«لأنهم أهلنا ولأن وجعهم وجعنا لن ننساهم» عبارة قالها عمال الزراعة الذين اتفقوا على زيارة أسر الشهداء للتوثيق لسيرهم والسؤال عن أحوال أهاليهم والاطمئنان على صحتهم، بعد مصاب جلل هز مشاعر كل الشرفاء في وطن تعود أن يضمد جراحه بيديه.

اليوم تداعى عمال الزراعة للقاء أسر الشهداء الذين تشرفت بهم "السويداء" لأنهم قدموا العزيز والغالي للذود عن الوطن، وكانت زيارتهم الأولى لأسرة الشهيد "إياد زين الدين"، موقع eSuweda رافق العمال وكانت له مجموعة من اللقاءات مع أسرة الشهيد والزوار.

نال زوجي شرف الشهادة لأننا نثق أن الوطن يستحق هذه التضحية وما مواساة زملائي من عمال الزراعة إلا دليلا على أننا لسنا فقط أسرة "إياد" فهم الأهل والأقارب، وكل الدماء التي أريقت دماء عزيزة سنبقى أوفاء ومخلصين لها لأنها بذلت لكرامة الوطن ورفعته

حيث كان والد الشهيد السيد "حسن زين الدين" رغم تقدم السن مستقبلا لزواره الذين اعتبرهم الأهل والأبناء وقال: «كان لمواساة الأهل عظيم الأثر في تخفيف الحزن فنحن أسرة من مئات الأسر التي فقدت أعزاء في سبيل الوطن، ونحن لم نقبل العزاء بل تقبلنا التهاني بنيل "إياد" شرف الشهادة وكل من زارنا عبر عن الوفاء لدماء كل الشهداء في هذه المحافظة وخارجها، وزيارة العمال دليل إخلاص وحرص على التعاضد والتلاحم، لأننا في السويداء أسرة واحدة والكل مجتمع على أن مصاب الوطن هو الأكبر لأن عطاء الوطن أكبر من أي عطاء».

والدالشهيد وزوجته مع الزوار

وعبرت السيدة "مها زين الدين" زوجة الشهيد عن الشكر لهذه المبادرة وقالت: «نال زوجي شرف الشهادة لأننا نثق أن الوطن يستحق هذه التضحية وما مواساة زملائي من عمال الزراعة إلا دليلا على أننا لسنا فقط أسرة "إياد" فهم الأهل والأقارب، وكل الدماء التي أريقت دماء عزيزة سنبقى أوفاء ومخلصين لها لأنها بذلت لكرامة الوطن ورفعته».

الآنسة "عائدة سليم" من لجنة المرأة العاملة لعاملات الزراعة بينت أسباب الزيارة بالقول: «كعمال لن نقف مكتوفي الأيدي في الوقت الذي يحتاجنا الوطن وهل هناك أخطر من هذا الظرف لنقف معاً في وجه كل متآمر وحاقد يحاول النيل من وحدتنا وتعاضدنا؟ اليوم كانت زيارتنا لأسرة الشهيد "إياد زين الدين" وكانت الزيارة الأولى لأن زوجة الشهيد "إياد" زميلتنا وهي عاملة في القطاع الزراعي وكانت الزيارة الأولى بين عدة زيارات تقررت للاطمئنان عن أهلنا من أسر الشهداء ولنقول لهم إننا أولادهم الذين سيكونون في خدمتهم كما كان أولادهم الشهداء الذين غسلوا التراب بالدماء الطاهرة لتبقى سورية وقائدها عزيزة أبية».

الشهيد إياد زين الدين

ولاستكمال مشروع بدأته نقابة عمال الزراعة لجمع معلومات عن شهداء الجبل كان الحديث للتعرف أكثر على الشهيد بهدف توثيق مسيرته حسب ما أفادنا السيد "خليل الباشا" رئيس مكتب نقابة عمال التنمية الزراعية الذي قال: «لأسرة الشهيد حضور كبير في النفس، لأننا نقدر قيمة تضحياتهم لأجل الوطن وكمكتب نقابة كانت لنا عدة زيارات لكن اليوم الزيارة لها عدة غايات الأولى هي السؤال عن أحوال أهالي الشهداء وهم كبار السن الذين تحملوا فراق الأبناء لغاية كبرى تسمو معها النفوس والثانية أننا بصدد العمل لاستكمال مشروع نحاول من خلاله توثيق سير الشهداء عملهم السابق ومبادراتهم تاريخ الشهادة وقصتها والتعريف بهم كأشخاص يحق لنا أن نفتخر بهم، إلى جانب جمع صور توثق لهم ولأسرهم لنضيفها إلى جيش من الشهداء كانوا عنوان النصر في حرب تشرين التحريرية وحروب لبنان، ليصار لتقديمها ضمن معارض توثيقية تكرس ذكراهم في مجتمع تعود الاعتزاز بمن كان الوطن لديهم الخيار والقرار حتى وإن كانت الحياة هي الثمن».

اتحاد العمال شارك عمال الزراعة ليقدم التحية على لسان السيد "حمد القلعاني" نائب رئيس اتحاد عمال "السويداء" لكل من ضحى في سبيل إعلاء كلمة الوطن حيث قال: «جئنا لننقل التحية لهذه الأسرة التي كانت المثل في الصبر والتضحية حيث كان الشهيد "إياد" أول شهداء "السويداء"، وليس أبلغ من حديث والده المسن عن واقعة الشهادة حيث يعلو نداء الوطن ليصمت الضجيج، اليوم وخلال هذه الزيارة حاولنا إيصال رسالة كل العمال ومن مختلف المواقع أننا جاهزون لتقديم أي نوع من المساعدة ولن نتأخر عن متابعة أسر الشهداء لنكون لهم العون في غياب أولادهم الأبطال الذين افتقدتهم كل بيوت جبل العرب وأهلها كما افتقدت إخوتهم من شهداء الوطن الذين هبوا لحماية الوطن في وجه عصابات الغدر».

الجدير بالذكر أن الشهيد "إياد حسن زين الدين" استشهد في "درعا" بتاريخ 25/4/2011 وهو متزوج ولديه طفلتان، وكان من أبطال "السويداء" في الجودو من مواليد عام 1973.