رغم أنها تقع على تلة مرتفعة ونسائمها أقرب إلى السماء، وصخورها ذات علاقة مع المعالم الآثرية، تحاذيها الصحراء من إحدى جهاتها لتكسبها خاصية بعلاقتها الاجتماعية، إلا أن إرادة أهلها كانت أقوى لإحداث معلم ثقافي وخدمي لمنظمة الهلال الأحمر فيها.

ومزيد من المعلومات حول الخدمات التي قدمتها النقطة الهلالية أوضح السيد "كرم زين الدين" من أهالي القرية "شعف" لموقع eSwueda قائلاً: «لقد سعى الخيريين من أهالي القرية إلى إحداث النقطة الهلالية بالتعاون مع فرع الهلال الأحمر بالسويداء، التي تهدف تقديم خدمات عديدة منها توزيع سلل من المواد الغذائية إلى الفقراء والمحتاجين في كل عيد من الأعياد، وإقامة ندوات توعية في مجال الصحة والسلامة الطبية والقانونية من قبل أطباء وحقوقيين، كذلك تكريم الأمهات المميزات في مجال التربية والرعاية، و نشر الثقافة والوعي الاجتماعي، وخاصة مفهوم العمل التطوعي الجماعي بروح الجماعة والعمل التشاركي، ما جعل الأهالي يلمسون تطور ملحوظ في تنمية الحالة الخدمة».

في الحقيقة لم يقف بعد القرية عن مدينة السويداء وارتفاعها حاجزاً أمام إرادة أهلها ومتابعتهم المستمرة في الاجتماعات الرسمية والعامة، لإحداث نقطة لمنظمة الهلال الأحمر فيها لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية، فقد تمازج عبير تاريخ صخورها بأفكار أهلها ونخوتهم، مع مساهمة مثقفيها لتفعيل دور النقطة بإقامة مكتبة علمية معرفية تضم مختلف الذائقة المعرفية لمواكبة التطور الأدبي والثقافي ونشر المعارف والرؤى الفكرية المعاصرة والحديثة، إضافة إلى ثقافة التطوع والتبرع

وعن إحداث نقطة خدمية لمنظمة الهلال الأحمر بين مختار القرية "محمود الخطيب" بالقول: «في الحقيقة لم يقف بعد القرية عن مدينة السويداء وارتفاعها حاجزاً أمام إرادة أهلها ومتابعتهم المستمرة في الاجتماعات الرسمية والعامة، لإحداث نقطة لمنظمة الهلال الأحمر فيها لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية، فقد تمازج عبير تاريخ صخورها بأفكار أهلها ونخوتهم، مع مساهمة مثقفيها لتفعيل دور النقطة بإقامة مكتبة علمية معرفية تضم مختلف الذائقة المعرفية لمواكبة التطور الأدبي والثقافي ونشر المعارف والرؤى الفكرية المعاصرة والحديثة، إضافة إلى ثقافة التطوع والتبرع».

كرم زين الدين

الأستاذ "معضاد الخطيب" الذي ساهم في تأسيس النقطة بين قائلاً: « برعاية كريمة من رئيس فرع الهلال الأحمر بالسويداء "الدكتور عبدي الأطرش" وأعضاء مجلس الإدارة تم افتتاح النقطة في تاريخ 12/5/2009، وجرى أول نشاط في 13/8/2009 بتكريم 60 طالبة وطالب من الناجحين بمرحلتي الثانوية والإعدادية، من أهالي "شعف" المقيمين فيها وغير المقيمين، العمل التطوعي كان نهج اتبعته القرية، ما جعل نخوتهم تتجسد بتقديم التبرعات حيث بلغت التبرعات المادية أكثر من 64 ألف ل س، إضافة إلى أنشطة أخرى قام فيها الأهالي والتي منها تزويد الطلاب بدفاتر المجانية في أول يوم بالعام الدراسي لجميع طلاب المرحلة التعليم الأساسي. وحسب حاجة كل طالب وذلك قبيل افتتاح المدارس،وتوزيع 60 سلة غذائية في عيد الأضحى المبارك، وحوالي 15هدية للمسنين، وجهاز تحليل سكر وضغط، وإقامة دورات إسعافية تحت شعار "في كل منزل مسعف"، وهناك أنشطة تعاونية جرت مع جمعية التنوع الحيوي بالسويداء كحملة تشجير في تل القرية، وندوة مشتركة مع جمعية مرضى السرطان "شفاء" قدمها الأطباء "عدنان مقلد وداود أبو سعدة"، وفي مجال الثقافة تم تأسيس مكتبة بتنسيق مع مثقفين وكتاب وأدباء القرية، حيث قدموا كتبهم ومؤلفاتهم، بالتعاون مع دور النشر وفرع اتحاد الكتاب بدمشق وريف دمشق، حتى حوت المكتبة على أكثر من ألف عنوان، من مختلف الأنواع الأدبية والثقافية».

وعن حفل افتتاح المكتبة في النقطة الهلالية بين الدكتور "عبدي الأطرش" رئيس فرع الهلال الأحمر بالسويداء قائلاً: «لا شك أن أهالي قرية "شعف" شبابها وشيابها، عاشوا تظاهرة ثقافية في إحياء أمسية شعرية في مقر النقطة أحتفاءً بإقامة مكتبتهم بسواعد كتابها ومثقفيها بقصائد وطنية وكلمات معبرة، برفقة عدد من الشعراء الذين يعملون في حقل العلم والمعرفة والأدب والشعر منهم: "جودي العربيد، اسماعيل ركاب، فرحان الخطيب، بيير البازي، ود. نزار بني مرجة" رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بدمشق، الذي قدم ما يزيد على مئة عنوان للمكتبة، و"رياض طبره، وغانم بو حمود" الذين قدموا مؤلفاتهم وعناوين عدة لصالح مكتبة، لعل هذا الموقف والنشاط الأدبي للكتاب السوريين يقوم على نشر ثقافة جديدة بالرجوع إلى خير جليس في الأنام الكتاب، في زمن العولمة والالكترونيات والثقافة الالكترونية».

المختار محمود الخطيب

وتابع د. "الأطرش" قائلاً: «الملفت كان حضور رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في ريف دمشق "الدكتور نزار بني مرجة" الذي تربطه علاقة تاريخية بمدينة "صلخد"، حيث قال فيها قصيدة عندما كان فيها قبل ثلاثة عقود، إضافة إلى الشاعر "بيير البازي" من القامشلي، وضيوف من العراق، والمنطقة الوسطى، أي أنها استطاعت هذه القرية أن تتخذ من نقطها الهلالية نقطة التقاء لمجتمع وطني يحمل الروح القومية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مستذكرين تاريخ المنطقة بأشعارهم وصورهم الشعرية، لأن الكاتب والأديب هو الحامي والمدافع عن الثقافة إينما وجد، ولو ابتعد زمنية عن أرضه، كما هو الشاعر "فرحان الخطيب" الذي أكد على أنه خرج من قريته منذ أكثر من ثلاثة عقود لكنه ارتبط بها في أدبه حتى تكاد لا تخلو قصيدة له دون ذكر لها، ومساهمته الفعالة في تأسيس المكتبة بجهوده الخاصة مع الكتاب والأدباء في اتحاد الكتاب العرب في دمشق وريفها ودور النشر والعديد من الأدباء لتحتوي مكتبة في قرية لا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف على أكثر من ألف عنوان، لهذا أرى أن نشاطها القرية سيكون النموذج المعمم لتفعيل أهداف منظمة الهلال الأحمر في قرى المحافظة».

وعلى هامش الأمسية الشعرية أوضح الشاعر د. "نزار بني مرجة" قائلاً: «لو قيض لكل قرية في بلدنا الحبيب أن تجعل من مقراتها الاجتماعية والرسمية مكاناً لتأسيس مكتبة، كما في قرية "شعف"، لاستطعنا أن نوصل أفكارنا وأدبنا إلى مختلف المجتمعات، ونكون ملكنا وسائل وأدوات معرفية نواجه بها العولمة بالكتاب والفكر والعلم والأدب، وتصبح الكتب المخزنة في مستودعات وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب والمكاتب القديمة ودور النشر، بين أيدي من يقرأ ويتنور، وبالتالي نضع لبنة جديدة في مشروع تطوير وتنمية مجتمعنا فكرياً وثقافياً في زمن باتت الثقافة عبئاً على أهلها، وهي تحتاج من يعينها على الحياة عدا المهتمين فيها وما أقلهم، ولهذا نقول شكراً "لشعف" واهلها، ولتكن القدوة بين القرى السورية، وشكراً لمنظمة الهلال الأحمر، ولكل من يسعى من أجل نشر المعرفة والعلم في كل حجر وذرة تراب في بلد التاريخ والحضارة سورية من شمالها إلى جنوبها».

الدكتور نزار بني مرجة