اكتسبت مطرانية "حوران" و"جبل العرب" و"الجولان" شهرة واسعة بين الناس، لقيامها بعدد من المشاريع التنموية المتميزة، ولم تكن هذه المشاريع حكراً على لون واحد، بل شكلت فسيفساء متعدد الأطياف يسعى للتآلف والمحبة بين الجميع.

وكان وراء هذه الأعمال رجل طموح ومحب، استطاع بمساعدة من حوله تحويل المطرانية إلى خلية نحل كبيرة، فأصبحت على مدى عشر سنين قبلة الناس على اختلاف مشاربهم.

على غرار ما حدث في "درعا"، كانت الكنيسة بمحافظة "السويداء" أوّل من بادر إلى إنشاء بيوت لطلبة الجامعة، التي فتحت حديثاً بالتزامن مع "درعا"، وتضمّ بيوت الطلبة حاليّاً تسعاً وخمسين طالبة وتسعة طلاب. ومع السياسة التي تعتمدها المطرانيّة في استعادة إدارة أملاك الوقف وعدم تأجيرها، استطاعت إخلاء ستّ شقق من بناية القدّيس "بطرس" القائمة شمال المطرانيّة في "السويداء" وعلى أرضها. تحوّل الطابق الأرضيّ إلى حضانة تستقبل الأطفال بدءاً من عمر ستّة أشهر، بينما تحوّل الطابق الثاني إلى بيت للطالبات، وخُصّص الثالث لسكنى كاهنين جديدين متزوّجين

المطران "سابا إسبر" راعي الأبرشية تحدث لموقع eSuweda عن النهضة العمرانيّة والمشاريع التنمويّة التي كانت الانطلاقة الجديدة للأبرشية قائلا: «بما أنّ أبرشيّة "حوران وجبل العرب" تعتبر من المناطق المحرومة، كان لابدّ من تأمين موارد مادّيّة ثابتة، تعود بفائدتها على المطرانيّة وعلى أبناء الأبرشيّة، بحيث تفتح مجالات عمل لهم وتغنيهم عن التفكير بالهجرة وتثبّتهم في أرضهم.

مضيف القديس"بولس"

من هنا كان ترميم المطرانيّة الخطوة الأولى في هذا المجال، ثمّ أنشئ مضيف القدّيس "بولس" وقد كان العمل الوقفيّ الأوّل وهو يتألف من طابق مساحته 550 متراً مرّبعاً، في بناء تابع للمطرانيّة، جُهّز سابقاً بمساعي البطريركيّة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة، ليكون مكاتب مؤجّرة تؤمّن بعضاً من المدخول، وتلته بيوت الطلبة ودور الحضانة والمشاريع الزراعيّة.

أخليت هذه المكاتب بعد دفع مبالغ طائلة، وتحوّلت إلى مضيف شجّع قدوم وفود الزائرين من أرجاء الكرسي الأنطاكيّ كافّة، بخاصّة أنّ المنطقة غنيّة بالآثار، وخلق حركة تواصل حيويّة مع باقي الأبرشيّات. ويبقى أنّ هناك في المبنى ذاته، طابقاً بأكمله تشغله إحدى الشركات وترفض أن تخليه رغم كلّ المحاولات، وهو إذا استثمر يؤمّن للمطرانيّة دخلاً إضافيّاً.

المطران"سابا" يتحدث لeSyria

أما بيوت الطلبة ودور الحضانة في محافظة "درعا" فقد تملكت الكنيسة بيتاً قديماً مساحته 400 متر مربّع، شرق الكنيسة، وشيّدت مكانه بناية حديثة بثلاث طبقات، ويجري العمل على إتمام الطبقة الرابعة والأخيرة هذا الصيف.

الطابق الأرضيّ من البناء تحول إلى حضانة تستقبل الأطفال من كلّ الطوائف، ويجمع المواطنون على أنّه يضاهي أرقى دور الحضانة في "دمشق" وغيرها، أمّا الطبقات الباقية فجُهزت لتكون بيتاً لطالبات الجامعة، التي فتحت أبوابها في "درعا" منذ بضع سنوات. يضمّ الطابقان المنجزان حاليّاً تسعاً وعشرين طالبة، ومع إتمام الطابق الأخير تكون السعة أربعاً وأربعين طالبة».

مزرعة "التجلي"

ويتابع المطران حديثه عن أهم الأعمال التي ساهمت في إدخال ريوع ثابتة لها حتى تستطيع الاستمرار لخدمة الرعية بالقول: «على غرار ما حدث في "درعا"، كانت الكنيسة بمحافظة "السويداء" أوّل من بادر إلى إنشاء بيوت لطلبة الجامعة، التي فتحت حديثاً بالتزامن مع "درعا"، وتضمّ بيوت الطلبة حاليّاً تسعاً وخمسين طالبة وتسعة طلاب. ومع السياسة التي تعتمدها المطرانيّة في استعادة إدارة أملاك الوقف وعدم تأجيرها، استطاعت إخلاء ستّ شقق من بناية القدّيس "بطرس" القائمة شمال المطرانيّة في "السويداء" وعلى أرضها. تحوّل الطابق الأرضيّ إلى حضانة تستقبل الأطفال بدءاً من عمر ستّة أشهر، بينما تحوّل الطابق الثاني إلى بيت للطالبات، وخُصّص الثالث لسكنى كاهنين جديدين متزوّجين».

وفي حقل الزراعة فقد تطور العمل، وكان التفكير ينصب على أهم الزراعات التي يمكن أن تنجح في المحافظة، وأكد المطران "إسبر": «بعد أن استرجعت أرض المطرانيّة القديمة في قرية "خربا" بمحافظة "السويداء" وتبلغ نحو 30000 متر مربّع مزروعة بالزيتون الذي ذبل لعدم الاعتناء به، واستصلحت الأرض وركّبت شبكة ريّ بالتنقيط لشجر الزيتون فانتعشت الأشجار.

وفي هذا المضمار، كانت المطرانيّة الرائدة في إدخال هذه الطريقة إلى الزراعة في الأبرشيّة، إذ استُصلحت أيضاً أرض قديمة للوقف في قرية "الأصلحة" بمحافظة "السويداء"، تعرف اليوم بمزرعة القدّيس "نكتاريوس"، وتبلغ مساحتها 40000 متر مربّع حيث أنشئ فيها خزّان أرضيّ من الإسمنت للماء وشبكة ريّ بالتنقيط، وغرست 400 شجرة (توت وتين وزيتون) فيها حتّى الآن، كما اشترت المطرانيّة أرض مزرعة التجلّي المزروعة ببعض شجرات الزيتون وتبلغ 20000 متر مربّع، زوّدت بخزّان ماء أرضيّ وشبكة ريّ بالتنقيط. الريّ بالتنقيط يقي شجر الزيتون الموت بسبب قلّة الأمطار، ولكنّه لا يكفي لإنتاج الثمار والاستفادة منها. تبقى الزراعة معتمدة، بالدرجة الأولى، على الأمطار الهاطلة في سنوات الخير. مع العلم أنّ الزراعة تحتاج إلى رعاية مستمرّة وتكلفة كبيرة غير متوافرة في الأبرشيّة، ما يدعو إلى العمل في هذا الحقل برويّة».