بعد يوم طويل قضاه عدد من أعضاء لجنة "جمع التراث المادي واللامادي"، في منطقة "شهبا"، وهي الخاصة بصرح الثورة السورية الكبرى الذي يفتح أبوابه بشكل رسمي في السابع عشر من نيسان القادم، كانت الجعبة ممتلئة هذه المرة، وكان نصيب قريتي "صميد" و"لبين" الواقعتين في قلب اللجاة كبيراً جداً بعد الحصول على قذائف للطائرات الحربية الفرنسية، منها ما هو فارغ، ومنها ما لم ينفجر.

وقال عضو اللجنة، والكاتب في التاريخ الأستاذ "جمال أبو جهجاه" لموقع eSuweda يوم الثلاثاء الواقع في 19/1/2010 عن هذه الجولة الطويلة: «لقد لاحظنا الاندفاع الكبير من قبل الناس هناك لتقديم ما غنمه الثوار أيام الاحتلال الفرنسي، حيث تسلمت اللجنة من أبناء المجاهد المرحوم "محمود محمد المحيثاوي" من أهالي قرية "لبين" قذيفة طائرة حربية فرنسية سقطت على منزلهم بقصد الثأر من الثوار، غير أنها لم تنفجر بقدرة الله، وبقيت طوال هذه السنين تبحث عن مكان يخلد ذكرى تلك الأيام المجيدة».

لقد لاحظنا الاندفاع الكبير من قبل الناس هناك لتقديم ما غنمه الثوار أيام الاحتلال الفرنسي، حيث تسلمت اللجنة من أبناء المجاهد المرحوم "محمود محمد المحيثاوي" من أهالي قرية "لبين" قذيفة طائرة حربية فرنسية سقطت على منزلهم بقصد الثأر من الثوار، غير أنها لم تنفجر بقدرة الله، وبقيت طوال هذه السنين تبحث عن مكان يخلد ذكرى تلك الأيام المجيدة

وقدم السيد "نواف المحيثاوي" حفيد المجاهد المرحوم "سلمان المحيثاوي" الذي خاض كل معارك الثورة في الجبل، قذيفة أخرى فارغة سقطت على المواطنين الآمنين في بيوتهم، وقدم لنا السيد "ياسر أبو حسون" قذيفة مدفع فارغة، ولكن الشيء الذي انتظرناه في قرية "صميد" منذ أن بدأ العمل في هذه اللجنة هو ما غنمه المجاهد الكبير "عطا شلغين" عندما استطاع ببندقيته الحربية العادية إسقاط ثلاث طائرات حربية، (وهو أمر موثق تاريخياً، وليس فيه أي مبالغة) وقد احتفظ "ببستون" إحدى الطائرات، و"الكرنك" وجزء من جناحها، حيث قدمها أبناؤه لنا بكل صدر رحب، وقد وثقنا هذه الأشياء جيداً وسوف نقوم بتسليمها إلى مستودع الصرح».

بستون الطائرة الفرنسية التي سقطت في صميد

وكانت اللجنة قد وصلت إلى مدينة "شهبا"، وتحديداً إلى منزل المجاهد الراحل "سلامي الحرفوش" وتسلمت من أبنائه بندقية من طراز 1907. يقول الشاعر "عمار أبو عمار" عضو اللجنة: «لقد كانت البندقية تمثل الذكرى الوحيدة من الراحل لأبنائه، وهي إثبات على مشاركته في معارك الثورة، وهي الآن مصونة في صرح الثورة، وسوف يعلم كل من يزوره في المستقبل أنها تعود للمجاهد "الحرفوش"، كذلك فعل الأستاذ "سليم الخطيب" وحيد المجاهد البطل "فرحان الخطيب" الذي قدم بندقية والده التي تدعى "أم زلاقة" مع مقذوفاتها التي احتفظ بها طوال عقود من الزمن، وقدمها بكل صفو خاطر».

وحطت رحال اللجنة في بلدة "شقا" وتحديداً في منزل الأستاذ "حسن أبو يحيى" الذي قدم سيف والده المجاهد "متروك أبو يحيى"، وتابعت طريقها إلى منزل الثائر الشهير "كنج صلاح" الذي كان له دور كبير في معارك "الغوطة"، وظل؛ إلى أن قطعت يده بشظية مدفع؛ حلقة الوصل بين الثوار من الجبل والغوطة، وقد قدم أبناؤه وثيقة موقعة من القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" إلى المجاهد "عقلة القطامي" يوصي فيها بالمجاهد "كنج صلاح" خوفاً على صحته من التدهور بعد بتر يده.

الأستاذ جمال أبو جهجاه عضو لجنة جمع تراث الثورة

وقال الأستاذ "ممدوح الجرماني": «كانت الرحلة إلى "شقا" غنية، حيث قدم لنا السيد "مشرف المتني" نجل المجاهد "سليم المتني" البندقية التي حارب بها والده الفرنسيين، وقد شارك هذا الثائر الراحل في المعارك إلى جانب صديقه "كنج صلاح" في كل المعارك مع الثوار، ولم تكن هذه نهاية يومنا فقد ذهبنا شمالاً باتجاه قرية "البثينة" حيث قدم لنا السيد "جميل مراد" مسدس والده المجاهد "مراد مراد"، وهو من نوع "أبو طنطلة" كما كان يدعوه الثوار».

وكانت لجنة جمع التراث قد تسلمت من المخرج "حسن عز الدين" وثائق عن مراسلات كانت تتم بين قائد الثورة وبين المجاهد الكبير "محمد عز الدين"، وأخرى من الأمير "شكيب أرسلان" إلى قائد الثورة.

صورة لطائرة فرنسية تعود لعشرينات القرن الماضي