لأن الهدف أكبر من تأمين العلاج لولوج ساحة الكشف المبكر كان العمل من خلال شعبة أمراض الدم والأورام في مشفى الشهيد "زيد الشريطي" في "السويداء"، لتكون المكان المناسب لتقديم الجرعات المجانية بمواعيدها لكل من يحتاجها إلى جانب تأدية المهمة الاستقصائية وتطوير برامج الكشف المبكر الذي يساهم إلى حد كبير في رفع نسب الشفاء.

فبين العام الفائت وهذا العام فوارق يسجلها المرضى الذين ساهمت الشعبة في تخفيف عناء السفر عنهم وعن مرافقيهم من الأهل لتلقي العلاج في دمشق، ليتحولوا إلى هذه الشعبة ليتلقوا العلاج الذي يعتبر من أطول وأخطر البروتوكولات العلاجية والمترافقة مع آثار جانبية لا يزيدها السفر إلا ألماً واضطرابا.

عملت لما يتجاوز العشرين عاما في أقسام أخرى لكن العمل في هذه الشعبة له خصوصية من حيث المريض والحالة المرضية، حيث نحاول بذل جهود مضاعفة لرعاية المرضى بداية من الكلمة اللطيفة إلى غيرها من الخدمات المطلوبة، لكننا ككادر ننتظر زيادة العدد لأننا عبارة عن خمسة عناصر وهنا العمل مكثف وقد وعدنا بزيادة العدد لنكون أقدر على تقديم الخدمات التمريضية لكل المرضى، اليوم نقدم ذلك لكن ضمن ساعات عمل طويلة وبضغط كبير لكثرة المرضى

خلال الزيارة لهذه الشعبة يحاول موقع eSuweda التعريف بما تقدم من خدمات كبيرة لشريحة من المرضى هم بأمس الحاجة للمساعدة والاهتمام، حيث استقبلت خلال العام الفائت والأشهر الأولى من هذا العام آلاف من المراجعين والحالات التي تلقت العلاج المناسب، ما عكس نوعاً من الثقة والتواصل بينها وبين شرائح المجتمع التي أخذت تتوجه للشعبة بالاستشارة والسؤال.

مدحت كيوان

"مدحت كيوان" رافق أخاه المريض في رحلة علاج استمرت ستة أشهر راجع فيها هذه الشعبة وتلقى من خلالها عدداً من الجرعات الكيماوية أوصلته للشفاء واليوم يتابع فحوصاته للمراقبة عبر عن رأيه بخدمات الشعبة وقال:

«من خلال الشعبة اكتشفت حالة أخي المرضية، وبمتابعة الطبيب المشرف على الشعبة تقرر العلاج بعد فترة استكمال الفحوصات والصور وباشرنا العلاج وقد لاحظنا الاهتمام والعمل المنظم، فوجود هذه الشعبة خفف علي وعلى أخي أعباء التنقل إلى "دمشق" لتلقي العلاج، خاصة أن لهذا العلاج آثارا جانبية متعبة ترهق المريض وهو علاج طويل الأمد، والحمد لله اليوم أخي يتعافى ومن خلالكم أقدم الشكر لكل العاملين في هذه الشعبة على الاهتمام والرعاية لأنها تقدم الكثير للمرضى.

الدكتور مؤنس أبو منصور

ما يقدم هو جزء من الخدمات ولدى مديرية الصحة آمال كبيرة بتوسيع دائرة الخدمات حديث أفادنا به الدكتور "مؤنس أبو منصور" اختصاصي أمراض دم وأورام رئيس الشعبة الذي عرفنا على المكان وقال: «على مستوى المحافظة تظهر الحاجة الماسة لهذه الشعبة التي تأتي في المرتبة الثانية بعد اللاذقية على مستوى القطر بالإصابة بمرض السرطان حسب الإحصاء التجميعي الأول لمديرية مكافحة السرطان، وقد كانت فكرة إحداثها مرتبطة بوجود الطبيب المختص، لأنه وبعد عودتي للعمل في مديرية الصحة طرحت الفكرة ولاقت التجاوب المطلوب من مديرية الصحة في "السويداء" مع أنها لم تكن ضمن خطة المديرية لكنها رحبت بالمشروع لتخديم المرضى، وخصص لها ميزانية من ميزانيتها ليتم تجهيزها بالمستلزمات الضرورية، ولتكون المكان الذي يتوافر من خلاله نسبة جيدة من الأدوية لعدد كبير من المرضى الذين يعانون من مرض نعرف جميعاً أنه مكلف فمريض السرطان يحتاج لما يتراوح بين 50 ألف إلى النصف مليون ليستكمل علاجه، وما نريد أن نوضحه أنه من خلال الشعبة تؤمن مديرية الصحة نسبة جيدة من الأدوية ومازال الحلم كبيراً بتطوير الشعبة وتطوير عملية الكشف المبكر بتعريف المجتمع بأهمية الفحوصات الدورية، وهذا ما أخذت بعض الدوائر تنجزه بهدف تقديم نوع من الوقاية ولأن الكشف المبكر عامل أساسي في الشفاء وفي أحيان كثيرة الشفاء التام».

وعن الشعبة يضيف الدكتور "مؤنس" بقوله: «تتكون الشعبة من جناح في مشفى الشهيد زيد الشريطي السعة 12 سريراً ونستقبل حالات أمراض الدم والأورام وفقر الدم أو سرطانات الدم والأورام الصلبة، وهذه هي الحالات التي نتمكن من تغطيتها دوائياً ويقسم عملنا إلى قسمين: الأول تشخيصي يتمثل بالاستقصاءات العادية والخزعات بالعظم وبزل النقي، والثاني علاجي: العلاج بالجرعات الكيماوية وهو العلاج الكيماوي للحالات التي تقتضي ذلك، ولا ننكر صعوبة العمل وخصوصيته لأنك تتعامل مع مريض يحتاج للدعم النفسي والمادي، والدعم النفسي يتمثل في رعاية المريض بشكل جيد ونحاول أن نخفف قدر الممكن من الروتين حيث يكفي اتصال هاتفي لإدخال المريض وقد قدمت لنا المديرية تسهيلات على هذا المستوى، والدعم المادي يتمثل في أن الدواء في الشعبة مجاني ضمن الأدوية المتاحة، ولدينا مجموعة من المرضى يفضلون شراء الدواء على نفقتهم الخاصة ليأخذونه عن طريق الشعبة لأنهم لا يرغبون بالتنقل لمحافظات أخرى، وعلى الرغم من أن الشعبة صغيرة بعدد الأسرة لكونها حديثة العهد، لكنها استقبلت خلال عام على إحداثها ما يفوق 19 ألف حالة سواء للتشخيص أو العلاج.

الكادر المشرف على الشعبة

وبشكل عام فإننا كشعبة نتعاون مع جمعية "لمسة حنان" التي تؤمن لمرضاها نسبة 75 بالمئة من الأدوية وجمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تعتني بحالات أخرى وهذا ما يؤسس لنوع من التعاون بين المديرية وهيئات المجتمع المحلي خاصة في علاج هذه الأمراض لكونها مكلفة وتتحمل الدولة الجزء الهام منها لكن الحاجة كبيرة ولابد من التعاون لتأمين تغطية كامل الحالات التي تردنا».

الكادر المكون من خمسة عناصر عرض لرؤيته من خلال الممرضة "نجلا جربوع" حيث قالت: «عملت لما يتجاوز العشرين عاما في أقسام أخرى لكن العمل في هذه الشعبة له خصوصية من حيث المريض والحالة المرضية، حيث نحاول بذل جهود مضاعفة لرعاية المرضى بداية من الكلمة اللطيفة إلى غيرها من الخدمات المطلوبة، لكننا ككادر ننتظر زيادة العدد لأننا عبارة عن خمسة عناصر وهنا العمل مكثف وقد وعدنا بزيادة العدد لنكون أقدر على تقديم الخدمات التمريضية لكل المرضى، اليوم نقدم ذلك لكن ضمن ساعات عمل طويلة وبضغط كبير لكثرة المرضى».

ومن زوار الوحدة الدكتور "نعمان أبو سمرة" طبيب أسنان تابع الشعبة من خلال مرافقة بعض الأقارب وقال: «وجود الشعبة بحد ذاته خدمة للمرضى وأسرهم ونلاحظ أهمية التعاون والعمل الكبير الذي تؤديه من خلال الطبيب المسؤول والكادر التمريضي ونتوقع لهذه الشعبة التطور خلال المراحل القادمة لتستوعب كامل المرضى من المحافظة، لتخفيف الضغط عن المشافي المتخصصة وتخفيف الأعباء عن المرضى خاصة ان هناك حالات تضطر للإقامة في المشفى لعدة أيام "بدمشق" حسب نوع الجرعة ومع وجود الشعبة باتت تتلقى العلاج فيها وهذا ما ساهم في تحقيق نوع من الراحة للمرضى».

الجدير بالذكر أن الشعبة تتوضع بالطابق الثالث من المشفى وتتسع لما يقارب 12 سريرا وقد استقبلت خلال عام على تأسيسها ما يزيد على 19 ألف مراجع، ولتقدم خلال شهر آذار حوالي خمسين جرعة كيماوية.