عندما تقرر الصعود بعد مشاورات مكثفة مع أهالي البلدة، تشعر أنك مقدم على الندم لهذه المغامرة غير المحسوبة العواقب، ولوهلة تقرر الانسحاب خوفاً من الاكتشاف الذي قد يودي بحياتك؟. فالطريق المؤدي إليه يكاد يكون مرسوماً في عقل محدثك، ولا وجود له على أرض الواقع.

تقرر المجازفة والصعود من أقرب البيوت التي تحاذي صفحته، والتي سورها الناس بأشجار التين والزيتون، وهناك تكتشف الطرق التي حفرتها الأرجل في الصعود والنزول، وتبدأ بحب المكان الذي كنت لوهلة عازماً على الهرب منه! فمن الأشجار الباسقة، إلى الصخور التي لا تعرف الانحناء، وكأنك في معرض تشكيلي ليس له قرار.

إن فوهة "تل المفعلاني" تعتبر من أقدم الفوهات الخامدة الموجودة في الشرق الأوسط، وهي تمتد في وسط التل، ولا يوجد لجمالها الواضح حد، وتلاحظ الهالة التي رسمها البركان، وكأنها لوحة مرسومة على جدار، تحيط بها أتربة خصبة، غير أن عدم وصول طريق مؤدي إلى هنا جعلها مهملة حتى من الجهات التي يجب أن تكون مسؤولة عنه كمديرية السياحة ودائرة الآثار

يقول دليل eSuweda السياحي "تيسير أبو جهجاه": «إن فوهة "تل المفعلاني" تعتبر من أقدم الفوهات الخامدة الموجودة في الشرق الأوسط، وهي تمتد في وسط التل، ولا يوجد لجمالها الواضح حد، وتلاحظ الهالة التي رسمها البركان، وكأنها لوحة مرسومة على جدار، تحيط بها أتربة خصبة، غير أن عدم وصول طريق مؤدي إلى هنا جعلها مهملة حتى من الجهات التي يجب أن تكون مسؤولة عنه كمديرية السياحة ودائرة الآثار».

الحائط الموجود إلى الآن لمزار المفعلاني

والشيء الذي يجعلك لا تغادر بسهولة سطح التل (الحامل لاسم عائلة من بلدة "ناحتة" في محافظة "درعا")، الأشجار الحراجية المنتشرة في كل أنحائه، فمن البلوط إلى السنديان إلى البطم، وزاد عليها العنب والتفاح، تلك الأشجار التي زرعها أهل البلدة بقصد الاستثمار.

يقول الأستاذ "نضال الحسنية" رئيس المجلس البلدي في بلدة "مفعلة": «نحن نشعر بالفخر كلما أتى وفد سياحي إلى هنا لرؤية فوهة البركان، وتل "المفعلاني" فيه الكثير للكلام عنه، فهو مزار قديم لرجل من أولياء الله الصالحين، وهو يحمل اسم معركة كبيرة خاضها أجدادنا ضد الأتراك والفرنسيين، ولا زال الأولاد يجلبون في زياراتهم إليه بقايا (الخرطوش) من المكان الذي اتخذه الأتراك محرساً لهم، غير أن المعاناة الكبيرة التي نصطدم فيها دائماً في عدم تخديمه بطريق يصل إلى هناك، على الرغم من كل المطالب التي رفعناها إلى الجهات المعنية، ونحن كمجلس بلدي إمكانياتنا لا تسمح أبداً، ونحن نقدر صعوبة المهمة كون التل عالي، وإنشاء طريق يحتاج إلى الكثير من الإمكانيات المادية والبشرية».

التل كما هو من بعيد
الأشجار الحراجية في التل