شَبّه فعل القراءة الكلاسيكية بفعل محراث في تربة بكر، عندما سألناه: هل يعود الزمن الجميل زمن القراءة الكلاسيكية...؟ هو صاحب "المنارة" الأستاذ "محمد رسلان" الذي استقبلنا في مكتبته التي اختار لها موقعاً متطرفاً عن الأسواق في مدينة "السويداء" وضجيج المتجولين حسب قوله.

حيث تقع المكتبة على أحد تفرعات ساحة "الفرسان" جنوب المدينة، وهي مكتبة بغرفة واحدة تعمل بأمهات الكتب الفكرية والأدبية إلى جانب الكتب القانونية وهي مرجع للحقوقين.

لي ثقة بأن زمن القراءة الكلاسيكية سيعود لمجده ليس لأنني من أكثر المولعين بهذه الكتب، بل لأن العوالم التي يخلقها الكتاب الكلاسيكي سواء كان رواية أم قصة أم ديوان أم غيرها لا بديل عنها مهما تعمل الفكر بما هو مفيد، حيث تنتج الجديد مثل الحراثة، تغير هيئة التربة وتمدها بالأوكسجين وتجددها، هنا القراءة تحفر عميقاً تخترق الجمود لتفتح آفاق جديدة، وهذا ما نحتاجه كأمة عربية، ومن الجدير بالقول أن دولة كالولايات المتحدة ترتفع فيها نسبة القراء الكلاسيكيين لتكون الأعلى في العالم، ونعلم ما وصلت إليه من تطور علمي وتقني، رغم انتشار الانترنت والتلفزيون وغيرها

وبين العم "محمد" الملقب "أبو سامر" وجه التشابه في إجابته لموقع eSuweda من خلال خبرته بالكتاب وقرّاء الكتاب في هذا العصر وكيف كانت عليه الأمور في مراحل سابقة وقال: «لي ثقة بأن زمن القراءة الكلاسيكية سيعود لمجده ليس لأنني من أكثر المولعين بهذه الكتب، بل لأن العوالم التي يخلقها الكتاب الكلاسيكي سواء كان رواية أم قصة أم ديوان أم غيرها لا بديل عنها مهما تعمل الفكر بما هو مفيد، حيث تنتج الجديد مثل الحراثة، تغير هيئة التربة وتمدها بالأوكسجين وتجددها، هنا القراءة تحفر عميقاً تخترق الجمود لتفتح آفاق جديدة، وهذا ما نحتاجه كأمة عربية، ومن الجدير بالقول أن دولة كالولايات المتحدة ترتفع فيها نسبة القراء الكلاسيكيين لتكون الأعلى في العالم، ونعلم ما وصلت إليه من تطور علمي وتقني، رغم انتشار الانترنت والتلفزيون وغيرها».

أحد رواد المنارة الأستاذ خمري عامر

ويضيف: «عندما ابتعدنا عن الكتاب الكلاسيكي أخذنا ننسى عادة القراءة والتمتع بمآثر كتاب مضوا وباحثين ورواة جهدوا ليحفظوا ذاكرة هذه الأمة أمة اقرأ التي صادقت الكتاب وسمته خير جليس، وإذا أردنا عدم تجاوز حدود المنطق فإننا نعلم أن الشريحة المثقفة عبر التاريخ منذ العصر العباسي ولغاية هذه الفترة كانت قليلة، أي أن الأمة العربية في عز عطائها الثقافي كانت فيها المجموعات والزواياالأدبية والثقافية قليلة نسبة لغيرها من الاهتمامات الشعبية، لذا الشريحة المثقفة الحقيقية التي تقرأ بشكل متنوع إضافة لاختصاصها قليلة عبر التاريخ.

لكن وبشكل دائم فإن الأمل يعقد على هذه الشريحة رغم قلتها، ومن خلال زوار "المنارة" شعرت بوجود نوع مميز من القراء من يطلبون كتاب بجودة عالية، وغالباً ما أحاول أن أوجه الزائر العابر لما تمتلكه المكتبة من مؤلفات غنية، وعلى الرغم من قناعتي أن هذه النوعية لا تباع بسرعة لكنني أسعى لأن تكون مزينة لرفوف المكتبة، جاهزة حين الطلب وفي هذه الفترات وبفعل التعريف بها أجد من يطلبها حتى ولو على شكل استعارة وبالتالي فإن من يغوص في عالم الكتاب الكلاسيكي لا ينسى ما يخلقه من عوالم وبالتالي فالقارئ يشعر بظلمة الجهل الذي يحاول باستمرار تبديده بالقراءة، والدعوة للقراءة رسالة مشتركة لي ولرواد المكتبة نجحت بعض مقاصدها وهذا ما يجدد الأمل بعودة زمن القراءة البديع».

الأستاذ "خمري عامر" أستاذ الفلسفة المتقاعد وأحد رواد المكتبة، قال: «في "المنارة" مناخ ثقافي جميل وغني، هنا تجد تنوع لكتب قد لا تجدها في غيرها من المكاتب ما يثير الاهتمام تلك النوعية من الكتب والمجموعات القيمة من حيث الفكر الذي تحمله في طياتها والقيمة المالية الباهظة، ومن ناحيتي كقارئ أشعر بأهمية عرض الكتاب والتعريف بعنوانه وهذا ما يحثك على الاقتناء والقراءة، ومن خلال "المنارة" أحياناً كثير قد لا نتمكن من شراء الكتاب ولا نجد حرجاً في استعارته والاطلاع عليه، فمن الضروري أن يكون المتعامل مع الكتاب وصاحب المكتبة قارئ وهذا شأن الصديق "محمد" الذي لا يتأخر عن تقديم النصيحة والتعريف بمحتوى الكتب، حرصاً على إفادة المتصفح للعناوين ولمساعدته بانتقاء الأقرب إلى تفكيره وتطوير معرفته».