كانت المعاناة التي عاشها المواطنون في استمرار انقطاع التّيار الكهربائي؛ حافزاً كبيراً للبحث عن الحلول المجدية لهذه الحالة، فكان سعي أهالي بلدة "حبران" لإنشاء محطتهم الكهروضوئية الأولى، لتتبعها الثانية خلال مدة زمنية لا تتجاوز العام الواحد.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 6 نيسان 2019، مع "حكمت العنداري" القائم على المحطة الكهروضوئيّة، ورئيس بلدية "حبران" لتطّلع منه على هذا المشروع الذي رسم من خلاله حروف أفكاره الباحثة في الطبيعة المحيطة به، فقال: «كان لنجاح تجربة محطة "نجران" الكهروضوئية الأولى على مستوى القطر الدّافع الكبير في سعيي وشقيقي لإنشاء المحطة الخاصة ببلدتنا، وهنا لا أتردد في الإفصاح عن نيتي المبطنة بالقيمة المضافة التي رغبت فيها من هذا المشروع، وهي أن يكون لشقيقيّ وشريكيّ السّبب الكبير والمقنع في ترك بلاد الاغتراب والعودة إلى الوطن والاستقرار فيه».

كان لنجاح تجربة محطة "نجران" الكهروضوئية الأولى على مستوى القطر الدّافع الكبير في سعيي وشقيقي لإنشاء المحطة الخاصة ببلدتنا، وهنا لا أتردد في الإفصاح عن نيتي المبطنة بالقيمة المضافة التي رغبت فيها من هذا المشروع، وهي أن يكون لشقيقيّ وشريكيّ السّبب الكبير والمقنع في ترك بلاد الاغتراب والعودة إلى الوطن والاستقرار فيه

ويتابع القول: «قررت وأخواي إنشاء المحطة؛ فهي مشروع استثماري، وخدمي في الوقت نفسه، فاطّلعنا على مقومات مشاريع كهذه، وأخذنا التعمق في تفاصيل العمل بها، وعقدنا العزم على المضي قدماً، وكان لنا أن تعاقدنا مع الشّركة الفنية صاحبة التّجارب النّاجحة بالعمل في هذا النوع من المشاريع، وتوالت الإجراءات الورقيّة من الألف إلى الياء، وتبعتها التّرتيبات العمليّة لتستمر على مدى شهرين ابتداءً من توقيع العقد إلى التنفيذ والتّسليم مع الرّبط على الشّبكة العامة. وبذلك قامت المحطة وأنجزت على أرض مساحتها 500 متر، وانطلق العمل عبر الألواح الكهروضوئية من خلال الفتون الشّمسي مروراً بالأنفيرتر إلى العدادات، وتوجد علبة حماية مع "فيوزات" إلى الشّبكة، ليكون الإنتاج السّنوي من الكهرباء 54 ألف كيلو واط، نضخه في الشّبكة العامة، وذلك بموجب اتفاق أبرمناه مع شركة الكهرباء في "السّويداء"، ويستمر لمدة 25 عاماً قابلة للتجديد، بمقابل مادي شهري يمكن أن يغطي رأس المال خلال خمس سنوات فقط، من دون أي مجهود أو مواد أولية، مستفيدين في دعم شبكة الكهرباء في القرية، ورفع التّيار الكهربائي إلى تيار نظامي لـ220 فولت؛ وهو ما ينعكس على حماية الأجهزة الكهربائية في المنازل، وعند إنشاء محطات إضافية يمكن أن نتوصل إلى الاكتفاء الذاتي. وهناك محطة ثانية نفذت على الأرض أمام منازلنا لمستثمر من سكان "السّويداء"؛ استأجر الأرض بعقد لمدة 25 عاماً، ونُفذت المحطة بذات المواصفات والشّروط. وتبقى هذه المشاريع صديقة للبيئة، وليس لها أي تأثير سلبي في البيئة والأرض التي أقيمت عليها المحطة، ويمكن زراعتها والاستفادة منها، وإن منعتنا الظروف المناخية من زراعة الموسم الشّتوي، سنقوم بزراعة الموسم الصّيفي».

حكمت العنداري

ويتحدث "سامر مزيد علوان" المشرف على تنفيذ المشروع، ويقول: «ننطلق في عملنا نحو نشر ثقافة الطّاقات المتجددة على ساحة الوطن أسوة بكل دول العالم، وتمّ الاتفاق على دراسة وتنفيذ والإشراف على إنشاء محطة توليد كهروضوئي باستطاعة 30 كيلو واط للربط على شبكة المدينة في بلدة "حبران"، ويعدّ هذا المشروع وطنياً بامتياز؛ حيث يرفد شبكة المدينة ويدعم الطّاقة المنتجة من الوقود الأحفوري؛ وهو ما يسهم في إعادة إعمار "سورية"، إضافة إلى أن المشروع استثماري بامتياز؛ لأنه يعدّ من المشاريع الأكثر ربحاً، فهو لا يحتاج إلى مواد أولية، والمنتج مباع لوزارة الكهرباء لمده 25عاماً، وحددت سعر الشّراء بـ"السنت يورا". كما يعدّ المشروع خدمياً من خلال رفع توتر الشبكة للحفاظ على أجهزة المواطنين الكهربائية، ونحن نتوجه لإقامة محطات كبيرة هجينة شمسية وريحية، ذلك أن انتشار هذه المحطات يحقق لنا الاكتفاء الذاتي النّهاري بزمن قياسي، وتكلفة هذه المشاريع بمتناول الشريحة الأوسع لفئات الشّعب، ومضمونة الرّبح، ونسبة خسارتها صفر بالمئة.

لقد قمنا بتنفيذ أول محطة مربوطة على شبكة المدينة في "سورية" عام 2016 في قرية "نجران"، ثم قمنا بإنشاء محطتين في قرية "حبران"، ومحطة لمصلحة مبنى محافظة "السّويداء"، والآن نقوم بإنشاء محطة واحد ميغاواط لتغذية آبار مياه الشّرب لمنطقة "صلخد"، و"القريا"، إضافة إلى عدة مشاريع سياحيّة وزراعيّة ومنزليّة تملك ذات الطّبيعة تقريباً، لكن تختلف بالإنتاجية حسب الاستطاعة. ونطمح إلى إقامة محطات كبيرة تصل إلى حد الاكتفاء الذّاتي من خلال إنشاء محطات هجينة شمسية وريحية، وقمنا بدراسة محطة ريحية باستطاعة 211 ميغاواط».

سامر علوان

على الرغم من أن هذا النوع من المشاريع جديد على ساحة الوطن؛ إلا أنه أخذ يشق الطريق ليحضر على أرض الواقع، ويكون حلاً لما يعانيه الناس في الظروف الحالية.

من واقع إنشاء المحطة