يعرف الموقع باسم "المتونة" نسبة إلى قرية "المتونة" إحدى قرى المقرن الشمالي (مقرن اللوى)،ويعرف محلياً باسم رجم "العيس".

يقع "المتونة" إلى الشمال الغربي من القرية على محور موقع "المرصرص"، ويمكن مشاهدته من خلال الوقوف على أحد أبراج قرية "المرصرص" أو مشاهدة الأخيرة من خلال الوقوف على أكروبول "العيس".

الموقع يعود إلى عصر البرونز الوسيط وقد أجريت فيه تنقيبات وطنية في موسم 1984 بإدارة الخبير الوطني "ميشيل المقدسي"، وفي الحقيقة أن قرية "المتونة" التي يتبع لها الموقع المذكور قد ذكرت في حوليات الملوك الآشوريين التي تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، و"العيس" خربة قديمة فيها مدافن مهمة وأجزاء من بيوت سكنية تعود للألف الثاني قبل الميلاد

مدونة وطن eSyria التقت الآثاري "وليد أبو رايد" يوم السبت الواقع في 27/4/2013 والمتخصص في دراسة العصر البرونزي في المنطقة الجنوبية، والذي تحدث عن موقع "العيس" وأهميته بالقول: «يبدو الموقع مرتبطا مع قرية "المرصرص" جغرافياً من خلال قيامهما على حافة "اللجاة" الشرقية، واتصالهما بالسهول الزراعية الشرقية، واعتمادهما على وادي "اللوى" الذي يمر إلى الشرق منهما في ري المزروعات والحيوانات وخزن المياه للاستفادة منها في فصل الصيف، ويصعب السير بين الموقعين مباشرة بسبب وعورة الأرض وكثرة الانهدام في سطح الصبة الصخرية الواسعة الامتداد، وموقع "المتونة" أكبر مساحة من "المرصرص"، على الرغم من التشابه الشديد بينهما من حيث البنية المعمارية والأثرية والوظيفية.

المنازل القديمة

يمر وادي "اللوى" من شرقي موقع "المتونة"، ويكون في هذه المسافة وعراً جداً تكثر فيه نباتات الغار، وما زال يستخدم كمرعى للأغنام والماعز في كثير من أجزائه رغم زحف كروم اللوز والزيتون نحوه بشكل واضح».

وفيما يتعلق بأكروبول "العيس" وسوره ومنازله تابع بالقول: «إلى الغرب مباشرة من الوادي يقوم سور المدينة الشرقي والذي تتضح معالمه في الجزء الشمالي الشرقي من القرية القديمة حيث يرتفع قرابة المترين وهو جدار سميك بني من الحجر البازلتي المحلي المقصَّب، تقوم داخله المنازل المربعة المتلاصقة والمهدمة بشكل يصعب معه معرفة تفاصيلها ومكان مداخلها بدون تنقيب فيها.

المدافن القديمة.

تنتشر هذه العناصر حول أكروبول مرتفع تغطي معالمه الآن مدافن حديثة مبنية من الحجر الدبش المحلي وهو بناء مرتفع يشبه الكومة يشرف على كامل الموقع وربما كان المبنى الإداري فيما مضى. وللمنازل مدخل منخفض ووحيد، ليس له اتجاه معين، بل يمكن أن ينفتح في أي اتجاه يلاءم موقع البناء. سدَّ هذا المدخل ربما بباب خشبي لأنه لا يبدو أي آثار لوجود باب حجري (حلس). تكوّن السقف من البلاطات الحجرية المستندة من جهة على ميازين السقف المتشكلة من آخر مدماك للجدار. ومن جهة ثانية على عمود مركزي أو ركيزة مبينة من حجارة دائرية أو شبه دائرية بنيت فوق بعضها بدون استخدام المؤونة أو أي عنصر ربط آخر».

وتابع:« السور الغربي للقرية هو صبة بازلتية مائلة تشبه سور "المرصرص"،حيث استفادت القرية من هذه الميزة الدفاعية الطبيعية لصخور اللجاة في تعزيز دفاعاتها من ناحية الغرب. وفي الموقع عناصر معمارية كثيرة ومتنوّعة إنما مهدّمة. فالسور الشرقي وأجزاء من السور الغربي في النقاط التي تنقطع فيها الصبَّة البازلتية المائلة، المنازل المنتشرة بين ثنايا السور، الأكروبول المرتفع كالبرج والمدافن الدائرية (تحت الأرضية) وفوق الأرضية، وقد بنيت تحت الأرضية بحجارة بازلتية مقصّبة جيداً ومتوسطة الحجم وتبدو كالصومعة، مدخلها من الأعلى ولا ترتبط بأي بناء مجاور، أما القبور فوق الأرضية فتشبه النموذج القببي المعروف في المنطقة مثل مدافن "الغارية"، "اللجاة"، "الدياثة وفي عصر أحدث قليلاً في موقع "نجمة"، لكن حجمها أصغر هنا، وقد بنيت بحجارة كبيرة بمسقط دائري، مدخلها من أحد جوانبها على شكل السنم. والسقف يقوم فوق الميازين الجدارية ويتألف من شرائح البازلت الكبيرة. وقد تم الاستغناء عن العمود المركزي بسبب قصر المسافة وصغر حجم المدفن في أكثر النماذج. وتنتشر هذه المدافن على كل الموقع تقريباً وتحتل المساحات المنخفضة والسهلية منه، ولا وجود لملحقات معمارية من أي نوع، حتى ليبدو وكأنّه خُصص للدفن فقط. تجاورها رسوم دائرية الشكل واسعة المساحة تبدو كأنها زرائب للماشية، أرضيتها مليئة بالحجارة، وأحياناً جزءا من صبة بازلتية محدبة، جدران هذه الرسوم سميكة وتبدو من خلال بقاياها أنها كانت عالية».

الأستاذ "وليد أبو رايد".

الدكتور "علي أبو عساف" المختص بتاريخ الآثار في المنطقة الجنوبية، قال عن موقع "العيس": «الموقع يعود إلى عصر البرونز الوسيط وقد أجريت فيه تنقيبات وطنية في موسم 1984 بإدارة الخبير الوطني "ميشيل المقدسي"، وفي الحقيقة أن قرية "المتونة" التي يتبع لها الموقع المذكور قد ذكرت في حوليات الملوك الآشوريين التي تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، و"العيس" خربة قديمة فيها مدافن مهمة وأجزاء من بيوت سكنية تعود للألف الثاني قبل الميلاد».