تعتبر مدينة شقا إحدى أهم المدن الأثرية في المحافظة، حيث تتوسط مدينة شقا سهلا خصبا يسمى باسمها وقد كانت في العصر الروماني مركزاً إدارياً هاماًً يتبع لها النواحي الممتدة من اللجاة

غرباً وأرض الكراع شرقاً وتل أصفر شمالاً حتى سفوح الجبل الشمالية جنوباً. ليس هذا فحسب، بل كان لها تأريخاً خاصاً بها هو التاريخ الشقاوي الذي نجده في الكثير من نقوشها الكتابية.

لم تكن شقا مركزاً إدارياً وحسب بل كانت فيها ثكنة عسكرية رومانية أوكل إليها أمر الدفاع عن حدود الجبل الشمالية الشرقية.

وعن هذه المدينة وأهميتها التاريخية تحدث إلينا الأثري ياسر الشعار فقال:

لا نعرف بدقة متى سكن الإنسان في شقا وتعود آثارها المتهدمة القديمة إلى منتصف القرن الثاني، أما أوابدها المعمارية الباقية فهي من القرن الثالث وما بعد، وفي السنوات العشر الأخيرة من القرن الثالث شرفها الرومان– حسب مفهوم ذلك العصر- بأن دعوها باسم القيصر مكسيم فأصبح اسمها ماكسيميان بوليس= مدينة مكسيميان، وبهذا التقدير ترقت شقا إلى مدينة وكان لها شأن أيضاً في القرون اللاحقة ففي عام /325/ أصبحت مقر مطرانية. وحسب النقوش الكتابية كان في شقا مسرح، زالت آثاره على ما يبدو، ولا ندري أين كان محله، أما آثارها الهامة الباقية فهي: القيصرية: /القصر، والبازيليكا، والدير، والكليبة، وبعض البيوت التي سكنها الناس وأعادوا بناءها كيفياً، ومع ذلك، فهي مازالت تحتفظ بعناصر رئيسية من هيكلها:

أ- بازيليك شقا كانت عبارة عن مبنى كبير يبلغ طول واجهته 22 مترا حيث يعود تاريخ بنائها الى نهاية القرن الثاني الميلادي وبداية القرن الثالث ومدخلها يتألف من أبواب ويبدو من مخططها أنها كانت أصل الكنائس البيزنطية التي بنيت فيما بعد في المنطقة.

ب- الدير: يقع في الطرف الشرقي لبلدة شقا، وقد بني في الثكنة الرومانية التي لم يبق منها سوى برجين من القرن الخامس وتعيش فيه عائلة الآن. تؤلف كنيسته الجزء الشمالي من الدير، ويقع مسكن نزلائه في الجهة الجنوبية. ماتزال حجرات الدور الأرضي تامة يتقدمها رواق.

ت- الكنيسة الكبرى (البازيليكا): وهي كنيسة مربعة الشكل تقريباً مقسمة إلى ثلاث شقق، قناطر الشقة الوسطى أكبر من الجانبين، ونظن أنها أقيمت على أنقاض معبد أقدم ينفتح بابه نحو الشرق ومازال في واجهتها الشرقية مع محرابين جانبيين وأجزاء من المداخل الجانبية الأصغر قائمة وتدل عناصرها المعمارية كالمحاريب التي كانت معدة لوضع التماثيل الهامة، وحوامل التماثيل الأخرى على أطراف المحاريب على أن المعبد من نهاية القرن الثاني أو مطلع القرن الثالث. وهي مسجلة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف بالقرار رقم 28/أ تاريخ 5/6/1975.

ث- في شقا عدد من البيوت التي نرى فيها الروعة والجمال والاتساع التي تعبر عن فن أهلها وقدرتهم على إعمار مثل هذه البيوت.

ج- المدافن: اكتشفت في شقا مدافن وهي: المدفن المثمن في الجنوب الشرقي من القرية، والمدفن الواقع في الشمال الغربي منه.

ح- الكليبة: تقع إلى جانب الساحة العامة لم يبق منها سوى جزء من واجهتها التي يبلغ ارتفاعها بين 6 الى 8 امتار ويعود زمن بنائها إلى النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي وقد تحولت في العصر البيزنطي إلى كنيسة للقديس جورج وهي مسجلة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف بالقرار رقم 28/أ تاريخ 5/6/1975.