أو الدفانيين، ووجد فيها نقش محفوظ في متحف مدينة "شهبا" تضمن كلمتي (بوريكات ساباوون)، وحسب تقدير العالم "وادنغتون" أن الساباوون هم نفسهم الصابيون أو الصافيون».

ومن جهته السيد "عدنان مكارم" ابن القرية ومهتم بتاريخها يقول: «في القرية بقايا معبد وثني، تم بناؤه في عهد الإمبراطور اسكندروس ساديروس (222-235) ميلادي، وهو موجود حالياً إلى الشرق من موقف العزاء في القرية، وتظهر جدرانه الخارجية بصورة رائعة، وقد زار القرية العالم "ماسكل" وتحدث عن المعبد في العام 1936 حيث أكد أن المعبد الوثني في "بريكة" أبعاده 9×8 أمتار، مشيد فوق دكة أو مصطبة ما تزال قائمة مع الدرج الذي يتم بواسطته الصعود، ويوجد مصلى مستطيل الشكل، وهو بحالة معمارية مقبولة، وقد فقدت الأعمدة المحيطة الأربعة تيجانها، وهي مبعثرة في الساحة، والمعبد بلا سقف الآن، وقد أصابه كثير من التخريب والعبث».

القناطر التي تزين البيوت القديمة.

وعن المنازل الأثرية التي ما زالت قائمة حتى الآن، تابع "مكارم" بالقول: «في الشمال من القرية منزل كبير يعرف اليوم بمقام الخضر عليه السلام، وهو ملك للسيد "فايز قرعوني"، وقد قام العالم الأثري "فيللنوف" بدراسته عام 1985، ويتضمن هذا المنزل فسحة سماوية واسعة، وصالة كبيرة يبلغ ارتفاعها سبعة أمتار، وعدة حجرات وإسطبل للخيول وحظائر للحيوانات، وخزان ماء، وقد تحول خلال العصر الأيوبي (القرن الثاني عشر الميلادي)، كما يوجد في القرية عدد من المنازل الأثرية أهمها: منزل ملك للسيد "إبراهيم الحكيم"، يقع شمال المعبد الوثني، ويتألف من رواق وقاعتين وإسطبل، وقد تهدم سقف إحدى القاعتين، والمنزل الثاني تعود ملكيته للسيد "حمود عامر" يعود بناؤه للعهد الروماني، وقد بني في العام 171 ميلادي، وهو على غرار معبد قرية "سليم" الأثري، ويوجد في محيط القرية العديد من المنازل المهدمة والممتد بناؤها منذ العهد النبطي وصولاً إلى العهد العربي الإسلامي، وذلك من الفترات الواقعة بين القرن الأول والثالث عشر الميلادي».

البيوت من الداخل.