ما إن يقترب فصل الصيف وتذهب إلى منطقة وادي المظلم، حتى تشتم رائحة السنديان والصنوبر، وترى أشجاراً معمرة وشاهقة ذات الجذع الواسع الدال على عمرها، حيث الجمال والخضرة التي تجذب الزوار والمصطافين الذين يرتادونها من السويداء وخارجها، قاصدين الحديقة البيئية، للتمتع باللقاءات الشعبية المتكررة.

"مدونة وطن" eSyria وبتاريخ 13/5/2013 التقت أحد المرتادين والزائرين لوادي المظلم السيد "هيثم صعب" الذي تحدث قائلاً: «نتيجة لهموم الحياة ومشكلاتها، فإننا نقصد "وادي المظلم" حباً بالطبيعة الخلابة والمنظر الجميل، الذي يضفي على نفوسنا الراحة والسكينة، وذلك حينما يلعب أطفالنا بين الأشجار، ونشتم رائحة السنديان والصنوبر بمنظرها البيئي الخلاب يجعلنا نقصد هذا الموقع عند كل فرصة لنا».

نتيجة لهموم الحياة ومشكلاتها، فإننا نقصد "وادي المظلم" حباً بالطبيعة الخلابة والمنظر الجميل، الذي يضفي على نفوسنا الراحة والسكينة، وذلك حينما يلعب أطفالنا بين الأشجار، ونشتم رائحة السنديان والصنوبر بمنظرها البيئي الخلاب يجعلنا نقصد هذا الموقع عند كل فرصة لنا

الأستاذ "نور الدين الشعار" المهتم بالشؤون البيئية وعضو جمعية أصدقاء البيئة بالسويداء وضح بالقول: «تعتبر منطقة وادي المظلم التي تقع إلى الشرق من قرية الرحى وعلى مساحة حراجية تبلغ حوالي مئة دونم فرصة مهمة لمحبي الاستكشاف لأنها تتميز بجمالها الرباني الساحر وأشجار السنديان والصنوبر التي تحيط بالمنطقة وواديها الذي يحيطها من كل الاتجاهات، حيث تزدهر المنطقة المذكورة بالتنوع الحيوي الهام في محافظة "السويداء"، وتنتشر فيها آلاف الدونمات من الحراج الطبيعية، وهي امتداد طبيعي لمحمية الضمنة التي تزهر بالغابات الحراجية في قرية الرحى وتبعد عن مدينة السويداء مسافة 7 كم، وهذا ما يعطي أهمية للموقع أن قرية الرحى التي يشكل وادي المظلم امتداداً لها تعد من القرى القديمة الهامة في المحافظة حيث ذكرها المؤرخون القدماء، بأنها تحتوي على معبد للآلهة أثينا بالإضافة لعدد من الكتابات والنقوش والرسومات التي ما تزال على أحجارها البازلتية في منازلها القديمة المبنية بها والتي تقف شاهداً على تعاقب الحضارات، والقدرة الحالية على استقطاب الإنسان القاصد للراحة والاطمئنان والأمان».

بعض الزائرين في وادي المظلم

وحول أهميتها البيئية بيّن الأستاذ "وفيق مسعود" رئيس جمعية أصدقاء البيئة بالسويداء قائلاً: «لو دققنا في منطقة "وادي المظلم" لوجدنا أنها تمثل غابة حراجية متكاملة تغطيها أشجار السنديان والبلوط والبطم الطبيعي والصنوبر والزعرور، ويرتادها الزائرون خاصة خلال فصلي الربيع والصيف فهي تشكل مزيجاً بين الحرج الطبيعية والاصطناعية، كما تحاذي الأشجار التي يبلغ متوسط ارتفاعها ثلاثة أمتار والبيوت السكنية في قرية الرحى من جهة الغرب حيث يتخللها طريق معبّد يصل من القرية إلى الأراضي الزراعية، من هذا سعت جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع مديرية البيئة والجهات المعنية بتحويلها إلى حديقة بيئية ضمن معيار علمي متكامل، حيث تم ذلك وأصبحت من الحدائق القليلة التي يرتادها الناس في الربيع والصيف وفق الشروط المتبعة».

وحول نقاط الجذب السياح لها والعمل على استثمارها سياحياً ذكر الأستاذ "يعرب العربيد" مدير السياحة بالسويداء قائلاً: «تعتبر منطقة وادي المظلم من أهم المناطق السياحية في المحافظة وتشكل منطقة استقطاب لافتة للسياحة الشعبية لقربها من الطرق الرئيسية ويتخللها طرق معبدة تفصل ما بين المساحات الخضراء الخالية من الأشجار والمناسبة للاستثمار السياحي، إذ تمتلك العديد من نقاط الجذب منها قربها من مركز المدينة وغناها بالهواء النقي وعدم وجود مصادر تلوث بيئية كبيرة ووجود مساحات حراجية واسعة ومجاورة للعديد من المطاعم السياحية و"الموتيلات الجبلية" ووجود مساحات واسعة كافية للتخييم وإقامة الفعاليات السياحية، ولقد تم طرح هذه المنطقة للاستثمار على مبدأ المناطق المفتوحة كواحدة من مشروعات السياحة البيئية الهامة ضمن موقع يشكل منطقة توظيف سياحية ومنطقة استقطاب لافتة للسياحة الشعبية، حيث تبلغ مساحة الأرض المخصصة لهذا المشروع 241 دونماً.

مقطع من وادي المظلم

فالبرنامج الاستثماري المقترح لهذه المنطقة هو عبارة عن مناطق مفتوحة مخدمة للسياحة الشعبية مع "كافيتيرات وتراسات" ومساحات للنشاطات الرياضية وملاعب للأطفال ومنطقة تخييم ومسارات مشاة ودراجات وبيوت ضيافة، بالإضافة إلى فعاليات تجارية وترفيهية وخدمية».

يتابع: «إن الهدف المعلن من تلك الفعاليات تطوير السياحة عن طريق استثمار عشق الناس الداخلي للطبيعة والاستجمام والسياحة العامة وتقديم الخدمات المتميزة لرواد هذه المناطق من حيث المياه والمرافق العامة والنظافة، بالإضافة لبناء منشآت ذات طابع بيئي قابلة للإزالة بحيث تكون الخدمة مأجورة، فيما الدخول مجاني على مبدأ المناطق المفتوحة بما يؤدي إلى المساهمة بزيادة الجذب السياحي في المنطقة وتحويل عناصرها ومقوماتها المتوافرة لصناعة سياحة تخدم الاقتصاد الوطني وتطور السياحة البيئية على مستوى المحافظة.

السيد "يعرب العربيد"

واهتم القطاع الخاص بالاستثمار في تلك المنطقة وعليه فلقد منحت مديرية السياحة بالسويداء رخصة الإشادة السياحية لإقامة مشروع سياحي عبارة عن فندق 4 نجوم وألعاب مائية وألعاب ملاهٍ، على العقار رقم 513 من المنطقة العقارية الرحا 10/1 بمساحة الأرض 15588 م ومساحة الأبنية 1800 متر ضمن شروط وزارتي السياحة والزراعة ومحققة لتلك الشروط باعتبار أنه أكثر من 60% من العقار هي أرض خضراء، وبلغت التكلفة الأولية للمشروع حوالي نصف مليار ليرة سورية وهذا المشروع يغلب عليه الطابع البيئي والاستجمام وسيتم إنشاؤه بمحاذاة المنطقة الحراجية الجميلة ويحتوي المشروع على 62 غرفة و444 كرسياً وبعدد 108 أسرة».