"مركز الحكمة" في "السويداء" الذي ينتمي إلى جمعية "الحكمة الخيرية" تعوّد الأهالي على زيارته لتلقي العلاج والاستفادة من خدمات العيادات التخصصية التي يشرف عليها عدد من الأطباء والفنيين من أبناء المحافظة.

موقع eSuweda زار المركز لمناقشة هذا الموضوع وغيره للتعريف بالمركز الذي وصف بالخيري نظراً لخدماته المتميزة.

أنا من قرية "الصورة الكبيرة" التي تبعد حوالي 50 كم عن محافظة "السويداء" لا أجد صعوبة في اجتياز هذه المسافة للوصول إلى المركز للمعاينة، هنا المعاينة دقيقة ولا تنسجم الخدمات الطبية الكبيرة مع الأجور المنخفضة التي لا تتجاوز 200 ليرة للمعاينة

بعد المعاينة عند طبيب العينية حدثنا الأستاذ "هلال شحاذة سلوم" أحد المراجعين للمركز بقوله: «أنا من قرية "الصورة الكبيرة" التي تبعد حوالي 50 كم عن محافظة "السويداء" لا أجد صعوبة في اجتياز هذه المسافة للوصول إلى المركز للمعاينة، هنا المعاينة دقيقة ولا تنسجم الخدمات الطبية الكبيرة مع الأجور المنخفضة التي لا تتجاوز 200 ليرة للمعاينة».

مالك حرب وابنه أحد مراجعي المركز

«تنوع الاختصاصات يخفف الأعباء عن كبار السن»، هذا ما حدثنا به "مالك حرب" 50 عاماً خلال زيارته للمركز لتلقي العلاج حيث قال: «في هذا المركز يتوافر عدد كبير من العيادات التخصصية وهذا ما يساعد كبار السن ومعظم أفراد الأسرة على تلقي العلاج في مكان واحد وبإشراف عدد كبير من الأطباء المعروفين بالمحافظة، هنا تتم المعاينة بأوقات منتظمة ومواعيد دقيقة وهناك احترام للمريض، ولن أبالغ في وصف طريقة المعاملة فقط سأقول إن المركز خيري بكل المقاييس لأننا نتلقى خدمات هامة قد لا نتمكن من الحصول عليها في أماكن أخرى بأجور رمزية وبسيطة».

وخلال الجولة وفي العيادة العينية إحدى العيادات التابعة للمركز حدثنا الطبيب "ياسر الجرماني" طبيب العينية المتخصص بقوله: «تنبع تلبية فكرة تطوع الأطباء لهذا المركز من واقع الترابط الاجتماعي والحالة الإنسانية التي تربط بين أبناء المحافظة من مختلف الطوائف ولدي ولدى زملائي شعور طيب تجاه هذا المركز، ونحرص على العمل ضمن المواعيد المحددة لمعاينة كل من يطلب خدماتنا، ونعتز بهذا العمل لأننا نعمل لأهلنا ولمجتمعنا ويبقى الفضل لسيادة المطران "سابا اسبر" الذي رعى الفكرة وطورها لتتجسد على أرض الواقع من خلال هذا المركز».

الدكتور ياسر الجرماني يعاين هلال شحاذة سلوم

جمعيات خيرية يونانية دعمت المشروع وللمغتربين لمسات واضحة هذا ما بينه الدكتور "خليل سمارة" الطبيب الجراح وأحد المتطوعين لخدمة المركز بقوله: «المركز لقاء طائفي إنساني متميز فكل من يعمل لصالح المركز يجسد فكرة العطاء التي أسس لها سيادة المطران وسعى من خلال جمعية "الحكمة الخيرية" للحصول على دعم جمعيات يونانية ليأخذ المركز هذا الشكل المتطور الذي هو عليه اليوم، وما زالت المساعي مستمرة لاستقطاب كل من لديه رغبة بدعم المشروع لنجد بصمات واضحة للشباب المغترب، وهذا ما يعزز فكرة العمل الجماعي لخير كل أفراد المجتمع، وجميل أن نجد هذا المركز في "السويداء" في ظل ندرة المشاريع الخيرية الصحية».

عن الغايات المرجوة من المركز والآمال المعلقة عليه حدثتنا مديرة المركز الآنسة "راغدة الأشهب" التي تطوعت للعمل دون مقابل وقالت: «ولدت فكرة المركز من وجود شريحة من أفراد المجتمع تحتاج لرعاية طبية دون تحمل أعباء مادية مرهقة، وتقديم هذه الخدمات بشكل لائق وإنساني ومع توافر الدعم من جمعيات خيرية يونانية تتمثل في "المركز الدولي للتطوير" و"منظمة التطوير والتضامن" قدمت المطرانية المكان حيث باشر المركز العمل في عام 2006 ليتكون عن عيادات أنف أذن حنجرة نسائية أطفال وعصبية إلى جانب مخبر متطور وتم الاتفاق مع الأوساط الطبية والاجتماعية على تحديد أجور رمزية لتأمين المستلزمات الضرورية كأجور بعض العاملين وخدمات بسيطة، وقد تعاملنا مع المرضى من خلال بطاقات، وتم إعداد استمارات نقيّم على أساسها ظروف المريض فلدينا عدد من المراجعين يعجزون عن تسديد أجور المعاينة، وفي هذه الحالة كانت المطرانية تغطي الفارق ليبقى الهدف الأسمى تقديم الرعاية الطبية لكل من يطلبها، ونستطيع القول إن المركز يحظى بإقبال عدد جيد من المراجعين وهذا ما يشعرنا بالرضا ويحثنا على العمل لتحقيق غاية المركز».

الأنسة راغدة الأشهب مديرة المركز

غرفة العلاج الفيزيائي وعلاج أطفال الشلل الدماغي خدمات حديثة العهد في المركز تحدثت عنها الآنسة "راغدة" بقولها: «حديثاً أضيفت للمركز غرفة لأطفال الشلل الدماغي حيث كانت نتيجة لتبرعات جهات متعددة، وهذا ما حرضنا على التفكير بعيادة للعلاج الفيزيائي وتحقق الأمل من خلال تبرع أبناء المحافظة المغتربين في دولة الإمارات العربية الذين خاطبوا سيادة المطران لتحديد المبلغ المطلوب لتأمين المعدات، ولم يتأخروا عن المساعدة لتكون لدينا عيادة متكاملة التجهيزات، وبشكل عام فإن تنوع الخدمات عامل حيوي في هذا المركز الذي تطوع لخدمته أكثر من 25 طبيباً وعدد كبير من الفنيين في مجال المخبر والعلاج الفيزيائي والتمريض ومن كافة الاختصاصات، وعدد من الأشخاص الذين يزورون المركز للمعاينة والتبرع للدعم وتقديم أي خدمة نحتاجها لتطوير العمل ليصبح أحد الأمكنة المناسبة لمن يرغب بالعمل الخيري».

أخيراً: يعتبر مركز "الحكمة" الذي يقع إلى الشرق من ساحة "تشرين" والمكون من طابق واحد نواة لمشروع صحي هام في المنطقة ونموذجاً للعمل الخيري الهادف لتطوير الرعاية الطبية ودعم القطاع الحكومي.