"القرام"، و"الحدبة"، "المعاصر"، و"حناني"، وسلسلة طويلة من المسميات تلاقيك في كل قرية حيث لا تمييز للاتجاه والمكان بل هي أسماء تعارف عليها الأهالي لا تضيع ولا تنسى.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 أيار 2104 توجهت بالسؤال للإعلامي "خالد هنيدي" المشارك في موسوعة جبل العرب، الذي نفذ جولات لجمع هذه المسميات التي عبر عنها بوصفها ميزة تلتقي عندها قرى المحافظة وتتكرر بين قرية وأخرى قد يستهجنها الزائر، وقال: «من خلال مجموعة من الزيارات خلال عمل توثيقي نقوم على إنجازه في هذه المرحلة لاحظنا انتشار مسميات المناطق في قرى جبل العرب، ففي كل قرية مجموعة من المسميات قد تتشابه لكنها بشكل عام تحمل مضامين ومعلومات عن هذه المناطق وتعابير من اللهجات الشعبية التي استخدمها الأهالي، ففي بعض القرى انتقلت المسميات واعتمدت في السجلات العقارية، وهي إلى هذا التاريخ ملاصقة للمنطقة حيث لا يتذكر الأهالي رقم المنطقة أو المساحة ويكفي ذكر الاسم لتعرف من المالك لهذه الأرض وإلى من تعود، وجانباً كبيراً من صفاتها من حيث الوعورة والتربة وما تحتضن من زراعات، وقد تبين معنا في زيارات إلى بعض القرى أن مجرد ذكر المسمى يقدم معرفة معينة عن المكان ليقال أراضي هذه المنطقة تعود إلى عائلات فلان وفلان، وتدور أحاديث عن التربة ونوع الزراعات، بالتالي فهذا المسمى رسالة شعبية تلتصق بذاكرة الزائر لتقدم نوعاً من التوصيف، وهذا ما يقاس على أسماء القرى التي حملت مسميات متوارثة من جيل إلى آخر، وإذا بحثنا عن المعنى نجده مقارباً لوصف مكاني عبر عن المنطقة بشكل دقيق».

من خلال مجموعة من الزيارات خلال عمل توثيقي نقوم على إنجازه في هذه المرحلة لاحظنا انتشار مسميات المناطق في قرى جبل العرب، ففي كل قرية مجموعة من المسميات قد تتشابه لكنها بشكل عام تحمل مضامين ومعلومات عن هذه المناطق وتعابير من اللهجات الشعبية التي استخدمها الأهالي، ففي بعض القرى انتقلت المسميات واعتمدت في السجلات العقارية، وهي إلى هذا التاريخ ملاصقة للمنطقة حيث لا يتذكر الأهالي رقم المنطقة أو المساحة ويكفي ذكر الاسم لتعرف من المالك لهذه الأرض وإلى من تعود، وجانباً كبيراً من صفاتها من حيث الوعورة والتربة وما تحتضن من زراعات، وقد تبين معنا في زيارات إلى بعض القرى أن مجرد ذكر المسمى يقدم معرفة معينة عن المكان ليقال أراضي هذه المنطقة تعود إلى عائلات فلان وفلان، وتدور أحاديث عن التربة ونوع الزراعات، بالتالي فهذا المسمى رسالة شعبية تلتصق بذاكرة الزائر لتقدم نوعاً من التوصيف، وهذا ما يقاس على أسماء القرى التي حملت مسميات متوارثة من جيل إلى آخر، وإذا بحثنا عن المعنى نجده مقارباً لوصف مكاني عبر عن المنطقة بشكل دقيق

تشترك القرى المتجاورة بالأراضي بمسميات تتشابه لكن يبقى لكل قرية مسمياتها الخاصة التي نقلت وصفاً لهذه المنطقة عن غيرها كما حدثنا العم "أبو أيمن يوسف العبدالله" من قرية "الثعلة" الواقعة إلى الغرب من مدينة "السويداء" نحو 12كم، وقال: «أسماء كثيرة تتردد على لسان أهالي القرية وقد تناقلناها عن الأجداد؛ فلدينا "القرام" الشرقي والغربي، وسمي نسبة لانتشار نبات "القرام" وهو نبات قاسٍ يعرقل عمل المحراث القديم فقد لا تقطعه سكة المحراث، ومنطقة "الحدبة" نسبة لارتفاعها وهي من المناطق التي اشتهرت بالزراعات الصيفية بالاعتماد على ري الأمطار، واليوم تحولت إلى زراعة المحاصيل الحقلية، ولدينا منطقة "المحوطة" و"المطاحن" حيث كانت مستقراً لمطاحن استقرت على كتف الوديان المجاورة للقرية، ننتقل منها إلى مناطق "رقة الغزلان"، حيث يروي كبار السن أن المنطقة كان يمر بها الغزلان ولذلك حملت الاسم، ومنطقة "السرج" و"رجم الخبز" و"المنقلبة" نسبة إلى مدينة قديمة ظهرت ملامحها في هذه المنطقة، لنصل إلى منطقة "حناني" التي تقع شرق القرية، وقد أصبحت من المناطق المميزة لكونها قطعت بطريق "السويداء" "الثعلة"، وهذا أحياها وأصبحت مستقراً لمنازل أبناء القرية ومدخلاً لها، وهي اليوم غنية زراعياً بفعل الآبار لتحمل الاسم الذي تعارف عليه الأهالي، فالأرض التي تعطي تستحق الوصف لكونها تحن على الفلاح وتعطيه الخير العميم، ولا ننسى "الخريبة" الغربية والشرقية وفيها خرب قديمة، و"الجورة" و"صما" نسبة لقرية تجاورنا، هذه المسميات دليل للزائر، ويكفي أن تطلق الاسم حتى تجد من يدلك على المنطقة وييسر وصولك إليها خاصة أن هذه الأراضي باتت مستقراً لمشاريع زراعية كبيرة».

العم أبو أيمن يوسف العبد الله من قرية الثعلة

قرية "صما الهنيدات" لا تختلف من وجهة نظر الشاعر والأديب "رياض الطبرة" الذي ولد فيها وسكنها عن باقي قرى المحافظة، لكنها وكما يقول كانت مادة أدبية سخرها للتعبير عن ذكريات عاشها في أحضان هذه القرية، وقال: «يحيط بقريتي تسع قرى، وهناك اختلاف واضح بين الشرق والغرب من حيث الارتفاع ووعورة الأرض، ولهذه الأراضي ذكريات وتفاصيل يحملها أبناء القرية في ذاكرتهم اقترنت بصفات ومواسم زراعية وأوصاف سهلت عملية التداول بأحاديث الأراضي، فلا يكفي الاتجاه جنوباً أو شمالاً لتميزها، وهنا نذكر بعض الأمثلة من أراضي هذه البلدة التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة "السويداء" وتجاورها قرى ريف "درعا"، وإلى الشرق من قرية "صما" نجد مناطق "معيطر"، و"الرفيع"، و"الورقة الصفرة"، أما في الجنوب "السحرة" فهي نسبة لزراعة "السحاري" أي المحاصيل الصيفية والبطيخ، و"الحمص" و"الدبس"، و"الهبر"، و"الجزل" نسبة إلى نبات بري يظهر في المنطقة إلى جوار قرية "الثعلة"، وفي الغرب "السوس"، و"العطاونة"، و"المضابع"، و"أم رجوم" من رجم الحجارة وهي من القرى التي تمتد بين سهل وجبل، وكل ما طرح من مسميات لها معانٍ على المستوى الشعبي وجعلها معروفة للأهالي وكل من زارها، وقد كان لهذه المسميات ظهور في الأعمال الأدبية لكتاب المنطقة، وقد ظهرت في أعمالي مرافقة لحنين الفراق وافتقاد تلك المناطق».

حناني المنطقة الشرقية في قرية الثعلة من أخصب المناطق
القرام جنوب شرق الثعلة تطل على منطقة تل الحديد وطريق السويداء