لم يعد خافيا على أحد ما تركه قرار طي بركة الحج كموقع أثري من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف الذي يحمل الرقم 120/أ تاريخ 20ـ10ـ1971

من آثار سلبية على هذا الموقع أولا من خلال السماح والموافقة لمجلس مدينة السويداء بتشييد مرآب للسيارات ومسطح نباتي يشمل جميع المزروعات النباتية ليصبح استخدامه كحديقة عامة في العقار رقم 6036ـ6037 الذي يقع ضمن بركة الحج الأثرية سابقا والتي كانت عبارة عن ملتقى القوافل التجارية القادمة من ديار الحج وهناك مثيلاتها في بصرى الشام بدرعا علما أن البركة لم يبق منها سوى جدارها الشمالي نتيجة تعرضها للتوسع العمراني ما أدى إلى اندثار معظم معالمه علما أن قانون الآثار الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 222 لعام 1963 المادة 16 منه والتي تنص على ان المناطق الأثرية والأبنية التاريخية التي تم تسجيلها قبل نفاذ هذا القانون يبقى تسجيلها صحيحا ما يدل على أن تسجيل البركة في سجل الآثار تسجيل لا غبار عليه وان شطبها يعتبر عملا مجحفا بحق هذا الصرح الأثري ومن هنا نطرح السؤال التالي: هل يجوز أن تتخذ التعديات على الآثار المسجلة ومحو معالمها سببا في شطب تسجيلها والجدير ذكره ان بقايا الجدار الأثري للبركة قد تم تسجيله في سجل الأبنية التاريخية بموجب القرار رقم 122/أ تاريخ 10ـ12ـ1973عدا تضمنه- أي القرار- فرض حرم غير مبني مقداره خمسة أمتار من جانبي الجدران كما يفرض على المباني التي ستشيد مقابل البركة والمطلة عليها أن تكون واجهتها من الحجر ودون شرفات وهذا ما لم يحصل ولم يتم مراعاته على الإطلاق كذلك لم يتم تأمين الحرم المنصوص عنه بالقرار المذكور أعلاه وما زاد الطين بلة هو ما جاء في المخطط التنظيمي الجديد لمدينة السويداء الصادر بتاريخ 2ـ1ـ2006 ليجعل الصفة التنظيمية لما تبقى من بركة الحج حديقة وهذا يعتبر تعدياً جديداً على تلك البقية الباقية من آثار البركة والشيء المهم أن جدران البركة ليست مندثرة ومازالت معالمها موجودة إذاً فمن المسؤول عن اندثار هذا الموقع ولماذا لم تقم دائرة آثار السويداء حتى هذه اللحظة بالكشف عن الجدارين الغربي والجنوبي اللذين ما زالا قائمين ومن المسؤول عن تحول ما تبقى من هذه البركة إلى مستنقع للمياه الآسنة؟

المعنيون

من جهته المحامي صفوان أبو سعدى رئيس مجلس مدينة السويداء قال: قمنا بإعداد دراسة لمرآب للسيارات لمصلحة مجلس المدينة آخذين بعين الاعتبار الحفاظ على القيمة الأثرية للبركة.

أما المهندس وسيم الشعراني رئيس دائرة آثار السويداء وفي كتابه الى المديرية العامة للآثار والمتاحف بتاريخ 4/10/2005 قال: ان هذا الموقع تم طي تسجيله سابقا بموجب القرار المذكور أعلاه لكن الدائرة تقوم بالكشف عن المعالم الأثرية ضمن خطة مدروسة تتعلق بالاولويات والاعتمادات المرصودة لهذه الأعمال.

كلمة أخيرة

نتمنى إعادة هذه البركة إلى طابعها الأثري والحفاظ عليها خاصة ما تبقى منها وألا تتحول إلى مرآب للسيارات وإيجاد حل إلى مشكلة المياه الآسنة الملوثة للبيئة والمشوهة للأوابد الأثرية.