نتيجة الشح في توافر مادة المازوت خلال فصل الشتاء، كثر التعدي على الأشجار الحراجية في قرية "الكفر" وبيعها في السوق السوداء، الأمر الذي دفع الأهالي لتقديم عدة شكاوٍ للجهات المختصة، إضافة للتعاون ما بين الأهالي أيضاً في إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 كانون الثاني 2015، التقت الأستاذ "جميل النونو" من أهالي قرية "الكفر"، وبيّن قائلاً: «يصعب على أي شخص من أهالي قرية "الكفر" الذي كبر ونشأ مع الأشجار الحراجية أن يشاهدها اليوم بين أسنان المنشار يقضمها وتموت دون تدخل منه، فتلك الأشجار التي تمنحنا العطاء والشعور بالعمل والجمال، نراها اليوم تقطع بأيدي أناس للأسف لا علاقة لهم بالإنسانية فقط الهدف الربح والتجارة، وهم يتاجرون بأرواح الأشجار، وليس صعباً أن يتاجروا بأرواح البشر، وهذا ما دفعنا أن يكون هناك شكاوى من أهالي ومواطني "الكفر" خوفاً وقلقاً على مشروع الثروة الحراجية الذي يمثل لنا قيمة تاريخية واجتماعية، وعلى الرغم من اشتداد برودة فصل الشتاء إلا أننا استطعنا تجاوز تلك المحنة دون أن نتسبب بدمار الثروة الحراجية، وذلك من خلال تجذيب الشجرة التي يمكن في العام القادم أن تصبح أقوى وليس قطعها من جذرها والتسبب بموتها، وبذلك نكون حللنا مشكلة عدم توافر مادة المازوت للتدفئة، فهل يمكن لمن يريد أن يدفئ أولاده أن يقطع شجرة معمرة تزن أطناناً وبإمكانه أن يجذب منها اليابس وهي تكفيه دون القضاء عليها».

مما لا شك أن التحطيب الجائر هو عملية مخالفة للقوانين والأنظمة، وقد قمنا باتخاذ مجموعة من الإجراءات أهمها الدوريات الحراجية ووضع حراس ومخافر، ومصادرة الحطب، والأدوات المستخدمة مثل مناشير خشبية تعمل على البنزين وغيرها، وكذلك تم كتابة أكثر من 130 ضبطاً بحق المخالفين، والحل الحقيقي هو بتوفير مادة المازوت للتدفئة

"بدران بدران" رئيس مجلس بلدية "الكفر"، بيّن قائلاً: «تعاني بلدتنا "الكفر" البالغ مساحة الأحراج الطبيعية فيها 2870 هكتاراً، والحاملة لأنواع مختلفة من "السنديان والصنوبر" وغيرها التي تعود أعمارها لمئات السنين إلى صوت منشار البنزين وهو يقطعها وحين نسأل الجهات المعنية يكون ردها واضحاً: نحن قمنا باتخاذ الإجراءات بضبط المخالفات وعددها كذا، وقد تكون أرقاماً وهمية أو حبراً على ورق، ففي "الكفر" تجار الحطب تملكوا سيارات وأصبحوا من عداد الأغنياء خلال أشهر بتجارتهم وبسعر الطن الواحد أكثر من 40 ألف ل س».

الأستاذ جميل النونو

وأضاف: «بدورنا قدمنا بياناً للجهات المعنية بذلك ووضعنا قائمة مؤلفة من 76 مواطناً مسجلاً بكتاب رسمي، أنهم مسجلون رسمياً للحصول على الحطب المصادر، لكن الضبوط طالت الأسر الفقيرة العاجزة التي اشترت الحطب لتدفئة منازلها، ولم تطل أصحاب مناشر البنزين، وتجار الحطب والأزمات، أما الإجراء الأكثر نفعاً وتجاوباً مع الأهالي فهو السماح للمواطنين بدخول الحرش ولكن باستخدام "التشافي" كي لا يلحق الأذى بالشجرة وتحقق نسبة 90 بالمئة الاستجابة من قبل المواطنين، مع الدعم بالتوعية الاجتماعية من خلال الجهات الاختيارية وأصحاب الرأي ورجال الدين، كذلك قمنا بتشكيل دوريات مكثفة بذلك، والتواصل مع الحراس، ومحاولة التنسيق مع الزراعة بذلك».

سماحة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ "يوسف جربوع" بيّن بالقول: «جراء القيام بالتحطيب الجائر المسبب بالأذى لثروة وطنية مهمة، وخاصة في المناطق الجبلية فقد قمنا بإصدار بيانات تحرم القطع والتحطيب الجائر بغية التدفئة، ونحن نتوجه إلى الجهات المعنية صاحبة القرار، للالتزام والتقيد بالقوانين والأنظمة النافذة للحد من التحطيب الجائر واستخدام الطرائق العلمية المتبعة للحفاظ على ثروتنا الحراجية الوطنية، لأن الشجرة نعمة للبيئة والمجتمع، والحفاظ عليها واجب إنساني واجتماعي وأخلاقي ووطني، ولهذا لا بد من تكثيف دوريات محلية على الأحراج واتخاذ التجذيب العلمي في تقليم الأشجار بإشراف الجهات ذات العلاقة».

التحطيب الجائر

المهندس "أنس أبو فخر" رئيس مصلحة الحراج في مديرية الزراعة بـ"السويداء"، بيّن بالقول: «مما لا شك أن التحطيب الجائر هو عملية مخالفة للقوانين والأنظمة، وقد قمنا باتخاذ مجموعة من الإجراءات أهمها الدوريات الحراجية ووضع حراس ومخافر، ومصادرة الحطب، والأدوات المستخدمة مثل مناشير خشبية تعمل على البنزين وغيرها، وكذلك تم كتابة أكثر من 130 ضبطاً بحق المخالفين، والحل الحقيقي هو بتوفير مادة المازوت للتدفئة».

الأستاذ بدران بدران