يتقاسم التفاح والعنب والزيتون والمحاصيل الحقلية أراضي "السويداء" الخصبة، زراعات منها ما هو قديم وآخر حديث نسبياً إذا ما تمت مقارنته بالعنب والتين، وعلى الرغم من ذلك لم يكتف بها مزارعو المنطقة حيث أدخلوا زراعات جديدة رسمت حاضر المنطقة.

ولأن الزراعة مهنتهم ومورد رزقهم اعتنوا بكل جديد لتتطور زراعتهم ولم يكن إنشاء مركزاً للبحوث الزراعية منذ العام 1960 خالي الهدف، لأن ما طرأ من تغيرات ملموسة على الساحة الزراعية، يستدعي وجود جهة علمية مختصة تهتم بدراسة الأصناف والبذور والأمراض وكل ماله علاقة بالمزروعات لمد يد العون للفلاح الذي أثبت بعمله المتواصل أن الزراعة جزء من حياته وحياة أسرته.

نلمس أهمية المركز بالنسبة لكل من اختار الزراعة في هذه المنطقة فمنذ تأسيسه تابع أبحاث اختصت بالتفاحيات وغيرها من الزراعات وكان له دور واضح في مد المزارعين بمعلومات مدروسة ساهمت في تطوير أساليب الزراعة، وبشكل عام فالمركز يقع في منطقة "ظهر الجبل" التي تعتبر أكثر المناطق كثافة بأشجار التفاح، وهو مكان مناسب لإجراء الاختبارات في ظروف طبيعية. وهنا اود أن أشير إلى أهمية الأبحاث التي نفذت مثل اختبار المبيدات على حشرات التفاح والعنب، وأبحاث تسميد التربة وتحاليلها ودراسات متنوعة كان لها دور في تعزيز معرفة المزارعين وطرق الرعاية والمحافظة على البساتين، التي تعتبر ثروة حقيقة حسنت أوضاع الأهالي وهذا ما يظهر من خلال مقارنة بسيطة بين مواسم سبعينيات القرن الماضي وهذه الفترة حيث يظهر الفرق

وعن الدور العلمي لمركز البحوث ودوره الاجتماعي من حيث تقديم المشورة وانجاز أبحاث علمية تنسجم مع احتياجات الزراعة ونموها في هذه المنطقة تحدث لموقع eSuweda الأستاذ "شحاذة قطيش" رئيس الجمعية النوعية لتسويق التفاح الذي بدأ حديثه بتوضيح عمل الجمعية فيقول: «نلمس أهمية المركز بالنسبة لكل من اختار الزراعة في هذه المنطقة فمنذ تأسيسه تابع أبحاث اختصت بالتفاحيات وغيرها من الزراعات وكان له دور واضح في مد المزارعين بمعلومات مدروسة ساهمت في تطوير أساليب الزراعة، وبشكل عام فالمركز يقع في منطقة "ظهر الجبل" التي تعتبر أكثر المناطق كثافة بأشجار التفاح، وهو مكان مناسب لإجراء الاختبارات في ظروف طبيعية.

الدكتور بيان مزهر رئيس مركز البحوث الزراعية في السويداء

وهنا اود أن أشير إلى أهمية الأبحاث التي نفذت مثل اختبار المبيدات على حشرات التفاح والعنب، وأبحاث تسميد التربة وتحاليلها ودراسات متنوعة كان لها دور في تعزيز معرفة المزارعين وطرق الرعاية والمحافظة على البساتين، التي تعتبر ثروة حقيقة حسنت أوضاع الأهالي وهذا ما يظهر من خلال مقارنة بسيطة بين مواسم سبعينيات القرن الماضي وهذه الفترة حيث يظهر الفرق».

وخلال زيارة للمركز الذي يبعد 12 كم عن مركز المدينة ويستقر في منطقة "ظهر الجبل" على ارتفاع 1550 متراً عن سطح البحر حدثنا الدكتور" بيان مزهر" رئيس مركز البحوث الزراعية في "السويداء" بقوله: «يمتد المركز على مساحة 65 هكتاراً تزرع التفاحيات والكرمة واللوزيات في هذا الموقع الذي يعتبر من أجمل مناطق المحافظة، ويصل معدل الأمطار السنوي إلى 550 ملم، وبشكل عام فإن المركز معني بدراسة مختلف المحاصيل، والبحوث المنفذة لها غايات قصيرة وبعيدة المدى تتمثل في الوصول إلى أصناف عالية الإنتاج تنسجم مع طبيعة المنطقة سواء في الإنتاج الزراعي أو الحيواني.

قد لايغيب الثلج كثيراً عن بساتين المركز في فصل الشتاء

وبشكل عام وفي منطقة جبلية مثل "السويداء" فإن للبحوث الزراعية قيمة مضافة إذا صح التعبير، لأنك هنا كباحث تجري نوعاً من تقاطع المعلومات بين ما تدرس وبرامج الأبحاث التي تقرر من قبل الهيئة العامة للبحوث، وبين ما تمتلكه من معلومات عن الزراعات واحتياجاتها، هذا التقاطع يخلق فضاءً واسعاً للبحث والعمل، فأنت تدرس وتطبق التجارب في البيئة المعنية وتلتقي بالمزارعين وتستمع لملاحظاتهم ما يدفع بالبحث للنجاح، وهذا ما نلمسه من خلال التجربة لأننا نعشق الزراعة بالفطرة نحاول امتلاك ناصية العلم لنحقق الأفضل، وقد كان لصدور القرار الذي يمنح الباحث تعويضاً مالياً أثر إيجابي على عطاء الباحثين خلال المرحلة الماضية وقد تكلل هذا العمل بالنجاح عام 2009 بحصول الباحثة المهندسة "علا النداف" على المركز الأول أثناء عرض البحوث الزراعية الذي شارك فيه /100/ باحث من /27/ دولة، وهي إحدى الباحثات في هذا المركز، ومن خلال نجاحها سمح لباحثي المركز بالالتحاق بعدد من المعاهد الدولية المتطورة في هذا المجال».

وعن التجارب والأبحاث يضيف الدكتور "بيان" بقوله: «يهتم المركز بدراسة واقع الزراعات في المنطقة والمشاكل التي تعترض تطور الزراعة، ويحاول تقديم الحلول لهذه المشاكل إضافة لإدخال التقنيات والأصناف الجديدة ويضم عدة دوائر بحثية منها ما يهتم بدراسات الأشجار المثمرة والمجمعات الوراثية وأبحاث وقاية النبات، ودراسة التربة والري وظاهرة الصقيع الربيعي وبحوث المحاصيل الحقلية والبقولية، إلى جانب دراسات على الماعز الجبلي في مجال التربية وتطويرها والتغذية والصحة الحيوانية، وأبحاث اقتصادية اجتماعية تهتم بدراسة واقع الزراعات المنتشرة في المحافظة واقتصادات الإنتاج إلى جانب دراسات التبني للأساليب الحديثة في الزراعة من قبل الفلاحين، وخلال العام الفائت تم تنفيذ 55 تجربة بحثية منها إكثار الأصناف المعتمدة من الحمص الربيعي والشتوي، ودراسة الأداء الإنتاجي من الحليب لأمهات الماعز الجبلي، وتأثير التسميد الورقي على أشجار التفاح، واختبار المبيدات على حشرات التفاح والعنب، وتحسين المواصفات العضوية للتربة وبحث التعرية الريحية على المناطق الشرقية وغيرها من الأبحاث الهامة التي تفسح المجال أمام مشاريع بحثية جديدة تساهم في إيجاد حلول محلية للمشاكل التي تواجه الفلاح ومربي الثروة الحيوانية دون الاعتماد على خبرات خارجية وهذه غاية تضاف لغايات مركزالبحوث الزراعية في "السويداء"».

بساتين التفاح المقابلة لمركز البحوث الزراعية