ما إن تدخل إلى محله حتى يستقبلك بابتسامته اللطيفة وفنجان قهوته المرة الذي يدل على طبيعة المحل الذي يعمل فيه أبو فادي يوسف المحمود من مواليد 1941،

هو صاحب محل لبيع التحف الشرقية في السويداء من علب موزاييك الى طاولات الزهر والنحاسيات والسيف العربي المنقوش.... eSuweda دخلت محل السيد أبو فادي وكان لها معه الحوار التالي:

  • منذ متى وأنت تمارس هذه المهنة؟
  • أمارس هذه المهنة منذ 25 عاما وكان سبب اختياري لها أنني منذ طفولتي أحب الأشياء التراثية القديمة وعندما كنت أذهب الى دمشق كان يلفت انتباهي المحلات التي تبيع التحف الشرقية وخاصة في سوق الحميدية وبالتالي أحببت أن أفتح محلاً لبيع هذه التحف في السويداء.

  • هل هذا هو المحل الذي أحببت فتحه أم غيره؟
  • نعم هذا هو المحل الذي بدأت مهنة بيع التحف الشرقية فيه وهو يشغل مساحة صغيرة في جانب شارع الأديب والشاعر الكبير شكيب أرسلان وفي كثير من الأحيان أقول لمن يدخل للشراء إن وجود هذا المحل بتحفه يليق باسم هذا الشارع.

  • عندما يأتي إليك من يريد الشراء بماذا تحدثه ليرغب بشراء التحف الشرقية؟
  • طبعا أحدثه عن تراث القطعة التي يريد شراءها وماذا تمثل وماذا تعني الرسوم المنقوشة عليها فمثلا هنا نرى لوحات الموزاييك التي رسم عليها أوابد هذا البلد وأقصد القطر بشكل عام من قلعة حلب إلى مدينة تدمر الى صور بعض الأنبياء الذين عاشوا في هذا الشرق مثل الخضر أبو العباس إلى بعض اللوحات التي رسم عليها خارطة الجمهورية.

  • هل تقدم هذه المهنة لك المرابح؟
  • لن تصدق إن قلت لك إن هذه المهنة كما يقال بالعامية (مش جايبه همها) فهي ليست مربحة وخاصة اليوم فقلة هم الذين يهتمون بالتحف الشرقية والاتكال في البيع هنا على المغتربين الذين يحبون اقتناء هذه الاشياء واصطحابها معهم إلى الخارج.

    - هل تفكر في ترك مهنتك؟

    لا أخفيك أنني فكرت في هذا جديا لعدم وجود مردود مادي وخاصة أن الكثيرين من أصحاب المحلات التي كانت تبيع التحف الشرقية قد تحولت لبيع اشياء أخرى ولكنني مازلت أجد نفسي في وسط هذه التحف وأحب هذه المهنة لأنها تشعرني بأصالتي وانتمائي القديم لهذه الأرض.

  • تحدثت عن محلات غيرت هذه المهنة وتحولت إلى مهن أخرى هل لك أن تزودنا بأمثلة؟
  • هناك أكثر من ثلاث محلات أقفلت وأخرى استبدلت هذه المهنة بمهنة بيع السيديهات وتوابع الكمبيوتر أو الملابس وهذا يدل على تراجع في سوق التحف الشرقية.

  • ما الحل برأيك لإعادة دعم هذه المهنة؟
  • طبعا نحن نطلب الدعم الإعلامي أولا لاستقدام السياح إلى البلد وتعريفهم ثانيا على التحف الشرقية لأن السائح هو المستهلك الأكبر لهذه المادة التي تمثل تراث البلد مثل دلال القهوة والربابة ولوحات الموزاييك.

    - كلمة أخيرة.

    أشكركم أولا في هذا الموقع الذي حدثتني عنه على هذا الاهتمام بما يخص السياحة في هذا الوطن وأتمنى ثانيا أن تعود هذه المهنة لتلقى رواجا من جديد وبالتالي تؤمن لنا مردوداً مادياً يحافظ على أمورنا الحياتية اليومية بالإضافة إلى محافظتها على تراثنا العربي الأصيل.