سنوات من المعاناة والبحث عن حلول توجت في قرية "قنوات" بحلول اجتماعية تطوعية تعبر عنها لوحة تضمنت أسماء المشاركين في هذا المشروع، علقت على مدخل مخبز القرية؛ تدل على تعاون أهلي جعل رغيف الخبز بمتناول الجميع.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 نيسان 2015، زارت القرية والتقت الأهالي، فتحدثوا عن أهمية التعاون الذي أثمر خيراً لأهالي القرية، وخفف من معاناتهم في الحصول على الخبز، كما حدثنا السيد "هاني أيوب" موظف من قرية "قنوات" وقال: «منذ سنوات طويلة ونحن نحاول السعي مع من تسلم العمل بالأفران الخاصة إلى تحسين الخبز لاستقدام خبازين بكفاءة عالية ولم يتجاوب أصحاب الأفران الخاصة معنا، وكان الفرن يعمل لمدة عام أو عامين ومن بعدها يتوقف، وكنا لسنوات نضطر لجلب الخبز معنا في طريق العودة من العمل من "السويداء"، ليمثل رغيف الخبز معاناة حقيقية للأهالي الذين ليس بإمكانهم الوصول إلى المدينة.

كان الحرص على تقديم رغيف بجودة عالية وبناء على طلب الأهالي واهتمام الجهات المعنية أقر إنشاء هذا المخبز في قرية "قنوات"؛ وهو أول الأفران الاحتياطية التي تقام في مدينة "السويداء"، حيث يجري اليوم العمل على إنشاء فرن في بلدة "القريا" نظراً لنجاح التجربة. وبالنسبة لهذا المخبز فقد كان الحرص على تركيب خط إنتاجي قادر على سد حاجة الأهالي، وحالة التعاون مع الهيئات المحلية أثرت في الإسراع بعملية تركيب الخط، لنقوم بالتجارب الأولى، ويكون القرار الاستمرار بالعمل لتلبية حاجة أهالي القرية، حيث يعمل في الفرن اليوم نحو 16 عاملاً من أبناء القرية، والعمل على "ورديتين" لنتمكن يوماً من العمل بطاقة 10 أطنان يوماً؛ وهذا رقم ساهم في كفاية القرية والمناطق القريبة منها

هذا العام وبعد تأسيس فرن احتياطي في هذه القرية بتعاون الأهالي لمسنا تطوراً كبيراً على هذا المستوى؛ حيث يتوافر الخبز لساعات طويلة من النهار، لنحصل على خبز متميز من حيث الشكل والطعم، هذه التجربة دلت على أن التعاون والتفكير المدروس له أثر في تحسين ظروف القرية على أمل أن تكون عملية الحصول على الخبز والنجاح الذي كللت به خطوة لتعاون اجتماعي جديد، يعود بالخير على قريتنا التي تعودت أن تتلاقى على أفكار كبيرة وتؤسس لأنشطة وفعاليات كبيرة ومهمة».

هاني أيوب

وللاطلاع على هذه التجربة التي كانت تجسيداً واضحاً لحالة تعاون اجتماعي حقيقي بين مختلف شرائح المجتمع والجهات المختصة؛ تلبية لحاجة القرية التي جمع أهلها مبالغ مالية للحصول على مستلزمات المكان والمعدات لإنشاء فرن احتياطي بتعاون حكومي وأهلي، كما حدثنا "صالح زريفة" من أهالي "قنوات" عضو لجنة الأهالي التي قامت بجمع التبرعات في القرية وقال: «معاناة لسنوات طويلة كانت فيها لقمة الخبز الجيدة حلماً صعب المنال ومع نهاية العام الفائت بدأت المشاورات بين الأهالي، وتقدمنا بطلبات للمحافظة لإنشاء فرن احتياطي للحد من أزمة الخبز في هذه القرية، وبالفعل تم التخطيط لإقامة الفرن وطرحت على السيد المحافظ، فكرة استعداد أهالي القرية لتقديم المساعدة، وكان أن قُدم قبو بيت الجنازة في وسط القرية لمصلحة إقامة هذا الفرن، وباشرنا كلجنة جمع التبرعات ليشارك كل أهالي القرية بمبلغ محدد، وتواصلنا مع أولاد "قنوات" المغتربين ولم يتأخروا وحولوا مبالغ كبيرة وأعلنوا استعداهم لأي مساعدة، كل هذه المساعدات ساهمت بخلق القاعدة المادية أي المكان وتجهيزاته للفرن الذي باشر بداية العام الحالي، وبات معروفاً على مستوى المحافظة ويقصده الناس من القرى البعيدة للحصول على خبز جيد من حيث النوعية والمذاق.

هنا لاحظنا الفرق من حيث جودة الخبز المنتج من خلال هذا الفرن التابع للأفران الاحتياطية، الذي استقبل عمالاً جدد وقدم نموذجاً من التعاون حل مشكلة الخبز في قريتنا بطريقة لافتة، والجميل في الموضوع أن الفرن الذي بدأ العمل بعد تركيب خط الإنتاج من قبل لجنة الأفران الاحتياطية في "دمشق" تم تشغيله للتجربة بداية العام، ولم يتوقف لغاية هذا التاريخ».

صالح زريفة

المهندس "بسام الدواودي" الذي تواصلنا معه عبر الهاتف وهو المسؤول عن الشؤون الفنية في لجنة المخابز الاحتياطية في "دمشق"، بيّن أن العمل بداية كان لتقديم خدمة لأهالي القرية، وقال: «كان الحرص على تقديم رغيف بجودة عالية وبناء على طلب الأهالي واهتمام الجهات المعنية أقر إنشاء هذا المخبز في قرية "قنوات"؛ وهو أول الأفران الاحتياطية التي تقام في مدينة "السويداء"، حيث يجري اليوم العمل على إنشاء فرن في بلدة "القريا" نظراً لنجاح التجربة.

وبالنسبة لهذا المخبز فقد كان الحرص على تركيب خط إنتاجي قادر على سد حاجة الأهالي، وحالة التعاون مع الهيئات المحلية أثرت في الإسراع بعملية تركيب الخط، لنقوم بالتجارب الأولى، ويكون القرار الاستمرار بالعمل لتلبية حاجة أهالي القرية، حيث يعمل في الفرن اليوم نحو 16 عاملاً من أبناء القرية، والعمل على "ورديتين" لنتمكن يوماً من العمل بطاقة 10 أطنان يوماً؛ وهذا رقم ساهم في كفاية القرية والمناطق القريبة منها».

الجدير بالذكر، أنه وحسب المصادر فإن حاجة القرية تقارب ثلاثة أطنان ونصف الطن، والباقي كميات تباع لزوار من خارج القرية يقصدون الفرن بأعداد كبيرة.