جلسات العلاج الفيزيائي لحالات خاصة من الإعاقات مرهقة مادياً لدرجة كبيرة، اعترضت القيام بها لعدد كبير من المعوقين، وقد أفرز البحث حلولاً جديدة قدمت لهذه الشريحة فرصة العلاج المأمول كخطوة على طريق الحلّ.

مدونة وطن "eSyria" تابعت بتاريخ 9 كانون الأول 2015، هذه المشكلة التي كانت المحاولات الأولى لحلها بمبادرات أهلية من خلال جمعية "الوفاء الخيرية" في "السويداء"، وتطوع عدد من المتخصصين في العلاج الفيزيائي لمصلحة الجمعية وتأمين جلسات منتظمة لعدد جيد من المحتاجين، لكن بقيت الحاجة إلى الأجهزة المتطورة التي لم يكن بالإمكان الحصول عليها عائقاً صعباً لولا اتفاق حديث مع "بطريركية الروم الأرثوذكس لأنطاكيا وسائر المشرق"؛ حيث ساعد ذلك في الحصول على أجهزة حديثة ساهمت في خدمة المرضى؛ وفق حديث "لينا أبو زيدان" إحدى المستفيدات من العلاج الفيزيائي، وقالت: «التحقت بالجمعية للحصول على جلسات العلاج الفيزيائي تحت إشراف متخصصين لأن حالة الإعاقة لدي تقتضي علاجاً طويل الأمد، ولهذا العلاج تكاليف مالية عالية، وكانت مبادرة الجمعية مناسبة لي ولعدد من المعوقين ومساهمة حقيقية في إمكانية الحصول على الجلسات مجاناً، لكن ما توفر في مرحلة سابقة من أجهزة لم يكن كافياً لكل الحالات، ومع بداية الشهر الماضي، وبعد توفر الأجهزة المتطورة تمكنا من الاستفادة من جلسات إضافية، وقد لاحظت توافد حالات جديدة لتلقي العلاج؛ وهي خطوة جديدة تعود بالفائدة على عدد كبير فقدوا الأمل بالحصول على الجلسات المطلوبة، ونأمل استمرار تطوير هذا المشروع ليتحول إلى وحدة متخصصة تشمل بخدماتها كافة شرائح المجتمع».

يستفيد اليوم من جلسات العلاج الفيزيائي ما يقارب 250 حالة من مختلف الأعمار والإعاقات والمناطق، والعدد قابل للزيادة؛ وهي فرص جديدة لزيادة عدد المعوقين المستفيدين؛ لتكون لديهم فرصة للاستفادة من باقي خدمات الجمعية، ولنقدم للمجتمع حلولاً تصل بالعمل إلى الحلول الجذرية على مستوى العلاج الفيزيائي الذي كان لسنوات طويلة معضلة حقيقية واجهت الأسر، واستعصى حلّها

معاناة إطلاق العلاج الفيزيائي التي بدأت منذ عامين تكللت بالنجاح وفق حديث "تيسير العريضي" رئيس "جمعية الوفاء للمعوقين"؛ الذي تحدث عن المشروع الذي ما كان ليكتمل لولا التعاون الأهلي، وقال: «أصبح من المعلوم للجميع أهمية العلاج الفيزيائي بالنسبة للمعوق، والحاجة إلى تمارين وحركات خاصة للمحافظة على المرونة والحيوية إلى جانب بعض الحالات التي تتطور بوجه أساسي بالاعتماد على هذا العلاج الذي ساعد في الانتقال إلى العكازين أو السير بمساعدة أجهزة وتحسن حركة الأطراف، وفي مرحلة سابقة كانت فرص الحصول على هذا العلاج محدودة، وارتبطت بتكاليف مالية ترهق كاهل أسرة المعوق، ولذلك كانت محاولة الجمعية منذ عامين البحث عن حلول بالتعاون مع عدد من المتخصصين الذين تطوعوا وقدموا خدماتهم مقابل تقديم الجمعية المقر وتحصل على بعض المعدات والأجهزة كتبرعات، لكن بالتعاون مع دائرة "التنمية المسكونية التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس"، واتباعنا لعدد من الدورات من خلال هذه الدائرة؛ ساهمت في فتح قنوات للتواصل للحصول على نوع من المساعدة.

لينا أبو زيدان

وقد أثمر ذلك دعماً بكتلة مالية للحصول على أجهزة حديثة وبمزايا خاصة لعلاجات نوعية نحن بأمس الحاجة إليها لخدمة شريحة كبيرة من المعوقين، وبفعل ذلك توسعت شريحة الخدمات التي يقدمها المتطوعون بالاعتماد على الأجهزة لحالات جديدة ومنها الإصابات للفقراء والمحتاجين والوافدين بالكامل، وقد حصرنا الفائدة لمن تمنعهم ظروفه الاقتصادية من الحصول على الخدمة في القطاع الخاص؛ لأن أعداد المعوقين كبيرة وكذلك الإصابات».

عدد المستفيدين وطموح الحل الجذري تناولها "العريضي" بالقول: «يستفيد اليوم من جلسات العلاج الفيزيائي ما يقارب 250 حالة من مختلف الأعمار والإعاقات والمناطق، والعدد قابل للزيادة؛ وهي فرص جديدة لزيادة عدد المعوقين المستفيدين؛ لتكون لديهم فرصة للاستفادة من باقي خدمات الجمعية، ولنقدم للمجتمع حلولاً تصل بالعمل إلى الحلول الجذرية على مستوى العلاج الفيزيائي الذي كان لسنوات طويلة معضلة حقيقية واجهت الأسر، واستعصى حلّها».

تيسير العريضي

المشروع حالة تعاون ارتبطت بالشريحة الكبيرة المستفيدة من الحل؛ وفق حديث "راغدة الأشهب" مديرة دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في "بطريركية الروم الأرثوذكس لأنطاكيا وسائر المشرق"، وقالت: «تحاول دائرة العلاقات المسكونية للتنمية الوقوف إلى جانب مختلف الفعاليات الاجتماعية وتقديم يد المساعدة والعون؛ حيث خصصت مساعدتها هذا العام لمصلحة "جمعية الوفاء للمعوقين" بما يخص العلاج الفيزيائي، وبعد أن أنجزت الجمعية الإجراءات القانونية المطلوبة وحصلنا على الموافقات، تم تخصيص ثلاثة ملايين ليرة سورية لمشروع الحصول على أجهزة تدعم معدات الجمعية لضمان خدمة المعوقين بجلسات علاج متطورة، وبالتالي فإن العملية كانت بدافع تقديم نوع من الدعم بصفة الديمومة لأن الأجهزة مؤهلة للعمل لسنوات قادمة؛ وهذا يلبي حاجة شريحة معينة لكونها خطوة طموحة لتطوير قادم لخلق فرص جديدة للعلاج حالات خاصة هي بأمس الحاجة إلى هذا النوع من الجلسات».

حالة التطوع الأهلي اكتملت بتفاعل المجتمع وهيئاته للمسير خطوة إلى الأمام على طريق الحل؛ التي وصفها الدكتور "إيهاب قرضاب" المتخصص بالعلاج الفيزيائي والمتطوع الدائم بالقول: «كنا نقف عاجزين أمام حالات تحتاج بانتظام إلى العلاج الفيزيائي الطويل والتخصصي، وأنجزنا دراسة لعدد من الأجهزة المتطورة؛ لكن بقي العائق المادي حاجزاً صعب الكسر، اليوم وبفضل هذا الاتفاق نفتتح مساراً جديداً مع زملائي المتطوعين والجمعية لتقديم نوع خاص من الخدمات نأمل أن تكون مثمرة تكمل العمل السابق، إذ تمكن عدد كبير من مرضانا من تجاوز صعوبات كثيرة بالمشي والحركة، واليوم نستعد لاستقبال المصابين ومن تعامل مع الأطراف الصناعية والإعاقات النادرة وفق برامج علمية بات من الطبيعي تفعيلها بوجود أجهزة الرذاذ، وبساط الجري، والدراجة الكهربائية، والأجهزة فوق الصوتية، والنقالات، وأجهزة متنوعة لا يمكن الاستغناء عنها لعدد كبير من المرضى».

الدكتور إيهاب قرضاب