تمثّل زيادة نسبة الحليب واللحم، إضافة إلى المحافظة على صحة الماشية هاجساً لدى المربين، ومع غلاء سعر الدواء وعدم ضمان فعالية بعضه، كان للحملة التي تقدم العلاج المجاني للماشية دور كبير في المحافظة على الثروة الحيوانية في المحافظة.

المربي "غسان العقباني" من قرية "المزرعة"، تحدث لمدونة وطن "esyria" في 12 نيسان 2016، عما قدمته هذه الحملة من فوائد للمربين بالقول: «حملة العلاج التي استهدفت مربي الماشية قامت بدور كبير في مساعدتنا كمربين في الحفاظ على صحة ماشيتنا؛ التي تتعرض في مثل هذا الوقت من السنة إلى الطفيليات الخارجية والداخلية، وذلك بسبب اعتمادها على الرعي، حيث إن الأعشاب تحمل بيوضاً وطفيليات تدخل إلى جوف الماشية، كما أن ارتفاع درجة الحراة يؤدي إلى تكاثر الكثير من الطفيليات الخارجية مثل البراغيث و"البق" والقمل. وبما أن سعر الدواء قد ارتفع، إضافة إلى عدم ضمان فعالية بعض الأدوية لجهل مصدرها في بعض الأماكن، كان للحملة المجانية لتلقيح الماشية التي قدمتها نقابة الأطباء البيطريين الدور الكبير في المحافظة على ماشيتنا، خاصة أن هذه الحملة جاءت متكاملة من تقديم الدواء والإرشادات وعملية التلقيح. لديّ ستون رأساً من الماعز، وقد شملتني هذه الحملة التي ساهمت في توفير سعر الدواء، إضافة إلى معرفتنا بأنه مضمون الفعالية والمصدر، وهو ينعكس على صحة الماشية وزيادة نسبة اللحم فيها، وتحسّن في حليبها، كما أن هذه الحملة ستحافظ على الحيوانات من النفوق نتيجة التلقيح».

نقوم بعملية "التجريع" بعملية دقيقة مثل الحقن تحت الجلد، وبكمية محددة حسب نوعية الدواء، وحسب وزن الماشية المراد تلقيحها، وذلك بأدوات معقمة، كما أننا نعطي توجيهات للمربي بالمحافظة على نظافة المكان الذي تربى فيه الماشية، ورشه بالمبيدات اللازمة حتى لا تعود الطفيليات إلى الماشية من جديد، وهذا يساهم في القضاء عليها، ويخلص المربي من الآثار الاقتصادية والصحية على القطعان، ويؤدي إلى زيادة إنتاج الحليب وتحسين لحم الماعز والأغنام، كما أن خلوّ القطيع من الأمراض يحسن نسبة الإخصاب ويحسن دخل المربي، وهذا يعطي وفرة اقتصادية بوجه عام، حيث يهبط سعر الكيلوغرام من اللحم والحليب، وخاصة أن الغنم والماعز والأبقار في المحافظة تمثّل رصيداً معقولاً من الدخل القومي، وهذه الحملة تمثل تدخلاً إيجابياً لحماية هذا القطيع

بدوره الدكتور "وائل بكري"، رئيس المشروع الفرعي للحملة ونقيب الأطباء البيطريين في المحافظة، تحدث عن هذه الحملة وما شملته بالقول: «قامت نقابة "الأطباء البيطرين" بالتعاون مع منظمة "الفاو"، ووزارة الزراعة بتقديم ثلاثة مشاريع علاجات مجانية للماشية في المحافظة، وقد شمل المشروع الأول مادة السروب "السايبر فيد" لتغطيس الحيوانات للقضاء على الطفيليات الخارجية، وشملت 200 مربي أبقار، و500 مربي ماعز وأغنام، والقطيع الذي تمت معالجته هو 1264 رأساً من الأبقار، و127855 رأساً من الأغنام والماعز، وتم استهداف كافة القرى المعمورة بالمحافظة، والمشروع الثاني قدمنا فيه مادة "الإيفرماكتين" لمعالجة الطفيليات الخارجية والداخلية عند الماعز والأغنام، وكان عدد المربين المستفيدين 3000 مربي أغنام وماعز، وبلغ القطيع الذي تمت معالجته 150 ألف رأس، والمشروع الثالث تم تقديم دواء "زنيد"، وهي مادة التجريع الرباعية لطفيليات المعدة والأمعاء والرئة والرأس، وبلغ عدد المربين المستفيدين 1000 مربي أبقار و3500 مربي ماعز وأغنام، والقطيع المعالج 5000 رأس من الأبقار، و157 ألف رأس من أغنام وماعز، والأدوية المقدمة بشهادة المربين والفنيين والاختبارات التي أجريت عليها من الأدوية الجيدة والفعالة، وهذا ما يعزز الثقة بين القطاع العام والمجتمع المحلي، كما أننا قمنا بدورات للأخوة المربين حول التعامل مع المنتجات الحيوانية بعد إعطاء هذه المواد، والتحذير من تناول منتجات هذه الماشية من الحليب ضمن مدة "السحب"، التي تتراوح ما بين ثلاثة أيام وشهر، وهذا عمل ممتاز ضمن هذا الظرف، ولم يتم استثناء أحد من المربين، فحتى المناطق شبه الآمنة تم توزيع الدواء عليها مثل "خربا" و"الحقف" و"الساعية"».

الدكتور وائل بكري

الدكتور "محمود سعيد" أحد الأطباء المساهمين في المشروع، تحدث عن طريقة "التجريع" والمعالجة والتوجيهات التي قدمت للمربين بالقول: «نقوم بعملية "التجريع" بعملية دقيقة مثل الحقن تحت الجلد، وبكمية محددة حسب نوعية الدواء، وحسب وزن الماشية المراد تلقيحها، وذلك بأدوات معقمة، كما أننا نعطي توجيهات للمربي بالمحافظة على نظافة المكان الذي تربى فيه الماشية، ورشه بالمبيدات اللازمة حتى لا تعود الطفيليات إلى الماشية من جديد، وهذا يساهم في القضاء عليها، ويخلص المربي من الآثار الاقتصادية والصحية على القطعان، ويؤدي إلى زيادة إنتاج الحليب وتحسين لحم الماعز والأغنام، كما أن خلوّ القطيع من الأمراض يحسن نسبة الإخصاب ويحسن دخل المربي، وهذا يعطي وفرة اقتصادية بوجه عام، حيث يهبط سعر الكيلوغرام من اللحم والحليب، وخاصة أن الغنم والماعز والأبقار في المحافظة تمثّل رصيداً معقولاً من الدخل القومي، وهذه الحملة تمثل تدخلاً إيجابياً لحماية هذا القطيع».

يذكر أن عدد القطيع بالمحافظة حسب الإحصائيات الأخيرة من الأبقار 10500 رأس، ومن الأغنام 349692 رأساً، ومن الماعز 89169 رأساً، وأن الحملة استمرت كامل شهر آذار من هذا العام.

أحد القطعان الملقحة