في هذه البلدة القديمة الحديثة ينتقي الفنان ركنه المفضل ليعايش أهلها؛ مستفيداً من ذكريات حجارتها السوداء وجمال ساحاتها وطيب الهواء معلقاً لوحته الوليدة.

مدونة وطن "eSyria" صعدت الأدراج الحجرية بتاريخ 5 كانون الثاني 2015، لزيارة أحد المراسم الفنية التي اختارت الفنانة "هويدا أبو حمدان" إقامته في أحد منازل "قنوات" القديمة العابقة بذكريات الماضي والمستنيرة بحاضرها الجميل؛ ليكون أحد أمكنتها المفضلة لتمارس عملها الفني؛ كما حدثنا المصور الفوتوغرافي "أجود الزغير" الذي زار المكان خلال استضافة المرسم لجمعية "العاديات" في "السويداء" برحلة استطلاعية، وقال: «فيه من الجمال والهدوء ما ينسجم مع توصيفه كمرسم يحتضن أعمالاً فنية أنتجها الفنانون في مكان تراثي عابق بقصص الماضي، وبالنسبة لي فقد شدني هذا التكوين الجميل، وانتقاء المكان من قبل الفنانة "أبو حمدان" كسر الفكرة المعتادة وخرج من البيئة الاعتيادية، فالفكرة من وراء استثمار منزل تراثي قديم لعمل فني أتصور أنها منتجة فنياً على أكثر من صعيد، ففي هذا المكان اجتمع الفن والطبيعة وكلاهما منتج لحالة من السكينة، وتكوين جمالي يستحق أن يضاف لنقاط العلام التي يمكن للزائر أن يطلع عليها خلال زيارته للقرية التي اجتمعت فيها مجموعة من الصفات السياحية والشعبية الجميلة، وما تنتجه الفنانة "هويدا" أعدّه إضافة لكل هذا الجمال».

لم أجد صعوبة بتقديم الفكرة للمحيطين بي من الأصدقاء والزملاء؛ لأن المكان محفز، وفيه من مقومات الارتياح ما يبرر الخطوة، وكنت على ثقة أنه بعد هذه المدة بات مكاني المفضل وأردت تعريف الأصدقاء به، وحرصت على تنظيم نوع من الاستضافة لمجموعات فنية واجتماعية أحترمها وأشاركها العمل للتعريف بالمرسم من خلال زيارة المكان، وخلال العام الفائت كانت الزيارة الأولى لأعضاء "جمعية العاديات" في "السويداء"، وعدد كبير من الأصدقاء وعملت على تثبيت كلمة فيما يشبه سجل الضيوف لنؤرخ معاً لمراحل إحياء المكان ومن زاره، وإضافته لما يمكن للزائر أن يزوره في هذه البلدة الغنية بالتفاصيل المغرقة بالقدم والمصاحبة للجمال

بحثت عن مرسم فقادتها عملية البحث إلى هذه البلدة التي امتزجت مع تفاصيلها؛ كما حدثتنا الفنانة التشكيلية "هويدا أبو حمدان" صاحبة مرسم في البلدة، وقالت: «وجودي في "قنوات" مصادفة ارتبطت بفكرة البحث عن مكان مناسب لمرسم يخرجني من الحالة الاعتيادية للرسم في المنزل وخلق أجواء مناسبة لمتابعة عملي الفني، وقد زرت منازل حديثة واستطلعت البلدة التي عايشتها وأعرفها جيداً، لكن هذا المكان القديم قدم المزايا المطلوبة لتأجير المرسم مع زميلي الفنان "عصام نصر".

الفنانة هويدا أبو حمدان

وكانت خطوات التحضير للمرسم بالنسبة لي حدثاً جميلاً في هذه البلدة التي أجدها مثل الزهرة المضافة إلى خصلة من شعر "السويداء"؛ لأنها جميلة بطبيعتها بكل الفصول تقدم حالة جميلة بتاريخها وقدمها، هذا القدم الذي يحدثك أهله وتشعر بحياتهم التي عبرت من هذا المكان، وتلتقي أهلها وهم حضن لاستقبال الناس صدوقين ومخلصين ويقدمون كل ما لديهم، وأعدّ نفسي جزءاً من المكان لكنهم دائماً يعاملونني بحفاوة الضيف.

وخلال جولة البحث منذ أكثر من عام؛ كانت لدينا خيارات كثيرة منها أبنية حديثة ومتطورة؛ لكن تكوين مضافة حجرية وبيوت وقناطر محيطة وإطلالات المكان حملتني لترتيب هذا المكان، وتنظيفه لكن وفق الحالة التي ارتحت لها لأضيف قطعاً تراثية للفرش ومدفأة الحطب والكراسي، وكل التفاصيل التي تقدم للزائر الشعور بمرحلة مضت، وتحفزني على العمل لتكون عملية الانتقال لهذا المرسم شعلة توقد رغبة العمل والانطلاق بخطوات تكمل ما سبق.

أثناء العمل

ففي هذا المكان امتزجت الطبيعة مع اللون واتخذت من سكونه وحياته الصامتة صوراً أخذت تظهر بصماتها على أعمالي الفنية، وتفاعلت مع المواسم المختلفة لأرسم في ردهة المنزل مقابل الأقبية والقناطر الحجرية، أو في هذه المضافة مستمعة لسير قديمة ترويها لي تفاصيله وتلتقطها روحي بشغف».

وجود المكان خطوة للعمل وأفكار ارتبطت بالدعوة لزيارته؛ كما أضافت بالقول: «لم أجد صعوبة بتقديم الفكرة للمحيطين بي من الأصدقاء والزملاء؛ لأن المكان محفز، وفيه من مقومات الارتياح ما يبرر الخطوة، وكنت على ثقة أنه بعد هذه المدة بات مكاني المفضل وأردت تعريف الأصدقاء به، وحرصت على تنظيم نوع من الاستضافة لمجموعات فنية واجتماعية أحترمها وأشاركها العمل للتعريف بالمرسم من خلال زيارة المكان، وخلال العام الفائت كانت الزيارة الأولى لأعضاء "جمعية العاديات" في "السويداء"، وعدد كبير من الأصدقاء وعملت على تثبيت كلمة فيما يشبه سجل الضيوف لنؤرخ معاً لمراحل إحياء المكان ومن زاره، وإضافته لما يمكن للزائر أن يزوره في هذه البلدة الغنية بالتفاصيل المغرقة بالقدم والمصاحبة للجمال».

من غرف جاورت المنزل بقيت على الحالة القديمة

الجدير بالذكر، أن المرسم يقع شمال ساحة "قنوات" ومزار النبي "أيوب"؛ بمسافة لا تزيد على مئتي متر، وهو عبارة عن منزل قديم.