يعدّ مصل الجبن من النواتج المستخدمة في تغذية الماعز الجبلي بـ"السويداء"، إضافة إلى مواد غذائية أخرى، حيث أحدث إشكالية في كيفية معاملته للتوصل إلى نتائج علمية مهمة تؤدي إلى زيادة الإنتاج.

حول العمليات العلمية والإشكالية في استخدام مصل الجبن، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 25 أيلول 2016، التقت الباحث المهندس "علي الهوارين" رئيس محطة بحوث "عرى" للماعز الجبلي في "السويداء"، الذي بيّن قائلاً: «ينتج الماعز المستأنس نحو 1.6% من إنتاج الحليب العالمي، ويضاهي الأغنام في إنتاج المنافع الحيوانية المتعددة، إلا أنه يتميز عنها بالقدرة على الرعي في المراعي الفقيرة جداً، ويستطيع التنقل وتسلق المنحدرات بخفة ورشاقة والوصول إلى أماكن لا تستطيع الأغنام والأبقار الوصول إليها، حيث أثبت فعالية في كنس المراعي وراء الأغنام والأبقار، كما أن بإمكانه التكيف مع مختلف البيئات. وتشير الدراسات إلى أن الماعز يستطيع منافسة أبقار "الزيبو" الهندية المنتجة للحليب، وجاموس الحليب في المناطق الاستوائية التي تكون فيها تكاليف العمل منخفضة نسبياً، وإن تكلفة إنتاج "الجالون" الواحد من حليب الماعز لا تتجاوز نصف تكلفة إنتاج "الجالون" الواحد من حليب الأبقار، حيث تعرف العنزة في كثير من دول العالم بأنها بقرة الرجل الفقير نظراً إلى تعدد منتجاتها وقلة متطلباتها الغذائية، وتحمّلها للظروف البيئية القاسية، ومقاومتها للأمراض، وطاقتها العالية للاستفادة من الأعلاف والشجيرات العشبية ونباتات المراعي الفقيرة».

ينتج الماعز المستأنس نحو 1.6% من إنتاج الحليب العالمي، ويضاهي الأغنام في إنتاج المنافع الحيوانية المتعددة، إلا أنه يتميز عنها بالقدرة على الرعي في المراعي الفقيرة جداً، ويستطيع التنقل وتسلق المنحدرات بخفة ورشاقة والوصول إلى أماكن لا تستطيع الأغنام والأبقار الوصول إليها، حيث أثبت فعالية في كنس المراعي وراء الأغنام والأبقار، كما أن بإمكانه التكيف مع مختلف البيئات. وتشير الدراسات إلى أن الماعز يستطيع منافسة أبقار "الزيبو" الهندية المنتجة للحليب، وجاموس الحليب في المناطق الاستوائية التي تكون فيها تكاليف العمل منخفضة نسبياً، وإن تكلفة إنتاج "الجالون" الواحد من حليب الماعز لا تتجاوز نصف تكلفة إنتاج "الجالون" الواحد من حليب الأبقار، حيث تعرف العنزة في كثير من دول العالم بأنها بقرة الرجل الفقير نظراً إلى تعدد منتجاتها وقلة متطلباتها الغذائية، وتحمّلها للظروف البيئية القاسية، ومقاومتها للأمراض، وطاقتها العالية للاستفادة من الأعلاف والشجيرات العشبية ونباتات المراعي الفقيرة

وتابع حديثه عن أسباب استخدام مصل الجبن في تغذية الماعز بالقول: «لما يتميز به الماعز من قدرة على التأقلم والرعي للحصول على الغذاء، وما يمرّ به القطر من موجات الجفاف، والضرورة الملحة لإيجاد بدائل للعلف المركز، كان لابدّ من التوجه إلى ما هو متوافر وموجود وبأقل التكاليف للحصول على قدر معقول من البدائل للأعلاف المركزة، حيث وجد أن مصل الجبن وبما يحتويه من مواد وعناصر معدنية وبروتين وفيتامين بإمكانه الحلول محل جزء لا يستهان فيه من أصل احتياجات الحيوان من الأعلاف المركزة، وهناك عدة طرائق لاستخدام مصل الجبن، مثل: التجفيف، واستخلاص اللاكتوز، وتحضير المشروبات المرطبة. وينصب اهتمام الباحثين والصناعيين في الأعوام الأخيرة على استخدام الطرائق البيوتكنولوجية لمعالجة مصل الجبن، وكما هو معروف فمادة "التبن" لا تعدّ مادة علفية مركزة؛ لأنها لا تحقق الاحتياجات الغذائية للحيوانات، فهي تعدّ أعلافاً مالئة تشعر الحيوان بالشبع فقط، والكثيرون من مربي المجترات بشقيها الكبيرة والصغيرة (أبقار، أغنام، ماعز) ينتجون مادة الجبن وغيرها من مشتقات الحليب التي تنتج عنها مادة المصل».

المهندس علي الهوارين

أما عن مادة المصل، فأوضح المهندس "جواد شرف" الباحث في محطة بحوث "عرى" للماعز الجبلي بـ"السويداء"، قائلاً: «في الذاكرة الشعبية تعدّ مادة غير قابلة للاستهلاك، والمفارقة أن منهم من يقوم باستخراج مادة "القريش" التي تعدّ مادة غذائية غنية بالمواد البروتينية، بينما بعضهم الآخر يتركونها في مجاري الصرف الصحي، ونسبته 50% من مكونات الحليب البروتينية تتبقى في مصل الجبن وغيرها من المواد السكرية والعناصر المعدنية التي تذهب هدراً في مجاري الصرف الصحي، وفي كثير من الأحيان تمثّل خطراً بيئياً على التربة، وكان لمحطة بحوث "عرى" الدور الكبير في العمل على الاستفادة من هذه المادة المهمة من خلال الوقوف على تحليلها الكيميائي وتسخيرها في معاملة "الأتبان" الفقيرة وبقايا تقليم الأشجار المثمرة لرفع نسب محتوياتها من المكونات الغذائية، وتركيب مصل الجبن وخواصه؛ فهو تركيب كيميائي غير ثابت، ويمكن أن يتعرض إلى تغيرات كبيرة ترتبط بوجه أساسي بتركيب المادة الأولية (حليب كامل الدسم، أو حليب منزوع الدسم)، وبطريقة فصل أو ترسيب البروتين بتأثير الحموض العضوية، أو الحموض اللا عضوية، أو الأنزيمات، أو الترشيح فوق العالي، ينتقل إلى مصل الجبن كمعدل وسطي ما بين 48 و52% من المادة الجافة التي توجد في الحليب؛ وبهذا نجد أن المصل يحتوي جميع مكونات الحليب، كما نجد أن نسبة انتقال المكونات الرئيسة من الحليب إلى المصل تتعلق بوجه أساسي بحجم جزيئاتها؛ فالقيمة البيولوجية العالية للمصل مشروطة بمحتواه من المواد البروتينية والفيتامينات، والهرمونات، والحموض العضوية، والعناصر الأخرى».

وتابع المهندس "جواد شرف" الحديث عن نتائج استخدام مصل الجبن، بالقول: «يعدّ مصل الجبن غذاءً كاملاً، يحوي جميع العناصر المغذيّة الضرورية لنمو الأحياء الدقيقة المختلفة، وهو مصدر التغذية الكربوهيدراتية الذي يستقلب بسهولة من قبل الكثير من أنواع الأحياء الدقيقة، وكذلك وجود عوامل النمو المختلفة في المصل يجعل منه الوسط المغذي الأغنى في العمليات البيوتكنولوجية، والخمائر هي البادئ الأكثر فعالية، والأوسع استخداماً للحصول على الكتلة الحيوية والمركبات الأخرى من مصل الجبن. أما الهدف، فكان للاستخدام الأعظمي لكامل مكونات الحليب، ومصل الجبن يحتوي 50% من الكتلة الجافة للحليب، ورفع القيمة الغذائية لـ"الأتبان" البيضاء الفقيرة بالمواد الغذائية، والاستفادة القصوى من كافة المنتجات الحيوانية الناتجة عن عمليات تصنيع الحليب وتحويله إلى "جبن"، ورفع القيمة الاقتصادية للمصل بتحويله من مادة ملوثة للبيئة والتربة إلى مادة ترفع القيمة الغذائية للأعلاف الخشنة، وما تم تنفيذه في محطة بحوث "عرى" على "الأتبان" كان بنسب مختلفة بالنسبة إل مصل الجبن 20%، و30%، و40%، و50%، وكانت النتائج إيجابية لمصلحة المجموعات التي تغذت على "الأتبان" المعاملة بمصل الجبن، ويمكن استخدام بقايا تقليم العنب والتفاح بعد فرمها وتعامل بمصل الجبن وتترك لتجف ثم تقدم للحيوانات، والملاحظ أن تلك المواد هي مواد ونواتج طبيعية غير كيميائية؛ لذا فإن استخدامها لا يسبب ضرراً على صحة الحيوان، لكن بالحدود المسموح فيها».

المهندس جواد شرف
الماعز الجبلي