تعتبر قرية "اللجاة" من القرى البركانية الموغلة في القدم، ويعتبر "برج كوم العزابات" الموجود فيها واحداً من أهم معالمها التاريخية المتميزة بصخورها البازلتية القديمة.

مدونة وطن eSyria التقت الأستاذ "وليد أبو رايد" المختص بآثار المنطقة الجنوبية بتاريخ 11/8 /2013 فتحدث عن موقعي القرية والبرج، وقال: «تقع إلى الغرب من طريق قريتي "بريكة"- "صلاخد" الجديد، وضمن تكوينات صخرية انهدامية شديدة الوعورة صعبة المسالك، وضمن صبة "اللجاة" الواسعة الامتداد. ويقوم البرج ضمن قرية تعود إلى عصر البرونز– ربما الوسيط– وهي ذات مساحة صغيرة إذا ما قورنت ببرج "كوم المغاربة" أو تل "دبة بريكة" المجاورين، إذ لا يرتفع الموقع عن محيطهما كثيراً، حيث يجد الزائر نفسه أمام بقايا معمارية لقرية تقبع في مكان بعيد، فتدرك أنك أمام تاريخ غاب في سواد البازلت العشوائي، فقد بنيت القرية على كتف منعطف صخري شديد الانحدار استخدم جزء منه كبركة ثانية لحفظ مياه الأمطار».

كان الموقع مشتى مؤقتاً للمواشي ورعاتهم الذين يجوبون منطقة "اللجاة" إبان الألف الثالث قبل الميلاد، وهذه الميزة عامة بالنسبة لهذه المنطقة، وهؤلاء الرعاة هم مجموعات بشرية قليلة العدد ويدل على ذلك عدد المنازل القليل ومساحة الموقع الصغيرة بشكل عام

وعما يوجد داخل القرية، أضاف: «تتألف القرية من بقايا منازل تنتشر حول بناء مركزي مرتفع هو برج "العزابات" الذي يشبه برج "عريقة"، وتمتد إلى الشرق من الموقع صبة بازلتية سهلة تشبه الساحة الواسعة تقوم إلى الجنوب منها بركة ماء كبيرة ما تزال تحفظ مياه الأمطار حتى يومنا هذا، وهي أكبر من البركة السابقة».

السور الخارجي للبرج.

وتابع بالقول: «يختلف البرج في هذا الموقع من حيث الوظيفة والموضع عن برج "عريقة" مثلاً، فقد شكل برج كوم "العزابات" مركز الأبنية السكنية وقلبه المسيطر عليها من ارتفاع ينوف عن المساكن العادية، وهذا يذكرنا ببرج "الغيضة" عند وادي "الدياثة" والذي شكل أساس القرية وقلبها كذلك.

لقد استندت القرية في كوم "العزابات" إلى البرج والتفت حوله من كل الجوانب واعتمدت في تحصينها على جرف صخري مائل بشكل طبيعي يشبه ما عرفناه بقرية "المرصرص" شمال "المتونة" وذلك بهدف الاستغناء عن بناء سور دفاعي من الحجارة البازلتية، بل الاعتماد على العناصر الطبيعية كمنشآت دفاعية».

بقايا المنازل في القرية التي ابتلعها البركان.

الدكتور "علي أبو عساف" المدير العام للآثار والمتاحف الأسبق، والباحث المختص بآثار المنطقة الجنوبية أضاف: «لا يمكننا معرفة تفاصيل مخططات الأبنية السكنية والسور في الموقع بسبب الدمار الذي لحق بالمباني نتيجة أعمال الطبيعة والبشر التخريبية التي نتجت عن البحث المستمر عن الكنوز الأثرية ليس في هذا الموقع فحسب بل في كل المواقع دون استثناء، ويمكن تمييز كتلة بقايا البرج الذي ينوف قليلاً عن جواره الذي تعرض لدمار كبير».

وأنهى حديثه بالقول: «كان الموقع مشتى مؤقتاً للمواشي ورعاتهم الذين يجوبون منطقة "اللجاة" إبان الألف الثالث قبل الميلاد، وهذه الميزة عامة بالنسبة لهذه المنطقة، وهؤلاء الرعاة هم مجموعات بشرية قليلة العدد ويدل على ذلك عدد المنازل القليل ومساحة الموقع الصغيرة بشكل عام».

جانب من البرج الرئيسي في القرية..