في ظل شح توافر المشتقات النفطية الخاصة بالتدفئة، دفع بعض الأشخاص للتدخل والمشاركة بوضع الحلول المناسبة برؤية متفاعلة مع المتطلبات والإمكانيات المتوافرة، حيث أضافت حلولهم حالة جمالية للطرق والشوارع.

في خطوة من خطوات التكيف مع الواقع بسبب قلة توافر المشتقات النفطية مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 29 كانون الثاني 2015، رصدت الحلول التي قام بها بعض أهالي مدينة "السويداء" الذين لم تصلهم مخصصاتهم من المازوت؛ حيث التقت "عصمت صعب" من سكان مدينة "السويداء" الذي بيّن قائلاً: «يبدو أن أزمة المحروقات وحاجة المواطنين للمشتقات النفطية وبوجه خاص مازوت التدفئة، وقد اقتربنا من فصل الربيع ولم يصل أغلب العائلات كمية المازوت المقررة للتدفئة للمحافظة، وذلك لأن آلية توزيع المازوت جاءت لأسر حصلت على 200 ليتر وأخرى 100 ليتر وغيرها 20 ليتراً، وهناك أسر لم تصلها أي كمية، والأهم بأسعار متفاوتة، منها قبل رفع سعرها ومنها بعدها، وهو ما دفع بعض سكان المدينة لاستخدام النفايات القابلة للاشتعال كبديل عن المشتقات النفطية الخاصة بالتدفئة، وبالتالي حقق هذا الأمر نظافة مثالية للشوارع لم تشهدها المدينة سابقاً، لكن المفارقة بنظافتها لم تكن بفعل البلدية أو حماس إدارة البيئة والنظافة، بل اعتمد المجتمع في تدفئته على الأوراق والنفايات والكراتين البالية حتى بات سعر الكرتونة التالفة عند التجار 100ل.س، وأصبحت فرص الابتزاز أكثر وضوحاً، وبما أن رب ضارة نافعة فإن الفائدة منها جعل شوارعنا أكثر نظافة وتألقاً من وجود النفايات، وبقيت الشكاوى في طي النسيان والأدراج».

بالنسبة للتدفئة على الحطب لو كثر دخانه فإن مضاره على البيئة من خلال تأثيره بالتحطيب الجائر وعلى الغطاء النباتي عامة، بينما تدفئة الفحم ومن الناس من استخدمه له مضار بالنسبة لاستهلاك الأوكسجين وغالباً ما يسبب اختناقات بطيئة في حال عدم اتباع وسائل التهوية المناسبة والمداخن النظامية، ولكن كثر في المدة الأخيرة التدفئة على الكرتون والمواد البلاستيكية والنفايات التي يخرج منها مواد مسرطنة وغازات سامة جداً، وهي تؤثر في صحة الإنسان والغطاء النباتي، كما تؤثر في النباتات بحدوث طفرات وضعف في النمو وتسمم نباتي، بينما الكهرباء والغاز وهما يؤثران بطريقة غير مباشرة في موضوع الصحة العامة، ويساهمان بالاختناق والتفحم، وقد سجلت السجلات الصحية العديد من تلك الحوادث والإصابات جراء ذلك، ولهذا نحن نفضل العودة إلى الطبيعة باستخدام طريقة للتدفئة كالحطب اليابس

وحول أزمة المحروقات والإيجابيات والسلبيات منها ودوافع الأفراد الذاتية للاستفادة من تلك الأزمة لمصلحة المجتمع أوضح الأستاذ "ربيع الملحم" وهو الإداري في إحدى منظمات الدولة ومن أهالي مدينة "السويداء" قائلاً: «لعل حاجة المجتمع إلى مشتقات النفظ وخاصة للمازوت جعل أفراد المجتمع يعملون على نشر ثقافة خاصة بهم، حيث أوجدوا حلولاً لمشكلاتهم أن اتخذوا من النفايات المنتشرة وبقايا الأوراق والكراتين التالفة والبالية وسيلة تدفئة لأولادهم لحمايتهم ووقايتهم من البرد الشديد، إذ إن محافظة "السويداء" التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 1000 كيلو متر معرضة دائماً لدرجات حرارة منخفضة، وقديماً كان استعمال بقايا التقليم الزراعي أمراً طبيعياً والمسمى "الزبارة"، أما اليوم فأصبحت بقايا التقليم في أيدي أصحابها وبعض الحطابين، لكن الناس الذي يحبون البلد والوطن انعكست ردة أفعالهم عليهم حيث قاموا بتنظيف الأزقة والشوارع من الأوراق وأشعلوها في بيوتهم رغم تسبب دخانها بالأمراض والمشكلات الصحية، وعرفوا العالم أنهم يستطيعون التكيف مع الأوضاع رغم عدم توفير المادة النفطية المطلوبة، ولكنهم يؤثرون الحياة على الاستسلام في وجه البرد الشديد، ويعكسون فعلهم أن يجعلوا شوارعهم نظيفة، هذه الحلول التي ساهمت في خلق ثقافة من نوع آخر وهي قدرة التواصل والحث الذاتي على أن الإنسان يحمل من الطاقة ما يجعله يخلق الحلول من قلب المشكلات؛ وهذا ما تميز به أهالي "السويداء" قاطبة».

عصمت صعب

حول تدوير النفايات للحصول على الدفء وتأثير ذلك في الإنسان والبيئة؛ تحدث المهندس "رافع أبو سعد" الباحث في شؤون البيئة قائلاً: «بالنسبة للتدفئة على الحطب لو كثر دخانه فإن مضاره على البيئة من خلال تأثيره بالتحطيب الجائر وعلى الغطاء النباتي عامة، بينما تدفئة الفحم ومن الناس من استخدمه له مضار بالنسبة لاستهلاك الأوكسجين وغالباً ما يسبب اختناقات بطيئة في حال عدم اتباع وسائل التهوية المناسبة والمداخن النظامية، ولكن كثر في المدة الأخيرة التدفئة على الكرتون والمواد البلاستيكية والنفايات التي يخرج منها مواد مسرطنة وغازات سامة جداً، وهي تؤثر في صحة الإنسان والغطاء النباتي، كما تؤثر في النباتات بحدوث طفرات وضعف في النمو وتسمم نباتي، بينما الكهرباء والغاز وهما يؤثران بطريقة غير مباشرة في موضوع الصحة العامة، ويساهمان بالاختناق والتفحم، وقد سجلت السجلات الصحية العديد من تلك الحوادث والإصابات جراء ذلك، ولهذا نحن نفضل العودة إلى الطبيعة باستخدام طريقة للتدفئة كالحطب اليابس».

من آلية توزيع الغاز