مطعم "الموعد" مطعم حافظ على الطابع الشعبي خلال عقدين من الزمن كان فيها استراحة للعائلات والزوار.

موقع eSuweda زار المطعم الكائن بالقرب من مضافة آل "أبو الفضل" في منطقة تتوسط سوق "السويداء" التجاري واستمع لزوار المكان الذين تعودوا على نكهته الشعبية التي تجعله المحبب لنفوسهم حسب السيد "عامر المتني" من قرية "الكسيب" الذي يزور المطعم في معظم زياراته للسوق وقال: «بعد جولة التبضع يكون "الموعد" المكان الأخير الذي نختتم به زيارتنا للسوق حيث نجد أنواعاً محببة من المأكولات الشعبية التي نفضلها على غيرها من الوجبات السريعة، ويكون للزبائن متسع من الوقت لتناول الطعام في أجواء مريحة تلتقي بها العائلات وكافة شرائح المجتمع، هذا المطعم الذي تعودت على زيارته مرة في الأسبوع بقي محافظاً على نكهة شعبية حقيقية فلا تغيرات تذكر على الديكور أو الشكل الخارجي، وحريصاً أن تكون لقمته الأطيب والأنظف، حيث يمكن للزبون أن يتابع عن كثب كيف تحضر الأطباق لتصل إلى الطاولة بشكل معتاد لا يزيد عن أطباق مزينة بأوراق النعنع والليمون والزيت تجاورها أطباق المخلل ومشروبات بسيطة هي أنواع من العصائر أو العيران».

عملت في "الموعد" منذ بداياته وقد كانت هذه السنوات كفيلة بتقوية علاقتي مع صاحبه ومع العاملين الذي يتجاوز عددهم العشرة، وهم عمال مستمرون لم يتبدلوا إلا لظروف طارئة، العمل هنا مريح وممتع ينظمه السيد "سمير" بطريقة فيها الكثير من الود سواء مع العمال أو الزبائن، وقد تعلمنا منه طريقة التعامل مع الزبون، وكيف نقدم الأطباق ونلبي الطلب، وقد جعلتنا السنوات الماضية أكثر التصاقا بالعمل بهذا المطعم الذي نعتبره بيتنا الثاني الذي نمضي به أوقاتا سعيدة حيث لا مشاكل تذكرـ وقد يكون ذلك بسبب الحالة الطبيعية التي يعيشها العامل والزبون

من كافيتريا إلى مطعم شعبي تحول "الموعد" المطعم الذي حقق شهرة واسعة بين أهالي "السويداء" هذا ما حدثنا به صاحبه السيد "سمير أبو الفضل" وقال: «كانت الحاجة للعمل وراء التوجه لاستثمار هذا المكان الذي ورثته عن الأهل، حيث أسست "الموعد" على شكل كافيتريا تقدم المشروبات المتنوعة لكن بعد فترة قصيرة من العمل شعرت بالحاجة للتحول لتقديم المأكولات ليكون المكان استراحة لزوار السوق من العائلات والأفراد، وكان انتقاء المأكولات الشعبية بدافع الحصول على ميزة تجعل هذا المطعم مختلفا عن المطاعم التي وجدت على ساحة المحافظة في تلك الفترة، ولتكون ميزة جديدة تضاف لميزة المكان الذي يعتبر من أكثر الأماكن التصاقا بالسوق، فهو جزء من الأحياء القديمة التي تشكل السوق الذي يؤمه المئات من المتسوقين فترة الصباح والظهيرة.

عامر المتني وزوجته من زوار المطعم

لقد اعتمدنا على تقديم الفتات بأنواعها والحمص والفول وبعض الأطعمة التي تلتقي مع هذه النوعية من المأكولات مثل البطاطا المقلية والكبدة وليس أكثر من ذلك لأنني حرصت خلال العشرين سنة الماضية على تجسيد الطابع الشعبي بالشكل والمضمون لتجد الموعد على ذات الشكل دون أي تغيرات تذكر من حيث تنسيق الطاولات والكراسي المتواضعة دون المبالغة بتجميل المكان، الذي لا يزينه إلا بعض العروق الخضراء، وعلى جدرانه صور قديمة ولوحات تعوّد عليها الزوار، لكن العمل على تطوير الفكرة الشعبية كان بالمحافظة على طقوس التقديم الاعتيادية التي تشعر الزبون بالراحة وعدم التكلف، هنا يطلب الزبون ما يريد ويزيد الطلب لعدة مرات، وقد ينادي النادل بصوت مرتفع أو بأية طريقة يجدها مناسبة، لتجد عددا من الطاولات التي تتشارك بالحديث في أجواء اجتماعية جميلة ومنفتحة تجعل الزوار على حالة من التنوع. من الممكن أن تجد أيضاً مجموعة من الفتيات، وعددا من العائلات، وبعض الشبان، حتى طلاب المدارس، أو الشيوخ الكبار الذين لا يجدون في الأدراج المرتفعة عائقاً يمنعهم من زيارة المكان الذي تعودوا عليه».

على الرغم من النجاح والشهرة الواسعة حافظ "الموعد" على مواعيد ثابتة للعمل وقد قال السيد "سمير" في ذلك: «في الرابعة صباحا نبدأ بالتحضير لتكون الساعة السابعة والنصف آخر موعد يلتحق به العمال للمطعم، وقد تعودنا على العمل لوردية واحدة تنتهي عند الرابعة بعد الظهر، وهي مواعيد تنسجم مع تواجد المتسوقين سواء من القرى أو المدينة، وبات من المعروف لكافة الزبائن على ساحة المحافظة ومن زوارنا من خارجها من التجار والعمال ومن يزورون المدينة لأوقات متقطعة، إننا نتواجد في وقت مبكر لأنهم يطرقون الباب باكراً فنستقبلهم برحابة صدر ونقدم لهم ما يطلبون حتى تشرق الشمس، كذلك يتواجد في المطعم عدد من الزبائن الذين يأخذون قسطا من الراحة لينطلقوا لأعمالهم، وهي حالة جعلت المطعم مقصدا للكثيرين وباتت تربطنا بهم علاقات من المودة والصداقة لنعرفهم بالاسم ونعرف طلباتهم ونوعية الخدمات التي يحتاجون إليها بوصفنا مطعما شعبياً».

سمير أبو الفضل صاحب مطعم الموعد

عمال المطعم من الشباب الذين رافقوه منذ الافتتاح ولغاية هذا التاريخ يشتركون في إداراته لأنهم معنيون بنجاحه واستمراره حسب ما حدثنا "طليع قيصر" أحد عمال المطعم وقال: «عملت في "الموعد" منذ بداياته وقد كانت هذه السنوات كفيلة بتقوية علاقتي مع صاحبه ومع العاملين الذي يتجاوز عددهم العشرة، وهم عمال مستمرون لم يتبدلوا إلا لظروف طارئة، العمل هنا مريح وممتع ينظمه السيد "سمير" بطريقة فيها الكثير من الود سواء مع العمال أو الزبائن، وقد تعلمنا منه طريقة التعامل مع الزبون، وكيف نقدم الأطباق ونلبي الطلب، وقد جعلتنا السنوات الماضية أكثر التصاقا بالعمل بهذا المطعم الذي نعتبره بيتنا الثاني الذي نمضي به أوقاتا سعيدة حيث لا مشاكل تذكرـ وقد يكون ذلك بسبب الحالة الطبيعية التي يعيشها العامل والزبون».

جلسة صباحية قبل إفطار عائلي