لثلوج الشتاء وأمطاره لمسات السحر على منقطة "سيع" المحاذية لقرية "قنوات" تلك القرية الأثرية التي وجدت فيها مقومات السياحة البيئية لتكون مقصداً للمهتمين خلال فصل الربيع.

تكوين طبيعي تلال وجبال وجمال عزّ نظيره تفتح مع نسمات الربيع لتعم الخضرة هذه المنطقة التي حظيت بزوار كثر تحدثوا عنها لموقع eSuweda بوصفها موقعاً طبيعياً تكتمل به صفات الأمكنة الهادئة والنظيفة حسب أحد الزوار وهو الصحفي "أنس السوس" متطوع لمصلحة النشرة البيئية في "السويداء" حيث قال: «المعروف لدى السواد الأكبر من أهالي المدينة أن تلة "سيع" منطقة أثرية فيها عدد من المعالم لكن للمهتم ولمن زار هذه المنطقة رؤية تضاف لهذه المعرفة، أن منطقة "سيع" ومع نهاية موسم الأمطار الغزير لهذا العام اكتمل جمالها بوديان ملأت بركها ورسمت صورة جميلة للمكان الجبلي الذي تميز بالهواء النقي، وفيه نوع من النظافة يعود لقلة عدد السكان وطغيان الطابع الزراعي ولأن السياحة المحلية حديثة العهد في هذا المكان، ومن خلال رحلة لجمعية أصدقاء البيئة لاحظنا مزايا المكان التي تنسجم مع فكرة تأهيل المنطقة لتكون أحد مواقع السياحة البيئية الهامة، إذ يكفي للزائر الاستزادة من نقاء الطبيعة والتمتع بمزيج للحجارة البركانية السوداء مع أشجار حراجية والتجول بجوار بساتين التفاح ضمن طرق زراعية توفر للزائر حرية التنقل بحدود مقبولة والتعرف على المكان».

المعروف لدى السواد الأكبر من أهالي المدينة أن تلة "سيع" منطقة أثرية فيها عدد من المعالم لكن للمهتم ولمن زار هذه المنطقة رؤية تضاف لهذه المعرفة، أن منطقة "سيع" ومع نهاية موسم الأمطار الغزير لهذا العام اكتمل جمالها بوديان ملأت بركها ورسمت صورة جميلة للمكان الجبلي الذي تميز بالهواء النقي، وفيه نوع من النظافة يعود لقلة عدد السكان وطغيان الطابع الزراعي ولأن السياحة المحلية حديثة العهد في هذا المكان، ومن خلال رحلة لجمعية أصدقاء البيئة لاحظنا مزايا المكان التي تنسجم مع فكرة تأهيل المنطقة لتكون أحد مواقع السياحة البيئية الهامة، إذ يكفي للزائر الاستزادة من نقاء الطبيعة والتمتع بمزيج للحجارة البركانية السوداء مع أشجار حراجية والتجول بجوار بساتين التفاح ضمن طرق زراعية توفر للزائر حرية التنقل بحدود مقبولة والتعرف على المكان

ويقدم الصيدلاني "فراس أبو سعدى" المعروف برعايته لعدد من الفعاليات البيئية وعضو جمعية أصدقاء البيئة في "السويداء" صورة لموقعنا عن المكان وأهميته البيئية وقال: «تبعد "سيع" حوالي كليومترين جنوب شرق قرية "قنوات" التي تقع شمال مدينة السويداء على بعد كيلومترين، وهي قرية غافية على التلال ذات الإطلالة الرائعة على كروم التفاح والعنب والتين والأشجار الحراجية، وقد تم اختيار القرية الصغيرة الواقعة على التلة والمنطقة المحيطة بها من قبل جمعية أصدقاء البيئة لتمتعها بميزات فريدة لقضاء أوقات ممتعة وللدراسة والاستكشاف حيث تجد الطبيعة البكر وهدوء المكان الساحر ونظافة المكان النسبية حيث مازالت بعيدة عن الضغط السياحي، ومن وجهة نظرنا هناك حاجة لتسليط الضوء عليها من خلال السياحة البيئية غير الملوثة كرياضة المشي والمغامرة ضمن دروبها، إذ تتمتع بهواء عليل ووديان تسيل في فصل الشتاء والربيع وفيها تنوع نباتي وورود برية متنوعة، فهي تتبع لمحافظة "السويداء" الأغنى بالتنوع النباتي في سورية حيث أكثر من 950 نوعاً نباتياً تشكل حوالي أربعين بالمئة من مجمل النباتات في سورية ويقصدها العديد من الطيور لقرب محمية "الضمنة" الحراجية منها».

الشلال على وادي الغار من أبدع الصور

حماية مقومات السياحة وتطويرها فكرة يوضحها الدكتور "فراس" بالقول: «هنالك شلال مياه غاية في الروعة يقع في نهاية "سيع" للجنوب والشرق منها، عند كعب الوادي الذي يتدفق من بين الصخور ويشكل بركة مملوءة بالأشنيات والورود المائية، وهنالك مسار للمشي يبدأ من مدينة "السويداء" إلى قرية "قنوات" و"سيع" يستغرق حوالي الساعتين وقد اختبرته بنفسي عدة مرات ومسار آخر من "سيع" إلى "سد الروم" في منطقة ظهر الجبل، ضمن طرق ضيقة وملتوية مبهجة للنفس والروح.

للمحافظة على هذه المقومات وتطويرها من وجهة نظرنا كجمعية وكمهتمين بالشأن البيئي نؤكد عدة قضايا أهمها: عدم السماح بالبناء الحديث ضمن المخطط التنظيمي لقرية "سيع" لما يحمله ذلك من تشويه للتكوين الطبيعي لهذه المنطقة التي تمتد بسحر، إلى جانب المحافظة على القرية وبيوتها الحجرية القديمة التي لا يزيد عددها على الاحد عشر بيتاً، وهنا لاكتمال المشهد البيئي لابد من الاهتمام بالمواقع الأثرية الظاهرة في المنطقة وأهمها المعبد وحراستها وتفعيل التنقيب الأثري، والسعي لإقامة استراحات ذات طابع بيئي وتراثي ضمن تلك المنطقة لجذب السياحة البيئية غير الملوثة يرعاها متخصصون لأننا أمام منطقة غنية ومتجددة فيها الكثير من الصفات الجمالية التي قد لا نجدها في مناطق أخرى تعرضت للتعديات وشوهت طبيعتها البكر».

الصيدلاني فراس أبو سعدى خلال جولة في سيع

برك رومانية ووديان فاضت بالخير وشكلت مناظر طبيعية غاية في الجمال حدثنا عنها الأستاذ "رشدي زريفة" من أهالي قرية "قنوات" المجاورة وقال: «سمي الوادي الذي يخترق إحدى مناطق "سيع" والتي يتعارف على تسميتها منطقة "العنز"- وادي "الغار" الذي سمي قديماً وادي "الذهب" حيث يقطع سيع ويكمل طريقه لقرية "قنوات" وعليه عدد من الجسور، وفي مواسم الخير كما في هذا العام عندما تكثر الثلوج يشكل على إحدى البرك الرومانية جنوب شرق سيع شالات بديعة المنظر تستمر لما يزيد على شهر في بداية موسم الربيع، فهذه المنطقة غنية بمياه الينابيع وتجد عدداً كبيراً من البرك التي صممت في عصر الرومان وبرك صنعها الأهالي وأصحاب البساتين للمحافظة على المياه والاستفادة منها بري البساتين، وتجد على الجهة الشمالية لتلة "سيع" بركة كبيرة يتعارف الأهالي على تسميتها "مطخ" حيث يحتضن كميات كبيرة من المياه للأغراض الزراعية، وتتوزع البرك الحجرية الرومانية القديمة في الأراضي الزراعية المحيطة وعلى التلة، كل ذلك منح القرية مناظر طبيعية غاية في الجمال وجذبت الانتباه للمنطقة التي تعتبر من أغنى المناطق على المستوى الزراعي لكن قيمتها البيئية لا تقل أهمية عن ذلك ويكفي أنها ولغاية هذا التاريخ بعيدة عن مصادر التلوث».

الجدير ذكره أن "لسيع" قصة تاريخية قديمة تظهر في معابدها وبقايا أبنية حجرية رومانية إلى جانب ينابيع عذبة تنتشر في منازلها القليلة لتكون مصدراً لمياه الشرب لعدد السكان الذي قد لا يتجاوز مئتي نسمة.

البرك المائية تحيط بسيع