تبعد قرية "حبران" 14كم عن مدينة "السويداء"، وهي واقعة على هضبة خضراء؛ تستقبل زوارها بمدخل مستقيم وساحات جميلة ونسيج هندسي عمراني متميز، يتخلل أراضيها أشجار "البطم واللوز"، والحدائق المنزلية المتعددة بأنواع الأشجار المثمرة، إضافة للسد والمنارة وحضارتها التاريخية.

حول موقع وحدود القرية مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 كانون الثاني 2015، زارت القرية والتقت الأستاذ " عطا الله المغربي" مختار قرية "حبران"، الذي قال: «يرى المسافر المتجه من "السويداء" على طريق "صلخد" وعلى بعد 14كم عن مركز مدينة ترتفع 1370 متراً عن سطح البحر، تشده لزيارتها في مداخلها شبه المستقيم إلى منتصف القرية، وعندما يطالعه منظرها الجميل سينشرح صدره، لأن المرء كيفما نظر إلى قرية "حبران" ومن الجهات الأربع يتراءى الجمال أمام عينيه، حيث البيوت المتفرقة تزينها الحدائق المنزلية والأشجار الحراجية العملاقة، كالسنديان والبطم واللوز وأشجار التوت، التي تحكي تاريخاً حضارياً من خلال امتداد أغصانها التي تعانق الأبنية القديمة، وحين تصعد إلى أحد بيوتها الشامخة وتنظر جنوباً ترى القرى والسهول حتى الأردن وإلى الشرق ترى آخر قرى الجبل على مسافة كبيرة، وفي الشمال الشرقي قمة القينة وفي الشمال منها "تل القليب" وظهر الجبل في تلاله وبساتينه، كما تظهر معالم الطريق الواصل من "بصرى الشام" إلى "المشنف" المسمى "رصيف بصرى"، وفي الشمال الغربي مدينة "السويداء" وما بعدها حيث ينتقل نظرك غرباً فترى قرى محافظة "درعا"، وفي حدود القرية الإدارية يزنرها حزام أخضر حراجي يحدده تراكم الثلوج من الغرب والجنوب وذلك باحتضان سد اسمه "سد حبران"، يؤمه الزائرون، مستغلين زيارته بزيارة مزار ديني قريب منه للتبارك والتمتع بأشجاره التاريخية التي يعود عمرها لمئات السنين».

صحيح أن جمال الطبيعة التي تتمتع بها قرية "حبران" يجعلها مقصداً سياحياً؛ ولكنها تحتضن كنوزاً أثرية في المنارة والبلدة القديمة التي تعد قرية فوق بلدان قديمة، ففي القمة نجد منافذ من أغلب المنازل إلى أبنية في الأسفل شيدت هذه المنازل عليها، وفي القمة توجد بئر أو خزان ماء كان يغذي الحمام العام غرباً، وبجانب القرية يوجد جامع كان كنيسة قديمة شق شارع فيه، فانخسفت الأرض في أحد الأماكن وبانت لوحة جميلة من الفسيفساء، وبدلاً من الكشف عنها ردمت واستكمل التعبيد بالتزفيت فوقها، وذكر الكثيرون من سكان القرية أن تحتها سوقاً كان يمتد من الساحة العامة إلى الشمال الغربي وله منفذ إلى جانب "السوريّة"؛ وهي بقايا البركة القديمة التي كانت تتجمع فيها المياه، وهي من سلسلة برك على طريق الحج أكبرها "السورية" في مدينة "السويداء" مكان موقف "سمارة" اليوم

أما عن معالم القرية فقد تحدث لنا من أهلها "نايف حسين أبو سعد" بالقول: «صحيح أن جمال الطبيعة التي تتمتع بها قرية "حبران" يجعلها مقصداً سياحياً؛ ولكنها تحتضن كنوزاً أثرية في المنارة والبلدة القديمة التي تعد قرية فوق بلدان قديمة، ففي القمة نجد منافذ من أغلب المنازل إلى أبنية في الأسفل شيدت هذه المنازل عليها، وفي القمة توجد بئر أو خزان ماء كان يغذي الحمام العام غرباً، وبجانب القرية يوجد جامع كان كنيسة قديمة شق شارع فيه، فانخسفت الأرض في أحد الأماكن وبانت لوحة جميلة من الفسيفساء، وبدلاً من الكشف عنها ردمت واستكمل التعبيد بالتزفيت فوقها، وذكر الكثيرون من سكان القرية أن تحتها سوقاً كان يمتد من الساحة العامة إلى الشمال الغربي وله منفذ إلى جانب "السوريّة"؛ وهي بقايا البركة القديمة التي كانت تتجمع فيها المياه، وهي من سلسلة برك على طريق الحج أكبرها "السورية" في مدينة "السويداء" مكان موقف "سمارة" اليوم».

المختار عبد الله المغربي

أما تسمية "حبران" فقد بين الباحث المهندس الزراعي "رافع أبو سعد" بالقول: «يقال إن اسمها آرامي يعود إلى 2000 قبل الميلاد ويعني عقدة المواصلات والاتصال بين مناطق متعددة، وفي رواية أخرى أنه في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد كانت "حبران" مركزاً تجارياً ودينياً، وكان فيها معبدان الغربي في المنارة والشرقي في المقام الحالي، ولكل منهم درجة دينية يتدرج منها الأحبار ونسبة إلى المعبدين ورئيسيهما "حَبَران" ثم أعيد تأسيس المعبد الغربي في المنارة في العهد النبطي سنة 155 ميلادي، ونجد في المنارة وفي مناطق مختلفة من "حبران" حجارة كتب عليها باليونانية والرومانية والنبطية، وفي رواية طريفة تقول إن الاسم هو "حب ران" وران هي بنت الملك المدللة التي جعلت من المنارة قصراً لها، وقد أخذ الفرنسيون تمثالاً لها وتمثالاً آخر للملك مقطوع الراس بعد أن جمع مع الرأس وبذلك قد ألغيت "ران" المعبد لتنافس إحدى الأميرات الجميلات التي كان قصرها في الكتلة الشمالية من القرية، والتي تسمى بقصر غزالة نسبة لها، وفي رواية رابعة فاسمها كان "حبراص" إشارة لمخزونها من الذهب والمعادن النفيسة والكنوز الدفينة، أما في المعجم الجغرافي فإن "حبران" تعني "هيرانا" وهي الغابة الكثيفة الأشجار والنباتات المختلفة، وإن موقع "حبران" وإشرافها وإطلالتها على ما حولها أهلّها لتكون فيها منارة لإرشاد الرسل والقوافل، إضافة لقيمتها الثقافية والنضالية والبطولية ورجالها».

جانب من قرية حبران
نايف حسين أبو سعد