تعتبر من أكثر المناطق التي تحتضن النباتات والأعشاب الطبية النادرة المستخدمة في علاجات الطب البديل، حيث يسعى اليها الكثيرون ويجوبون الأراضي بحثاً عنها لمعالجة الأمراض والعوارض الصحية التي تصيبهم.

إنها "محمية اللجاة" الممتدة من الشمال إلى الشمال الغربي من محافظة "السويداء"، مدونة وطن "eSyria" قامت بجولة في المحمية بتاريخ 12/2/2013 والتقت السيدة "منى الحناوي" التي كانت تقوم بجمع بعض النباتات الطبية، مشيرة بالقول: «دائماً نقوم بنزهات في محمية اللجاة للتمتع بالطبيعة الجميلة، وللبحث عن بعض النباتات الطبية التي نجففها في منازلنا ونحفظها لاستخدامها في علاج العديد من الأمراض».

دائماً نقوم بنزهات في محمية اللجاة للتمتع بالطبيعة الجميلة، وللبحث عن بعض النباتات الطبية التي نجففها في منازلنا ونحفظها لاستخدامها في علاج العديد من الأمراض

أما عن الأنواع الطبية التي تجمعها فأضافت: «أجمع البابونج والمريمية وإكليل الجبل والهندباء البرية والكزبرة والدردار، منها ما نجففه ومنها ما نستخدمه في طعامنا كالهندباء والدردار والكزبرة، وهذه الأوسع انتشاراً في المحمية، فهناك العديد من النباتات الطبية غير المعروفة لدى الجميع مثل السحلب والشبرق وغيرها، وهذه يجمعها المختصون وتتواجد في محلات الطب البديل، ومن الناس ممن لديهم الخبرة الكافية بطب الأعشاب يجمعونها ويحتفظون بها بعد تجفيفها».

نبات السحلب

الدكتورة "راما عزيز" مدرسة في كلية الزراعة في جامعة "دمشق" مهتمة بدراسة النباتات الطبية والعشبية الموجودة في محمية اللجاة، ذكرت: «يوجد في محمية اللجاة عدد من النباتات الطبية النادرة وقد وجد منها أعداد معينة وبكميات معينة في مناطق محددة من المحمية، منها نبات "السحلب" أو الأوركيد، حيث لم يذكر في أي دراسة سابقة وجود الأوركيد في اللجاة، لكن وجد هذا النوع قرب "دير داما" وهو نادر الوجود (وجد منه نبتتان فقط / 6 كم).

ونبات "الشيح الأبيض" وهو نبات معمر عطري يزهر بين أيلول وكانون الثاني، فقد لاحظنا انتشار هذا النبات على شكل مستعمرات في "اللجاة" فقط قرب قرية "صميد" في منطقة "تل الشيح" على حدود المحمية.

السيد "سليم الحميدي" الخبير في طب الأعشاب

ونبات "اللحلاح الخريفي" وهو نبات عشبي سام بجميع أقسامه، ووجد في قرية "مجادل" فقط الواقعة في "اللجاة"».

ولا تزال المحمية تحتفظ بالكثير، وما سبق ذكره من نباتات ليست الوحيدة النادرة، إذ يوجد أيضاً نباتات عديدة وهامة، ومنها: «نبات "الشبرق" وهو نبات عشبي معمر طوله 20-75 سم، يزهر بين نيسان وتشرين الأول، وينتشر في اللجاة قرب قرية "مجادل".

نبات القبار

ونبات "عين الديك" وهو نبات عشبي حولي يزهر بين آذار ونيسان، وينتشر في اللجاة في قريتي "مجادل" و"صميد"، ونبات "القبار" وهي شجيرة معمرة وسوقها متدلية شوكية ملساء، الأوراق دائرية بيضوية سميكة ذات لون يتراوح بين الأخضر والرمادي المزرق، الأزهار ذات أعناق طويلة بلون بين الأبيض والزهري الفاتح، يزهر القبار بين شباط وأيار، وينتشر في اللجاة بالقرب من "مجادل"».

السيد "سليم الحميدي" الخبير في طب الأعشاب وصاحب مركز ابن سينا للعلاج بالطب البديل تحدث عن فوائد الطبية لهذه النباتات النادرة بالقول: «ينمو في محمية اللجاة عدد كبير من النباتات الطبية والتي استقطبت بتنوعها وغناها الباحثين والمهتمين الذين انكبوا على دراستها، وأنا من خلال عملي في هذا المركز استقبل العديد من الناس الذين يبحثون عن نباتات طبية لعلاجهم، فمنهم من يثق بخواصها العلاجية، وآخرون يحاولون قدر الإمكان الابتعاد عن المركبات الدوائية.

ومن النباتات النادرة التي وجدت فقط في محمية اللجاة، نبات السحلب فهو مضاد للإسهال، ويستخدم لوقف نزيف المعدة من قرحة المعدة والأمعاء، ولوقف النزف الداخلي.

وهناك الشيح الأبيض الذي يتمتع بخواص طاردة للديدان المعوية، ويشير البعض إلى خواص زيته المضاد للبكتيريا، كما أنه مضاد للإسهال ومخفف لآلام المعدة والسعال ومعرق، ويستخدم في علاج القصور الكبدي، ومغلي النبات يستعمل كمدر للطمث وفي حالات الزكام والتهاب القصبات، ومنقوع الأزهار يستخدم خارجياً لإنضاج البثرات والتقرحات الجلدية.

ولابد من الإشارة إلى أن بعض النباتات الطبية سامة، ويجب استخدامها بحذر شديد كنبات اللحلاح الخريفي أو الكولشسين، فرغم سميته يستخدم في علاج الروماتيزم والنقرس والآلام المفصلية، ومضاد للالتهابات وموسع للعروق وبالتالي منشط للدورة الدموية، كما انه يصلح لمعالجة حمى البحر الأبيض المتوسط، وخارجياً يستخدم في علاج الصدفية والأكزيما المزمنة وبعض الأورام الجلدية.

نبات الشبرق معروف منذ عصور كثيرة حيث يقول "ديوسقوريدوس" العالم اليوناني النباتي الشهير في القرن الأول الميلادي: إذا نقعت جذوره في الخل أدر البول وأذاب حصى الكلى وتسبب في تآكل أطراف القروح، إضافة إلى استخدامه في علاج أمراض الجلد المزمنة والتهابات المثانة ولعلاج النقرس.

وبقي أن نذكر استخدامات نبات القبار المتعددة إذ تستعمل جذوره كمقوية ومضادة للروماتيزم، وأوراقه في علاج الرضوض وفي تسكين أوجاع الأسنان، وأزراره كتوابل للطعام، وثماره هاضمة ومعرقة».