تحتوي بلدة "الكفر" على خمسة ينابيع، لكل نبع وقعه الخاص على أهالي البلدة، يرتبط بتاريخ وعلاقة مع الأهالي.

حول علاقة الأهالي بالينابيع مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 نيسان 2015، التقت أحد أهالي البلدة "نور الدين الشعار" الذي قال: «في "الكفر" خمسة ينابيع مائية لكل منها خصوصية، فحين نذكر "عين موسى" على سبيل المثال نستذكر النسوة اللواتي كنّ يأتين لتعبئة جرارهن بواسطة "مناشل" الماء قبل عقود قديمة، وكذلك "عين خريم" أو عين "الرصفة" أو غيرهما، فقد كان لهذه الينابيع مكانة في قلوب الناس، ناتجة عن الملتقى الاجتماعي شبه الدائم حولها وخاصة فيما مضى من الزمان، والأحاديث التي كانت تدور لمعرفة آخر الوقائع الجارية في البلدة أو البلدات المجاورة».

هناك "عين الرصفة" تقع إلى الغرب من "عين العليقة" بحوالي نصف كيلو متر، وهو مسيج من قبل البلدية، وكمية المياه المتدفقة منه قليلة نسبياً، ومنذ ثلاث سنوات جفت مياهه نهائياً وخرج من الخدمة الاستثمارية، كذلك هناك "عين خريم" الواقعة في أقصى الجزء الشمالي من البلدة ضمن أملاك خاصة تنتج في الأسبوع من 20 إلى 30 برميل ماء، وهو خفيف وغير مستثمر من قبل الجهات العامة

وعن أصل هذه الينابيع قال "بدران بدران" من أهالي بلدة "الكفر"، والمهتم بالتدوين التاريخي قائلاً: «يعتقد أن منطقة الجبل "القينة" هي المصدر الطبيعي لكل هذه الينابيع؛ "عين السخنة، عين موسى، عين العليقة، عين الرصفة، وعين الخريم"، وهي موجودة قبل أن تطأ البلدة أقدام الإنسان، ولها مساراتها الطبيعية وتدفقاتها الغزيرة قديماً، ولكن مع التوسع العمراني والتعديات القديمة وعدم اتخاذ الخطط من قبل الجهات المعنية لاستثمار هذه الينابيع، كل ذلك أدى إلى ضياع هذه الثروة المهمة، وحرمان الناس من خدمات كثيرة كانت تقدمها الينابيع؛ أهمها الاستعمالات المنزلية مثل غسيل الأثاث، و"صويل" القمح، وتأمين المؤونة الشتوية، وسقاية المواشي، ولفترة قريبة كانت مصدر رئيس لمياه الشرب».

بدران بدران أمام عين موسى

الباحث التاريخي "حسن قنديل" أضاء على مواقع تلك الينابيع بقوله: «تقع "عين السخنة" وسط البلدة قرب الساحة العامة، حيث تنفجر المياه فيها مطلع شهر نيسان، وتتدفق غزيرة من جوانب بعض المنازل فتأخذ مسارها بطول 2كم، وهي مياه دافئة يتصاعد منها بخار الماء، وكان آخر ظهور لها عام 2002، حيث طمر مكانها وسيج منزل خاص مجاور لها وأصبحت أثراً بعد عام، أما "عين موسى" وهي قديمة جداً فقد تحدث عنها الرحالة الإنكليزي "بيرغ هارت" عام 1810 قائلاً: "هناك نبع ماء اسمه "عين موسى"، ذو المياه المقدسة التي تستعمل لغسل الجنائز منها لكافة قرى وبلدان بلاد الشام حتى فلسطين"، وما زالت هذه العين موجودة إلى يومنا الحاضر، إلا أنها خفت كثيراً، وكانت المياه تتدفق من قصر سمي باسم "عين موسى"، إذ قامت مؤسسة المياه والبلدية بإغلاق بابها الموجود أيضاً وسط البلدة، ووضعت أنابيب لاستجرار المياه وتجميعها في خزان بيتوني حديث يتدفق بما يقارب أسبوعياً من 50 إلى 100 برميل ماء، وهناك نبع ثالث وهو "عين العليقة" الموجودة اليوم، وهو خزان صغير لسقاية الخيل، كان الأهالي يستجرون منه مياه الشرب والعمل لصويل القمح، ويقع بالقرب من مقبرة الشهداء القديمة الواقعة شمال البلدة، ومنذ عدة أعوام ونتيجة بعض الحفريات التي قامت بها مؤسسة المياه بهدف زيادة تدفق المياه فيه، غارت ولم يعد لها وجود، والسبب غير معروف إلى تاريخه ولكن الموقع موجود وهو مسيج بشكل حديث، والبلدية تعمل لإعادة تأهليه واستثماره مجدداً».

وتابع "قنديل" عن الينابيع بالقول: «هناك "عين الرصفة" تقع إلى الغرب من "عين العليقة" بحوالي نصف كيلو متر، وهو مسيج من قبل البلدية، وكمية المياه المتدفقة منه قليلة نسبياً، ومنذ ثلاث سنوات جفت مياهه نهائياً وخرج من الخدمة الاستثمارية، كذلك هناك "عين خريم" الواقعة في أقصى الجزء الشمالي من البلدة ضمن أملاك خاصة تنتج في الأسبوع من 20 إلى 30 برميل ماء، وهو خفيف وغير مستثمر من قبل الجهات العامة».

عين العليقة
عين الرصفة