"أبو الفنون" برنامج جديد، مكانه مسرح "شهبا" الروماني، وأخرج بقالب غير مألوف ما جعل انطلاقته تتمتع بحيز كبير من التشويق، لبساطة الطرح، وعمق المعلومات التي تعود إلى بدايات المسرح قبل آلاف السنين.

مدونة وطن "eSyria" جالت في المسرح الذي يحمل بصمات ابن "شهبا" وبانيها "فيليب العربي"، والتقت المخرج المسرحي المعروف "رفعت الهادي" يوم الجمعة الواقع في 9 أيار 2014، وهو المشارك في الإعداد من خلال مادة البحث التاريخي، وراوي الحكايات حيث تحدث عن هذا البرنامج وما يقدمه بالقول: «البرنامج مادة علمية تاريخية عن تاريخ المسرح بدءاً من المسرح اليوناني، مروراً بالمدارس الفكرية والمناهج المسرحية، مترافقاً بأشهر وأهم الأعمال المسرحية من خلال الحكاية وفن العرض عن طريق مشهد مسرحي مرافق يقدمه نجوم المسرح الشباب في "السويداء" مع شرح مفصل عن المعنى العلمي والمصطلحات المسرحية. بعد ذلك ننتقل إلى الحديث عن المسرح السوري من خلال قيام معد ومقدم البرنامج الفنان "ممدوح الأطرش" بلقاءات مع ناقد مسرحي، أو كاتب المسرحية السورية إذا وجد، أو مخرج العمل، أو بطل المسرحية، ونتابع الحلقة باستطلاع رأي الشارع بكل موضوعية، ونحن في النهاية كفريق عمل نقدم مادة فكرية تفاعلية تتقرب من الجمهور، وتعيده إلى المسرح الذي يعد المحك الحقيقي لأي فنان، وهو فعلاً وقولاً "أبو الفنون"».

الأكثر صعوبة في البرنامج التصوير في المسرح الرماني المفتوح، الذي يشكل بكل زواياه وقناطره وحجارته مشهداً متكاملاً أخّاذاً، ولكن الأصعب هو التعامل مع الكادر الخارجي للمسرح المتمثل بالجمهور الذي يحضر بكثرة لمتابعة الممثلين الكبار الذين يخلقون أجواء مسرحية جميلة، وكذلك الأصوات الخارجية المتمثلة بالسيارات التي تمر من أمام المسرح فتجعل المشهد غير مألوف ولا يناسب العرض، وبالنسبة لي تعد هذه التجربة التي أخوضها لأول مرة مختلفة عن كل التجارب السابقة لأنها تعتمد على الإبداع وليس على تصوير مشاهد عادية

وببساطته المعروفة، وشخصيته المحببة يعود الفنان "ممدوح الأطرش" إلى الجمهور عن طريق البرنامج بشخصيتين مختلفتين، واحدة بسيطة قريبة من كل الناس، والأخرى أكاديمية تقترب من المفاهيم المسرحية، وتحاور الضيوف في صلب العمل المسرحي، وأكد: «يعتمد البرنامج على البساطة في التقديم على الرغم من أنه يحكي عن المسرح القديم والمصطلحات الصعبة غير المألوفة للناس، وقد حاولت بكل صراحة أن أكون مقدماً محايداً أترك المساحة للضيوف، وأعتمد على اللغة العربية الفصحى في إيصال الفكرة إلى الناس. وعندما أنزل إلى المسرح أكون شخصية بسيطة وساذجة لا أعرف شيئاً تاركاً الشرح للفنان "رفعت الهادي" بتشويق مسرحي جميل يرسم الابتسامة على وجه الجمهور، حيث أنهي المشهد بقالب كوميدي. وقد اخترت مسرح "شهبا" الروماني لقربه من المسارح العالمية التاريخية التي كانت تمتلئ مدرجاته الحجرية بالجمهور في ذلك الوقت. وبعد أن ننتهي من شرح وتفصيل المسرح العالمي القديم ننتقل إلى المسرح الدائري الإيطالي».

الفنان "ممدوح الأطرش".

يكاد الصدى الذي يرتد من الحجارة الكبيرة المشذبة بعناية فائقة، ومن المدرجات التي صمدت لحوالي ألفي عام يكاد يشكل مشهداً مسرحياً متكاملاً مع وجود الناس الذين تابعوا تفاصيل الحكايات على لسان فريق العمل طوال فترة التصوير، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً للمصورين، فقد كان المصور "فادي بدرية" حريصاً على كل كبيرة وصغيرة، ويلح على إعادة اللقطات بزوايا مختلفة، وأماكن تحاكي ما كان يقدم في السابق على الرغم من الصعوبات التي يصطدم بها وكاميراته من عوائق. وعن هذه الصعوبات وكيفية التغلب عليها قال: «الأكثر صعوبة في البرنامج التصوير في المسرح الرماني المفتوح، الذي يشكل بكل زواياه وقناطره وحجارته مشهداً متكاملاً أخّاذاً، ولكن الأصعب هو التعامل مع الكادر الخارجي للمسرح المتمثل بالجمهور الذي يحضر بكثرة لمتابعة الممثلين الكبار الذين يخلقون أجواء مسرحية جميلة، وكذلك الأصوات الخارجية المتمثلة بالسيارات التي تمر من أمام المسرح فتجعل المشهد غير مألوف ولا يناسب العرض، وبالنسبة لي تعد هذه التجربة التي أخوضها لأول مرة مختلفة عن كل التجارب السابقة لأنها تعتمد على الإبداع وليس على تصوير مشاهد عادية».

المصور "فادي بدرية".
الفنان "رفعت الهادي" يتحضر للتصوير.