أثبتت الرياضة قدرتها على لمّ شمل الناس على اختلاف شرائحهم ومسؤولياتهم، ولطالما كانت الجامعة للكبير والصغير في بيت واحد دون النظر إلى أي موقف أو تفكير. وهو ما تجسد في مدينة "شهبا" التي عاشت يوماً رياضياً حافلاً بمشاركة مئات الرياضيين المنتمين إلى نادي "شهبا" وسط حضور جماهيري كبير لم تشهده المدينة يوماً.

مدونة وطن "eSyria" جالت في أرجاء الملعب مواكبة عدداً من الألعاب التي يشتهر بها النادي، والتقت مدربة الجمباز البطلة السورية "رندة الريشاني" يوم السبت الواقع في 17 أيار 2014، التي تحدثت عن الفقرة التي قدمتها في المهرجان: «عادة ما نقدم فقرات متنوعة أمام حشد من الجمهور، لكن ليس بهذا الحجم الكبير من الناس والمسؤولين الرياضيين، وهو ما كنا على قناعة بحضوره اليوم. يبلغ عدد الفتيات اللواتي أقوم بتدريبهن خمساً وسبعين شابة، وبعضهن معي في النادي منذ سنوات، وأعمارهن مختلفة من الأربع سنوات حتى الرابعة عشرة. وفي هذه المناسبة كنا حريصين على تقديم أفضل ما لدينا من الحركات الإيقاعية التي في العادة ترافقها الموسيقا، وقد اخترنا موسيقا وطنية تعبر عن الانتماء إلى الوطن، وقد لمسنا الرضا من قبل الناس، ونأمل في هذا المهرجان أن تكون الرياضة في كل بيت، لأنها تلامس الروح وتطور الجسد وتنمي التفكير».

نحاول في النادي تقديم المتعة والفرح من خلال هذه العروض، ونكون من ضمن الذين يساهمون في بناء الإنسان جسدياً وعقلياً. وكنا قبل هذه الفعالية نتواصل مع الأهالي ليكون النادي بيتهم الثاني، وليس فقط لأبنائهم. من خلال تواجدهم الدائم في النادي، واللعب مع أبنائهم، واقتراح ما يرونه مناسباً حتى لو كانت الاقتراحات اجتماعية وليست رياضة. ومن خلال هذا الحشد من الجمهور نكون قد أوصلنا رؤية النادي للمستقبل

وتشعبت الآراء بين الحضور حول الفقرات الرياضية، فمنهم من ذهب إلى أن رياضة الكاراتيه التي تدير التدريب والتنظيم فيها عائلة المدرب المعروف "عدنان عامر"، ومنهم من استمتع بأداء الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكد الأستاذ "عصام مراد" نائب رئيس جمعية "شهبا" ذلك بالقول: «لقد جعلني الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أتسمر فرحاً في مكاني، فقد كانت خطواتهم الواثقة تبعث على الدهشة. وكنا نرى في تحركاتهم الإرادة والعزيمة الصلبة على الوصول إلى الهدف، وتحقيق المستحيل، وقد أثبت هذا المهرجان الرياضي أن الرياضة تجمع ولا تفرق، ومن هنا يبدو جلياً للأهالي ما يجب عليهم القيام به من دعم كل الشبان مهما كان وضعهم الجسدي للتوجه نحو الرياضة. فكل شيء يهون عندما يكون علم الجمهورية العربية السورية حاضراً، والدفاع عن ألوانه واجب مقدس».

الفرق المشاركة في المهرجان.

قدم أبطال الكاراتيه فقرات قتالية متنوعة في اللعبة التي أثبتت خلال العقود الماضية قدرتها على حصد الذهب ضمن إمكانيات بسيطة، وقدم أكثر من مئة لاعب ولاعبة من مختلف الأعمار عروضاً جماعية متناغمة تدل على جدية التدريب، وقد تحدث المدرب "جفال عامر" عما يعني له وجوده في المهرجان، فقال: «لعبة الكاراتيه من أهم الألعاب التي تمارس في منطقة "شهبا"، وتنتشر المراكز في عدد من قرى المنطقة لتفرز أبطالاً على مستوى القطر، وليمثلوا الوطن في المحافل الدولية، ويرفعوا علم "سورية" في تلك البطولات. وهذا التجمع الرياضي مع أهالي منطقة "شهبا" وبحضور المسؤولين السياسيين والرياضيين على أعلى المستوى يلقي على عاتق الرياضيين الكثير من المسؤولية الأخلاقية والرياضية أمام هؤلاء. ونحن نقدم كمدربين كل إمكانياتنا دون النظر إلى أي أمر آخر.. المهم أن تكون الرياضة والروح الرياضية هي السائدة في النهاية، لأنها تنعكس على كل المحيط».

بدوره قال رئيس النادي "نسيم الهادي" عن الهدف من إقامة المهرجان: «نحاول في النادي تقديم المتعة والفرح من خلال هذه العروض، ونكون من ضمن الذين يساهمون في بناء الإنسان جسدياً وعقلياً. وكنا قبل هذه الفعالية نتواصل مع الأهالي ليكون النادي بيتهم الثاني، وليس فقط لأبنائهم. من خلال تواجدهم الدائم في النادي، واللعب مع أبنائهم، واقتراح ما يرونه مناسباً حتى لو كانت الاقتراحات اجتماعية وليست رياضة. ومن خلال هذا الحشد من الجمهور نكون قد أوصلنا رؤية النادي للمستقبل».

الجمهور الكبير الذي حضر العروض.
أبطال الرياضات الخاصة تألقوا في العروض.