بعد أن كانت الأرض في قرية "طربا" مصدراً مهماً في إنتاج القمح والشعير، وبسبب غلاء الفلاحة وموادها؛ تحول أغلب المزارعين في القرية لزراعة الأشجار المثمرة كاللوزيات والتفاح؛ لأنها تعد أكثر صموداً وعطاءً في هذه الظروف.

مدونة وطن "eSyria" زارت قرية "طربا" والتقت عدداً كبيراً من الأهالي في منزل السيد "فوزي سلام"، يوم الجمعة الواقع في 28 تشرين الثاني 2014، الذي أوضح قصة الأرض الشرقية بالقول: «قريتنا محاذية للبادية، وكانت أرضها مصدراً مهماً في الإنتاج من قمح وشعير، حيث كنا في سنوات الجفاف نسترجع خسائرنا ونستفيد من "التبن" لمواشينا، أو نقوم ببيعه والاستفادة من مدخوله، ولكننا هذه السنة لم نستطع الوصول إليها وهي التي تبلغ 14 ألف دونم بسبب الأزمة التي يمر بها الوطن، فتركت بوراً ولم نصل إليها مطلقاً، وفي هذه السنة بالذات كان وضع الزراعة لا يسر أو يبشر بالخير؛ فغلاء الفلاحة والزراعة لا يحتمل؛ حيث وصل ثمن فلاحة دونم واحد 1100 ليرة سورية بسبب غلاء المازوت وعدم توافره، وعلى فرض أننا زرعنا الأرض بهذا المبلغ تأتينا ألف ليرة سورية للحصاد، وألف ليرة للدراس في حال أمطرت السماء وهو ما يعني فشل الزراعة اقتصادياً، فنحن كفلاحين لا يمكننا أن نغامر بمبالغ كبيرة غير متوافرة أصلاً لنعتمد على إنتاج الأرض البعلي، وهو ما يعني هجران الفلاح لأرضه، وهو ما يخلف عواقب كبيرة أهمها التصحر».

انتقل اهتمام مزارعي القرية إلى الجانب الآخر من الأرض، وهي مساحة لا بأس بها، فمنهم من زرع بعض الدونمات بالقمح والشعير للتخفيف من الأضرار الناتجة عن فقدان العمل في الأرض الشرقية، ومن أجل المؤونة وتأمين بعض "التبن" للمواشي، ومنهم من انتقل نحو زراعة الأشجار المثمرة مثل اللوزيات والتفاح، فبعد أن نجحت هذه الأشجار في قرى "العجيلات"، "أم الرواق"، "الطيبة" المجاورة لنا تشجع الناس هنا على الزراعة، والشجرة بوجه عام قادرة على الصمود والعطاء خلال سنوات قليلة، وهناك من بدأ زراعة التفاح بعد العام ألفين والأشجار بدأت التبشير، وكل ما يزرع في الأرض الباقية هي كميات قليلة من القمح والشعير للتعويض، وحقيقة يجب أن نعترف بها فالأرض باتت عبئاً كبيراً على كاهلنا بسبب غلاء مستلزمات الإنتاج

رئيس الجمعية الفلاحية في القرية السيد "محمود سلام" أوضح الكثير من الحقائق المتعلقة بالأرض، فقال: «لا يخفى على أحد ما تتعرض له البلاد من أزمة كبيرة، وقد فوجئنا في الجمعية الفلاحية بكتاب مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي التي طلبت فيه تحديد 1500 دونم فقط من أجل التعويض على أصحابها مادياً! فوقعنا بالحيرة والإحراج، فلا نستطيع تعويض مزارع دون آخر ونخسر بعضنا من أجل بعض المال، وفي السنوات الماضية تم توزيع مساعدات بسبب الصقيع والبرد الذي أصاب المحاصيل والأشجار، وقد تم ذلك الأمر بواسطة الجمعية الفلاحية التي قدرت الأضرار بكل شفافية، ووزعت المبلغ على المتضررين أو الأكثر تضرراً دون اعتراض أحد من الناس، أما الآن فلا نستطيع الوصول إلى الأراضي، ولا نستطيع التعويض، فكل الفلاحين في هذه المنطقة وقع عليهم الضرر، ويبدو أن المساعدة أو التعويض هذه السنة يتم عن طريق المصرف الزراعي المكلف بالتعويض. ومن ناحية أخرى فإن مديرية الزراعة بالتعاون مع اتحاد الفلاحين والروابط الفلاحية تؤمن كمية من المحروقات للإنتاج الزراعي، وهي تساعد قليلاً في التخفيف من عبء مستلزمات الإنتاج».

رئيس الجمعية "محمود سلام" يشرح التفاصيل.

وعن الحلول التي انتقل إليها المزارعون في القرية، أوضح السيد "حمزة الغوطاني" ذلك بالقول: «انتقل اهتمام مزارعي القرية إلى الجانب الآخر من الأرض، وهي مساحة لا بأس بها، فمنهم من زرع بعض الدونمات بالقمح والشعير للتخفيف من الأضرار الناتجة عن فقدان العمل في الأرض الشرقية، ومن أجل المؤونة وتأمين بعض "التبن" للمواشي، ومنهم من انتقل نحو زراعة الأشجار المثمرة مثل اللوزيات والتفاح، فبعد أن نجحت هذه الأشجار في قرى "العجيلات"، "أم الرواق"، "الطيبة" المجاورة لنا تشجع الناس هنا على الزراعة، والشجرة بوجه عام قادرة على الصمود والعطاء خلال سنوات قليلة، وهناك من بدأ زراعة التفاح بعد العام ألفين والأشجار بدأت التبشير، وكل ما يزرع في الأرض الباقية هي كميات قليلة من القمح والشعير للتعويض، وحقيقة يجب أن نعترف بها فالأرض باتت عبئاً كبيراً على كاهلنا بسبب غلاء مستلزمات الإنتاج».

الجدير بالذكر، أن مساحة الأراضي الزراعية في قرية "طربا" تبلغ كاملة 20 ألف دونم.

الانتقال إلى زراعة التفاح.
الأهالي يشتاقون للبيادر