بعض قرى "السويداء" ومنها قرية "رساس" تعاني من عدم توافر شبكات الصرف الصحي وبعد خمس سنوات من المطالبة تمت الاستجابة بإجراءات لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، لكنها تحقق الحد الأدنى منها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 25 أيار 2015؛ زارت قرية "رساس" والتقت "جمال القاضي" من أهالي القرية، فبيّن قائلاً: «تعدّ مشكلة الصرف الصحي من المشكلات التي لها مضاعفات وآثار سلبية جداً سيئة على السكان، أهمها التلوث البيئي والصحي، وزعزعة البنى التحتية للأبنية المشيدة، عدا انتشار الأمراض التي باتت تدق مضجع الجميع هذه الأيام، نحن أهالي قرية "رساس" نعاني من مشكلات صحية وبيئية لمخلفات الصرف الصحي وما تسببه من تلوث وأثر سلبي بالواقع الاجتماعي من ضرر لحق بأكثر من 145 أسرة، إذ كثيراً ما ارتفعت الأصوات وطالبنا الجهات المعنية أكثر من مرة، ومضى على طلباتنا أكثر من نصف عقد ومازالوا تحت رحمة الروتين والبيروقراطية من دون أن تلقى أصواتهم الآذان المصغية، فكافة المنازل تستعمل الجور الفنية وتعاني من الآفات والحشرات والأمراض الناتجة عنها، وقد تسببت بالعديد من الأمراض، فإن الإجراءات المتخذة تجعل الحد الأدنى من الخدمة ونحن نطالب بالمزيد، والأغلبية من طبقة العاملين وذوي الدخل المحدود ولهذا لا قدرة لدينا في ظل الظروف المعيشية الصعبة والغلاء الفاحش للأسعار أن نقوم ونعمل على ضخ الجور الفنية بواسطة الصهاريج لأنها ذات تكلفة عالية وأجور باهظة لا قدرة لنا على تحملها، والأهم أن الحد الأدنى من التنفيذ جعلنا نعيش تحت رحمة الروتين لكن الأمل معقود على تنفيذ كامل العمل وهو اليوم يعيش بين أيدي الجهات المعنية».

نحن اليوم أمام مشكلة كبيرة تنحصر في إجراء الروتين بالإجراءات الإدارية وبين واقع خدمي يمثل الحالة الصحية والإنسانية، بلا شك المعاناة اليوم تختلف في مضمونها وشكلها عن أمس، واليوم المطلوب الحد الأدنى من الخدمة وربما تحقق ذلك، لكن المطلوب أن يتم تنفيذ كامل المشروع الذي يقوم بخدمة مئات الأسر، وبالتالي فإن فائدة المشروع تعود بالخير على مئات الأفراد، خاصة أن الحلول التي طبقت كانت فقيرة قياساً لحجم المعاناة

"خالد عامر" من أهالي قرية "رساس" أوضح بالقول: «نحن اليوم أمام مشكلة كبيرة تنحصر في إجراء الروتين بالإجراءات الإدارية وبين واقع خدمي يمثل الحالة الصحية والإنسانية، بلا شك المعاناة اليوم تختلف في مضمونها وشكلها عن أمس، واليوم المطلوب الحد الأدنى من الخدمة وربما تحقق ذلك، لكن المطلوب أن يتم تنفيذ كامل المشروع الذي يقوم بخدمة مئات الأسر، وبالتالي فإن فائدة المشروع تعود بالخير على مئات الأفراد، خاصة أن الحلول التي طبقت كانت فقيرة قياساً لحجم المعاناة».

جمال القاضي

بدورنا نقلنا تلك الشكوى إلى أصحاب العلاقة من مجلس بلدية "رساس"، وعبر الهاتف تحدث إلينا "موفق خليفة" رئيس بلدية قرية "رساس" وأشار قائلاً: «بلا شك هناك مسائل تدخل في تنظيم الحياة اليومية للمواطن وبالتالي فإن هناك أحقية في طلبات الأخوة المواطنين وخلال الفترة الماضية قمنا برصد ميزانية لمشروع الصرف الصحي، وخصص لها اعتماد مجلس بلدية "رساس" بما ينسجم مع الوضع والتكاليف وفق الدراسة المعدة لذلك، حيث اتخذنا الإجراءات الإدارية اللازمة من خلال المحافظة وتم تخصيص اعتماد لهذه الغاية والبالغ قيمته 21696741 ليرة سورية، لكن البلدية عملت على تلزيم عقود التنفيذ إلى الشركة العامة للبناء منذ عام 2012 مع مراعاة فرق الأسعار؛ لأن العمل يتطلب مصباً طوله أكثر من 2000 متر، والتكاليف زادت أربعة أضعاف؛ وهو ما جعلنا ندخل في دوامة رفع عملية التعاقد إلى قيمة عالية عن الاعتماد السابق بأربعة أضعاف؛ حيث وصل الاعتماد إلى 102 مليون ليرة سورية، واليوم وبعد معاناة كبيرة بالإجراءات وصلنا إلى تنفيذ قسم يجعلنا نقوم بالحد الأدنى من التخديم والمشروع الأكبر الآن تم تلزيمه لدى الشركة العامة للبناء المعنية بتنفيذ شبكات الصرف الصحي على أمل تنفيذها بأوسع نطاق ممكن، أي بمعنى أن المشروع اليوم مخدم بما يجعلنا نوفر القسم الأوفر من التكاليف، لكن تلك الحلول تبقى فقيرة حتى يتم إنجاز كامل المشروع، ولهذا كحل لا بد من توفير الاعتمادات اللازمة بالسرعة الممكنة، والإسراع في تنفيذ كامل العقد ليكون الحل حلاً جذرياً للمشكلة من قبل الشركة العامة للبناء والصرف الصحي».

من الصرف الصحي بالقرية