تكفي تسعة أشهر ليتقن الشاب مهنة الحدادة أو النجارة العربية أو غيرها... في مركز التدريب المهني في "السويداء"، الذي بات مرغوباً من قبل الشباب كونه يقدم فرصة التعلم لعدة مهن قد تكون المدخل لسوق العمل.

موقع eSuweda زار المركز الذي يستقر في وسط المدينة بالقرب من "شارع الشعراني" وهو مبنى الإدارة، والبناء المتمم الذي يضم قاعات التدريب الواقع إلى الشرق من طريق "السويداء" "رساس"، والتقى الدارسين والقائمين على المركز للتعرف لأسباب الإقبال ومبادرة المركز في تأهيل وتدريب الشباب بالمجان.

أعمل في مجال الميكانيك واختبرت مهن أخرى، لكن عندما سمعت بالمعهد انتسبت إليه وسجلت بمهنة التمديدات الصحية لأتعرف لهذه المهنة خاصة أن المركز لايحمل الطالب أي أعباء مادية، ولدي رغبة بإتمام دراسة المهنة لأنني احتاجها، وبشكل عام فإن المركز يساعدني على امتلاك شهادة خبرة تساعدني في حال السفر للخارج أو التوظيف

الأستاذ "طلال العطواني" مدير المركز بين أن ميزة المركز تتمثل في استقبال مختلف الأعمار وتوجيه الشبان للحرف اليدوية حتى مع امتلاك عمل آخر، وقال: «يتبع المركز لوزارة الإسكان والتعمير وهو أحد المراكز التي تهتم بعملية التدريب ومن خلال هذا المركز تتوافر للشباب فرصة امتلاك مهنة لتأمين عمل أو لتعميق معارفهم بطبيعة هذا العمل، ففي مرات عديدة انتسب للمركز عدد من خريجي المعاهد أو حتى الجامعيين لاكتساب مهنة مثل النجارة العربية أو التمديدات الصحية والكهرباء.

المهندس طلال العطواني مدير المركز

وعلى الرغم من أن المركز لم تسلط عليه الأضواء إعلامياً، إلا أنه استطاع التعريف بنفسه واستمر ليصبح عدد الطلاب في هذا العام الدراسي مثلاً 133 طالباً، في الوقت الذي كان العدد لايتجاوز 40 طالباً قبل خمس سنوات وهذا ما نعتبره نقلة نوعية على طريق تحقيق أهداف المركز التي تنصب على توجيه الشباب للعمل بالمهن التي ترتبط بالبناء كونها أحدى المهن المطلوبة والهامة».

الأستاذ "باسل مرشد" مدرب مهنة التمديدات الصحية وموجه في المركز قال: «المركز يقدم خدماتها لكل من يطلبها وازداد الإقبال عليه كونه ساعد الكثيرين في الحصول على فرصة عمل من خلال مكتب الدور خلال السنوات الماضية حيث تم تعيين عدد لابأس به من الخريجين، وبالتالي فالمركز رديفاً حقيقياً للقطاعات العاملة، لأنه يفترض بالدارس متابعة الدوام لمدة تسعة أشهر في أي مهنة، حيث يتلقى دروس نظرية وعملية ومن بعدها يتقدم للامتحان الذي يمنح على أساسه شهادة تؤهله للعمل، وبشكل عام فإن المركز يقدم لسوق العمل سنوياً عدداً من المتدربين دون يتحمل المتدرب أي تكلفة مادية».

الموجه باسل مرشد

وعن المهن المتوافرة في المركز يضيف، بقوله: «تمد وزارة الإسكان والتعمير المركز بالمدربين، حيث خصص مدرب لكل مهنة ويدرب المركز على عدة مهن هي: الحدادة والألمنيوم والنجارة العربية والتمديدات الصحية والكهرباء، وهذا العام أحدثت مهنة جديدة هي مهنة التدفئة المركزية، ونعرف جميعاً مدى حاجة المجتمع لهذه المهن، وبشكل عام فإن للمركز احتياجات كثيرة من حيث المقر والحاجة للدعم المادي وبرغم ذلك فالعمل مستمر ولا نبالغ بالقول أن المركز قادر على المنافسة من خلال نوعية وطرق التدريب المتبعة التي تساهم في تخريج عدد من العمال المهرة».

ومن الدارسين إلتقينا "مضر أبو حلا" العمر 31 سنة، وقال: «أعمل في مجال الميكانيك واختبرت مهن أخرى، لكن عندما سمعت بالمعهد انتسبت إليه وسجلت بمهنة التمديدات الصحية لأتعرف لهذه المهنة خاصة أن المركز لايحمل الطالب أي أعباء مادية، ولدي رغبة بإتمام دراسة المهنة لأنني احتاجها، وبشكل عام فإن المركز يساعدني على امتلاك شهادة خبرة تساعدني في حال السفر للخارج أو التوظيف».

الدارس مضر أبو حلا

"أمجد أبو هدير" 22 سنة طالب في مهنة الحدادة، وقال: «حاولت تعلم مهنة الحدادة لكن لم أجد المكان المناسب، في المركز شعرت بأجواء المدرسة والالتزام، وهذا ما حرضني على المتابعة هنا نترب على المعدات ونحاول الاختبار، وإلى جانب مهنة الحدادة نتعلم مهنة الألمنيوم وكلها مهن مطلوبة فإذا لم نتمكن من الحصول على وظيفة فإن فرصة العمل الخاص موجودة فالمركز يقدم كل ما يساعد على اكتساب مهنة ويبقى على الدارس بذل الجهد والمثابرة ليجتاز الامتحان بنجاح».

الجدير بالذكر أن المركز تأسس في "السويداء" منذ العام 1974 يتبع لوزارة الإسكان والتعمير بوصفه أحد المراكز المؤقتة للتدريب رغم قدمه، وللمركز عدة مطالب لتحويله لمركز دائم، نظراً لأهميته بالنسبة لسوق العمل حيث خرج العام الفائت 74 طالب وطالبة من مختلف المهن.