إذا كانت الإقامة في "السويداء" مشكلة بالنسبة للسياح بسبب عدم توافر الفنادق الفخمة، فهي ليست كذلك بالنسبة للطلاب الوافدين، حيث كان للأهالي دور في تأمين هذه الخدمة إلى جانب الدير، الذي استعد لاستضافتهم.

الدكتور "عبد الكريم فرج" عميد كلية الفنون الجميلة في "السويداء" بين لموقعنا أهمية خدمات الدير التي تقدم بأجور رمزية مقارنة مع حجم الخدمات حيث قال: «إحداث الكليات المتنوعة في هذه المحافظة حدث تنموي وحضاري بكل المقاييس، وبالنسبة لنا وعلى مستوى هذه الكلية قدم الدير خدمة كبيرة لطلابنا من المحافظات الأخرى، حيث استوعب حوالي 40 طالباً وطالبة بأجور رمزية تتناسب مع ظروفهم الاقتصادية، وهذا ما ساعدهم على متابعة الدراسة، وما يدفع على التفاؤل بالمستقبل، حيث أصبح للوافد مكاناً في هذه المدينة، وهي قضية هامة لا تقل أهمية عن وجود الكلية داخل المدينة كخدمة لأبناء المحافظة».

منذ السنة الأولى التحقت بالدير ولهذا المكان مزايا جميلة، أهمها الرعاية من قبل المشرفات والانتظام بالمواعيد وكل الأجواء مريحة وهادئة ونشعر بالأمان والاستقرار، هنا أمكنة خاصة للدراسة والراحة، وسيبقى هذا المكان أجمل ذكرى عن هذه المدينة الجميلة

يتاريخ 12/2/2010 موقع eSuweda زار الدير الواقع على طريق "قنوات" بالقرب من ساحة تشرين، والذي لا يبعد أكثر من 1كيلومتر عن مركز المدينة والتقى الأب "سابا اسبر" مطران الروم الأرثوذكس في "حوران" و"بصرى" و"جبل العرب" حيث حدثنا عن غاية المشروع التي تتمثل في دعم المشروع التنموي من خلال إحداث الكليات في هذه المحافظة، بقوله: «الجامعة في "السويداء" تلبية حقيقة لمطلب الأهالي فهي صروح أكاديمية نفتخر بها، ومنذ تأسيس أول كلية في هذه المدينة كانت لنا عدة لقاءات مع القيادات المحلية وقد ناقشنا التحضيرات المرافقة لتشكيلها، وشعرنا كهيئة دينية أن من واجبنا دعم الخطط الرسمية والمشاركة في هذه العملية التي لها أثر هام على الشباب وأهاليهم على مختلف الصعد العلمية والاجتماعية والأهم الاقتصادية، وكما حرصنا على مصلحة أبناء المحافظة، كان لابد من مساعدة الوافدين الذين سيكونون ضيوفاً على المحافظة فترة الدراسة في الفروع التي قبلوا فيها.

المطران سابا اسبر

ومع انطلاق الجامعة باشرنا بدراسة إمكانيات الدير وعدد الغرف الموجودة في هذا المكان وكانت بداية العام الدراسي في 2004 السنة الأولى التي استقبلنا بها عدداً لم يتجاوز 16 طالبة حيث حضرنا شقتين لاستيعابهن وتأمين احتياجات الإقامة، لكننا لم نتوقف عند هذا الحد، فقد أخذنا نتوسع في البناء ونستثمر كافة الأماكن لتكون مسخرة لخدمتهم وليكون الدير مقراً آمنا وهادئاً لهم، ومن يزر المكان ير الحدائق والأبنية الحديثة التي حرصنا على تحضيرها بأوقات قياسية بما ينسجم مع الهدف الذي حددناه.

في البداية حولنا مبنى كان عبارة عن دار للضيافة لعدد من الغرف ومن ثم تم بناء كتل جديدة، لتلبية طلب أهالي الوافدين لأنهم شعروا بقيمة الرعاية والأمان في هذا المكان وحرصنا ألا يكون الدير مجرد مكان للإقامة فقد وضعنا نظاماً محدداً ينظم مواعيد الدخول والخروج، لأننا نتواصل معهم ونحاول تقديم الرعاية وتحمل المسؤولية مع الأهل، اليوم وصل عدد المقيمات في الدير 103 طالبات وتسعة طلاب».

الطالبة هلا الجوراني

وعن البرامج التثقيفية والاجتماعية يضيف الأب "سابا" بقوله: «عندما تتعامل مع جيل الشباب فإنك بلا شك تملك رسالة ورسالتنا وكل المشرفين على هذه الخدمة رسالة أخلاقية، للارتقاء بالجيل ولهذه الغاية فإننا ننظم فعاليات وأنشطة متنوعة غايتنا منها تقوية الروابط بين المقيمين ليشعروا وكأنهم أسرة واحدة ولدينا برنامج يتضمن الندوات التي تهتم بالشباب والسلوك الاجتماعي السليم إلى جانب برامج حرة ونشاطات قصيرة مثل الرحلات داخل المحافظة للتعرف إليها، وعروض سينمائية منتقاة، إلى جانب الأحاديث التوعوية التي نركز من خلالها على إظهار حضارة بلدنا سورية والرقي الروحي والديني الذي يجب أن نعلمه للأجيال القادمة».

الطالبة "هلا الجوراني" طالبة تربية معلم صف سنة أولى مقيمة في الدير، قالت: «أنا من مدينة "حمص" وعندما قبلت في "السويداء" كانت مشكلة الإقامة هي العائق الذي اعترضني، لكن ومع الزيارة الأولى لهذه المدينة وعندما أخبرتني إحدى الزميلات عن الدير وخدماته التحقت به، ولم أكن لأتصور الاهتمام والرعاية التي نجدها في هذا المكان الذي جعل الأهل يشعرون بالاطمئنان وهم على اتصال مع المشرفات وليس لديهم قلق من ابتعادي عنهم لغاية الدراسة».

الطالبة براعم فيصل الشيحاوي

"براعم فيصل الشيحاوي" كلية تربية سنة رابعة من "السلمية" قالت: «منذ السنة الأولى التحقت بالدير ولهذا المكان مزايا جميلة، أهمها الرعاية من قبل المشرفات والانتظام بالمواعيد وكل الأجواء مريحة وهادئة ونشعر بالأمان والاستقرار، هنا أمكنة خاصة للدراسة والراحة، وسيبقى هذا المكان أجمل ذكرى عن هذه المدينة الجميلة».