برغبة في العمل وعدم الجلوس في المنازل، ولتكن عوناً لنفسها ولأسرتها، دخلت نساء "السويداء" مجال العمل، حيث اتخذن خطوات تحسب لهن في المبادرة والتفوق، فشغلن مناصب في القضاء والهندسة والطب والتعليم، وبذلك يكن قد اختبرن مختلف مجالات العمل التي كان آخرها مهنة الكهرباء، فالفتيات اللواتي تعودن انتظار الأخ والأب لتصليح أعطال الكهرباء هن اليوم طالبات في صفوف مركز التدريب المهني يتعلمن أعمال الكهرباء إلى جانب الشبان.

وإذا زرت مركز التدريب المهني في مقر الإدارة الواقع بالقرب من شارع "الشعراني" وسط المدينة، تشدك رؤية الفتيات وهن يتدربن على تمديد الأسلاك والتوصيلات دون الخوف المعتاد، موقع eSuweda رافق كهربائيات المستقبل في يوم عمل وحاورهن مع المشرفين عن أسباب التوجه لهذه الدورة، ولماذا الكهرباء وليست الخياطة أو التريكو أو الرسم على سبيل المثال؟

كمدرب في المعهد لا نستغرب إقبال الفتيات على التعلم لطرق تمديد الكهرباء وإصلاح الأعطال، لأننا في هذه المحافظة شعرنا بالمشاركة الحقيقة للمرأة في مجالات العمل المختلفة، وهذه المهنة قد تتقارب مع مهن أخرى من حيث الصعوبة والدقة، لكن المرأة بادرت ونجحت في التعلم، وتابعت الدورة التي تستمر تسعة أشهر في هذا المركز لتتخرج متقنة لعمل جديد

مدير المركز المهندس "عادل العطواني" بين أن إقبال الفتيات ساهم في ارتفاع عدد المتدربين، وقال: «منذ العام 2007 ولغاية هذا العام 2010 ارتفع عدد المتقدمات، حيث انتشرت أخبار عن المركز الذي يقدم فرصة التدريب على مهن متعددة منها الكهرباء، وقد استغرب البعض قبول الفتيات في هذه المهنة لكن القرار كان واضحاً حيث يحق للطالبات الالتحاق بمهنة الكهرباء، وبالتالي فهذه الدورة الثالثة التي يتخرج فيها عدد أكبر من المعتاد من الطالبات، فهذا العام وصل عدد طلاب مهنة الكهرباء إلى 54 طالباً منهم 40 طالبة».

المدرب أسامة اللحام

المدرب "أسامة اللحام" بين لموقعنا أن مهنة الكهرباء كانت سبباً للحصول على وظيفة لعدد من الفتيات وفرصة للاعتماد على الذات وقال: «كمدرب في المعهد لا نستغرب إقبال الفتيات على التعلم لطرق تمديد الكهرباء وإصلاح الأعطال، لأننا في هذه المحافظة شعرنا بالمشاركة الحقيقة للمرأة في مجالات العمل المختلفة، وهذه المهنة قد تتقارب مع مهن أخرى من حيث الصعوبة والدقة، لكن المرأة بادرت ونجحت في التعلم، وتابعت الدورة التي تستمر تسعة أشهر في هذا المركز لتتخرج متقنة لعمل جديد».

وقد يكون من العوامل التي ساعدت على زيادة إقبال الطالبات على هذه المهنة، حصول عدد منهن على فرصة للتعين في دوائر الدولة من خلال مكتب التشغيل، لذا فإن رغبة الحصول على عمل كانت دافعاً هاماً، لكن من خلال العمل ومتابعة المتدربين والمتدربات، نلاحظ أن الفتيات يأتين للمركز برغبة الحصول على شهادة لكن منذ الأسبوع الأول نلاحظ اندفاعهن لتعلم المهنة، حيث تشعر الفتاة أن التعلم سيمكنها من الاعتماد على النفس في إصلاح الأعطال في المنزل، لذا فهن متدربات نشيطات ومتابعات للدوام اليومي من الثامنة وحتى الواحدة ظهراً، ولدينا أمثلة كثيرة عن متدربات يعتمدن اعتماداً كاملاً على خبرتهن في المنازل وعدم الحاجة لكهربائي مهما كان نوع العطل».

إيناس أبو زين الدين وأحد المتدربين خلال التدريب

الطالبة "إيناس أبو زين الدين" عبرت عن أن المهنة مفيدة إلى جانب أنها قد تكون فرصة جيدة للعمل، وقالت: «أنا متزوجة ولدي ولدان أحمل شهادة الثانوية الزراعية، وقد شعرت بأن المهنة جيدة من خلال رفيقات لي درسن في المعهد وحصلن على عمل، في البداية تقدمت للحصول على شهادة لكن عندما باشر المدربون بتعليمنا على كيفية التعامل مع التيار الكهربائي وطرق تمديد الكهرباء للمنازل ومبادئ عن هذا العمل، شعرت بضرورة الاستفادة من هذه الدورة، ومنها تعلمت أن المرأة يجب أن تمتلك الجرأة لتتعلم وتمارس ما تعلمت في منزلها، بالتالي تخلصت من الخوف الذي كان يتملكني عند حصول أي عطل في الإنارة أو الأدوات الكهربائية المختلفة، اليوم وبعد ثلاثة أشهر أصبحت أتابع أمور المنزل بسرعة إضافة لممارسة السلوك السليم لتوفير الطاقة والاستفادة منها بالشكل المناسب».

"لبنة الصالح" متدربة قالت: «استغرب الأهل قرار الالتحاق بالدورة وعندما بدأت أجرب بعض التمديدات في المنزل وأطبق بعض القضايا التي نتعلمها بشكل عملي أحسست بارتياحهم للعمل، وعرفوا أنها مهنة جيدة لا تختلف عن أي عمل نتعلمه لنقوم بمتطلبات الحياة اليومية، وقد سألتني بعض الصديقات لماذا لم تتعلمي الخياطة أو غيرها من المهن التي تعودت الفتيات على اختيارها؟.. أخبرتها أن هذه المهنة لا تختلف عن غيرها فقط هي مهنة كانت حكراً على الرجال وما الذي يمنع المرأة من مشاركة الرجل على الأقل بالقيام باحتياجات المنزل؟ بغض النظر عن العمل الذي يشكل حلماً للشباب والشابات».

المتدربة لبنة الصالح أثناء جلسات العملي

الجدير بالذكر أن عدد طلاب مركز التدريب المهني التابع لوزارة الاسكان انتسب إليه هذا العام 133 طالباً ومهنة الكهرباء من أكثر المهن المطلوبة.