يعتبر قطاع الزراعة مصدراً رئيساً من مصادر الدخل، حيث تساهم الزراعة والأعمال المرتبطة بها بنسبة تزيد عن 50% من إجمالي الدخل في محافظة السويداء ، كما يوفر قطاع الزراعة فرص عمل للقوى العاملة علاوة على ما يوفره من فرص العمل لأفراد العائلة وما يساهم به من توفير الغذاء، ويحتل قطاع الثروة الحيوانية دوراً بارزاً في القطاع الزراعي.

وحول أعداد الماعز عامة وفي السويداء خاصة تحدث المهندس "علي هوارين" رئيس محطة بحوث عرى للماعز الجبلي لموقع eSwueda قائلاً: «يعتبر الماعز من الحيوانات المتأقلمة مع الظروف الطبيعية والمناخية وتنتشر تربيته في المناطق الجبلية وهو ثنائي الغرض في إنتاج الحليب واللحم، إضافة لاستخدام الشعر في صنع البسط وبيوت الشعر، وتشير احصائيات وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي لعام2004 إلى أن العدد الإجمالي للماعز بالقطر1.131مليون رأس منها ماعز جبلي1.093مليون رأس حيث عدد الماعز الحلوب724.18 ألف رأس بمتوسط إنتاج حليب 89 كغ للرأس الواحد بالموسم. وفي محافظة السويداء قدر عدد الماعز الجبلي53.99 ألف رأس منها 39.60 ألف رأس حلوب بمتوسط إنتاج حليب83كغ للرأس الواحد، تبذل الدولة جهوداً كبيرة في سبيل تحسين إنتاجية الماعز الجبلي بإجراء بحوث عديدة عليه، ومحطة بحوث عرى لتحسين سلالة الماعز الجبلي بالسويداء واحدة من المحطات المنتشرة في القطر وهي محطة واحدة ومتخصصة في هذا المجال».

نسعى لزيادة أعداد الحيوانات المحسنة وراثياً من الذكور والإناث والمباعة للمربين، بقصد توفير الاستقرار، وزيادة عدد المربين المستفيدين من قروض الماعز المحسنة، ونشر تقنية تصنيع المكعبات العلفية المكونة من المخلفات الزراعية المتوفرة في المحافظة كتفل العنب وتفل التفاح وتفل الزيتون وغيرها من المخلفات، وتحديث وسائل الإنتاج في استخدام التقنيات المتطورة مثل الحلابة الآلية وإنشاء محلب آلي للماعز، وتطوير آلية تسويق منتجات المحطة

وعن المحطة تابع المهندس "الهوارين" بلمحة عنها قائلاً: «تتبع المحطة لمركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء والذي يتبع بدوره للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في مجال بحوث الثروة الحيوانية حيث بدأت المحطة برنامج عملها على تحسين الماعز الجبلي منذ عام 1984، وهي تقع في نبع عرى على بعد 15 كم جنوب مدينة السويداء وترتفع عن سطح البحر 985 م تحيطها أراضي زراعية بحوالي 65 دونم منها 25 دونم مزروعة محاصيل علفية خضراء فصة مزروعة وهي تروى بطريقة الري بالرذاذ، أما من الهيكل الإداري فهي تقسم إلى شعب "شعبة التربية، والتغذية، والصحة الحيوانية، وشعبة الإدارية».

المهندس محمد أمين

وعن البنية التحتية وأهداف المحطة بين المهندس "محمد أمين" معاون مدير إدارة بحوث الثروة الحيوانية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية قائلاً: «تضم المحطة أربعة حظائر بمساحة إجمالية 1500 م2 موزعة ومقسمة بشكل يتناسب مع العمل التربوي والتغذوي، بالإضافة لوجود مسارح خارجية للقطيع صيفاً بمساحة 1200م2 ، وهي تأوي حالياً 850 رأس منها 275 رأس منتج، ومن أهم منتجاتها الحليب ومشتقاته، ولحم للذبح ، وشعر الماعز، والسماد البلدي، وحيوانات للتربية، وهي تهدف إلى دراسة وتحديد مواصفات عرق الماعز الجبلي الشكلية والإنتاجية، والمحافظة على سلالة الماعز الجبلي وتحسين إنتاجها عن طريق الانتخاب والخلط الوراثي، والحصول على ذكور وإناث ماعز ذات مواصفات وراثية جيدة وتوزيعها على المربين، وتنفيذ الأبحاث والدراسات المتعلقة بالتغذية والتربية والصحة الحيوانية ورعاية القطيع، ونقل التقنيات ونتائج البحوث إلى المربين، وتعزيز التعاون بين جهازي البحوث والإرشاد عن طريق تشكيل فريق عمل واحد، مع تشجيع المربين على الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل تقنية تحسين القيمة الغذائية للأتبان، وتقنية تصنيع المكعبات العلفية، والاستفادة من المخلفات الزراعية».

وحول إنجازات المحطة بين المهندس "أيمن دبا" رئيس قسم التربية في إدارة بحوث الثروة الحيوانية قائلاً: «يتم تحسين سلالة الماعز الجبلي عن طريق برنامج تحسين وراثي الذي يشمل التحسين الوراثي بالانتخاب حيث تحدد أفراد ذات إنتاجية متميزة حليب ولحم بتفوق عن متوسطات باقي أفراد القطيع ويتم التزاوج فيما بينها لإنتاج أفراد الجيل القادم مع استمرار عملية الانتخاب عبر عدة أجيال أدت إلى رفع متوسط إنتاج الرأس الواحد من الحليب من 109 كغ في الموسم إلى 252 كغ حليب في الموسم مع زيادة في مدة الإدرار من 135 يوم إلى 196 يوم، ثانياً التحسين بالخلط الوراثي بين ذكور ماعز شامي وإناث ماعز جبلي، فقد توصلت المحطة إلى سلالة من الماعز نصف جبلي جيل ثالث تملك قدرات وراثية جيدة وتم التوصل لهذه السلالة عبر جسور وراثية مثل الجيل الأول50% جبلي,50% شامي والجيل الثاني بشقيه 75% شامي, 25%جبلي و 75%جبلي ,25%شامي، وفي المحطة تم التوصل إلى قفزات نوعية في إنتاج الحليب ونسبة التوائم كارتفاع نسبة الولادات التوأمية في سلالة الماعز الجبلي من32% عام 2005 إلى54%عام 2010، وارتفاع نسبة الولادات توأمية في سلالة نصف جبلي جيل ثالث من42% عام 2005 إلى55%عام 2010، وزيادة نوعية في إنتاج الحليب وخاصة سلالة الماعز الجبلي حيث ارتفع إنتاج الرأس الواحد من الحليب من 109 كغ خلال الموسم إلى 252 كغ خلال مدة إدرار 196يوم لعام 2009 وتوصلت بعض الأفراد إلى 432 كغ حليب بمدة ادرار218 يوم في الموسم عام 2009 حيث بلغ متوسط إنتاج الرأس الواحد من الحليب إلى 1270 غ يوم رأس».

م. موفق عبد الرحيم يرد على أسئلة المربي

وتابع المهندس "دبا" بالقول: «من خلال دراسة سلالة الماعز الجبلي المحلي تبين أن هذه السلالة تملك صفات وراثية جيدة من حيث نسبة الولادات التوأمية وإنتاج الحليب وهذا مؤشر واضح على ضرورة الاحتفاظ بالسلالات المحلية وقابليتها للتحسين الوراثي، حيث أظهرت سلالة الخليط نصف جبلي جيل ثالث قدرات إنتاجية جيدة حيث وصل إنتاج الرأس خلال 197يوم إلى 254 كغ حليب لعام 2009 وبلغ متوسط إنتاج الرأس الواحد من الحليب الى1270 غ يوم رأس، في حين بلغ أعلى إنتاج عنزة خليطة 428 كغ حليب خلال 218 يوم حلابة، وزيادة عدد القطيع المحسن المباع للتربية حيث كان العدد المباع عام 2001 من إناث ماعز محسن 18 رأس وارتفع إلى 173 رأس من الإناث والذكور عام 2009، كما تم تحسين وسائل الإنتاج من خلال تركيب وحدة تصنيع أجبان آلية حديثة بالمحطة تضمن بسترة الحليب المصنع، إذ زادت مبيعات المحطة من61303 ألف ل.س عام 2000 إلى 1.11 ألف ل.س عام 2009، وبالتالي كان للمحطة دورا إيجابيا في نشر الوعي بين مربي الماشي في المحافظة وتسليط الضوء على معنى الانتخاب وضرورة انتقاء رؤوس من الماشية عالية الإنتاج وعدم تربية أعداد كبيرة تعطي إنتاجية ضعيفة من خلال توزيع نواة من إناث الماعز المحسنة، إناث ولادة أولى، وذكور التلقيح سنوياً للمربين، كما تقوم بندوات إرشادية وأيام حقلية للمربين والفنيين عبر خطة فنية سنوية».

بدوره رئيس قسم التغذية في إدارة بحوث الثروة الحيوانية المهندس "موفق عبد الرحيم" أوضح الأحتياجات الغذائية الفعلية للماعز بالقول: «تحديد الاحتياجات الغذائية الفعلية للماعز حسب فئاتها والتركيز على العلائق ذات القيمة العالية والتكلفة الادنى، بهدف تحسين القيمة الغذائية للأتبان من خلال معاملتها باليوريا، والتركيز على توفر الأعلاف الخضراء الذي يؤدي إلى تخفيض استهلاك الأعلاف المركزة، وتصنيع المكعبات العلفية من خلال المخلفات الزراعية المتوفرة بالمحافظة، إذ يؤكد الفنيون بلقاءاتهم مربي المواشي على استخدام المخلفات الزراعية المتوفرة في السويداء مثل: "تفل العنب وتفل التفاح وتفل الزيتون الناتج عن معامل التقطير والمعاصر ونواتج مخلفات التقليم الحقلية في تغذية قطعانهم وذلك عن طريق تصنيع المكعبات العلفية أو تقديمها كجزء من الخلطة بعد تجفيفها وجرشها كوسيلة لخفض الكلفة الاقتصادية والحفاظ على القيمة الغذائية عالية"، وأيضاً استخدام العلف الأخضر لأن مادة الدريس أساسية في تغذية الحيوانات الزراعية بمختلف أنواعها وخاصة في فصل الصيف حيث تكون الأعلاف الخضراء قليلة أومعدومة وخاصة أن فترة الربيع في قطرنا قصيرة بحيث لا تتمكن الحيوانات من تأمين كامل احتياجاتها من الأعلاف الخضراء، وحالياُ تم تصميم برنامج حاسوبي لتشكيل علائق المجترات الصغيرة المحلية وتطبيقه عملياً بمحطات الثروة الحيوانية بالقطر والوحدات الارشادية الداعمة بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي من قبل رئيس المحطة المهندس "علي هوارين"».

سلالة الماعز الجبلي داخل المحطة

وحول الصحة الحيوانية بين الدكتور "محمد زهير سلام" قائلاً: «يتم في محطة عرى للماعز الجبلي، تحصين القطيع وتطبيق كافة اللقاحات اللازمة بأوقاتها المحددة، مع الإشراف الصحي للقطيع وتقديم المعالجات اللازمة من قبل المراقبين البيطريين في المحطة، وفي السنوات السابقة افتقرت المحطة لوجود طبيب بيطري دائم مما تعذر تنفيذ الأبحاث في مجال الصحة الحيوانية , وحالياً تم تعيين أطباء بيطريين في المحطة بصفة مؤقتة، ووضع خطة عمل في مجال الصحة الحيوانية تتضمن تنفيذ أبحاث في مجال الصحة الحيوانية على ضوء المشاكل الصحية الموجودة على الواقع وحسب الإمكانات المتاحة، وحصر كافة الأمراض التي تصيب الماعز ومعرفة أسبابها، ووضع خطة وقائية تضمن سلامة القطيع من خلال الرعاية الجيدة وتحصين القطيع باللقاحات اللازمة».

الدكتور "بيان مزهر" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء أوضح الأهداف المستقبلية والمراد تحقيقها في المحطة بالقول: « نسعى لزيادة أعداد الحيوانات المحسنة وراثياً من الذكور والإناث والمباعة للمربين، بقصد توفير الاستقرار، وزيادة عدد المربين المستفيدين من قروض الماعز المحسنة، ونشر تقنية تصنيع المكعبات العلفية المكونة من المخلفات الزراعية المتوفرة في المحافظة كتفل العنب وتفل التفاح وتفل الزيتون وغيرها من المخلفات، وتحديث وسائل الإنتاج في استخدام التقنيات المتطورة مثل الحلابة الآلية وإنشاء محلب آلي للماعز، وتطوير آلية تسويق منتجات المحطة».