تعدّ معرفة الخواص الكيميائية والفيزيائية لمكونات التربة بـ"السويداء" عاملاً في اختيار الزراعة الأفضل والأكثر إنتاجاً وملاءمة لطبيعة المناخ والبيئة، وترفد الفلاح بالمعلومات الدقيقة التي تساعده في تطوير عمله.

وحول الخلاص من المشكلات الزراعية التي تتعلق بالخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة في "ظهر الجبل" مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 22 آب 2014، التقت الباحث المهندس "طلعت عامر" في قسم الموارد الطبيعية، فبيّن قائلاً: «تعد منطقة "ظهر الجبل" في محافظة "السويداء" الحلقة الأهم في الزراعة البعلية على مستوى المحافظة أو حتى على مستوى القطر، في مجال زراعة الأشجار المثمرة (التفاحيات والكرمة)، ومنطقة "ظهر الجبل" هي منطقة جبلية معقدة التضاريس مختلفة الارتفاعات؛ حيث تتراوح ارتفاعاتها من 1200 – 1800 متر عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها الكلية 1000كم2، وتبلغ نسبة الهطل المطري السنوي نحو 550مم، وهي تشتهر بزراعة التفاحيات والكرمة، وحين نتحدث عن المشكلات الزراعية التي تتعلق بالخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة فإن للتربة وخواصها الفيزيائية والكيميائية دوراً مهماً في عملية الإنتاج كماً ونوعاً، لذلك كان لا بد من إجراء مسح للواقع الخصوبي لتحديد المشكلات التي تعاني منها الزراعة، وقد تم هذا المسح بناءً على العينات المأخوذة من المناطق المختلفة في ظهر الجبل؛ والواردة إلى مخبر تحليل التربة من قبل المزارعين والعينات المأخوذة من هذه المنطقة للأبحاث العلمية الزراعية القائمة في هذه المنطقة، خلال الأعوام 1999- 2008، وقد شملت العينات جميع مناطق "ظهر الجبل"، وبلغ عدد العينات 565 عينة».

وفق النتائج تتميز تربة "ظهر الجبل" بأنها ترب مائلة إلى الحموضة حيث تتراوح درجة حموضة التربة بين 5.5 – 6.5، وهي غير مالحة، أما المادة العضوية فهي فقيرة جداً، وبالتالي فهي تعاني من نقص الآزوت، أما الفوسفور المتاح للنبات فهو عالٍ جداً في جميع مناطق "ظهر الجبل" عدا "المعقر الشرقي"، فهو متوسط التركيز، وفي الطبنة الخامسة جيد التركيز، وأغلب الترب تعاني من نقص البوتاسيوم، وأغناها في البوتاسيوم هي منطقة "مريج الريح"، وأفقرها "المزرعة"، وتعاني معظم الترب من نقص الكالسيوم والمغنيزيوم المتاح للنبات، والتركيب الميكانيكي للتربة تميز بأنه متوسط التركيب، ويلاحظ وجود الأفق الكتيم تحت الأفق السطحي، والناجم عن الفلاحات السطحية

وتابع المهندس "طلعت عامر" بالقول: «لعل إضافة المادة العضوية لتحسين خصوبة ترب المنطقة وخواصها، والأسمدة البوتاسية بكميات تزيد على مستنزف المزروعات، تدعم الإنتاج وترفع محتوى هذا العنصر في التربة، ويمكن إضافة الأسمدة الفوسفورية عند الحاجة، ويمكن استخدام الصخر الفوسفاتي، لأن طبيعة هذه الترب المائلة إلى الحموضة تمكن من الاستفادة من هذا السماد، لكونه أرخص سعراً من السوبرفوسفات، وكذلك إضافة الكالسيوم عن طريق الرش بمركباته، بإضافته بحذر خوفاً من ارتفاع الـpH وخفض حركة العناصر الصغرى، إضافة إلى الأسمدة الحاوية على المغنيزيوم في التربة وعن طريق الرش على النبات، لكونه يعد من العناصر الكبرى الثانوية للأشجار المثمرة، كذلك الرش بالعناصر الصغرى خاصة الزنك والبورون لنقصهما في هذه الترب، وإجراء فلاحات خريفية عميقة دورياً بغية شق الأفق الكتيم».

المهندس طلعت عامر

وبعد إجراء العينات والحصول على النتائج بين الباحث المهندس "عدنان سكيكر" من قسم الموارد الطبيعية بالقول: «وفق النتائج تتميز تربة "ظهر الجبل" بأنها ترب مائلة إلى الحموضة حيث تتراوح درجة حموضة التربة بين 5.5 – 6.5، وهي غير مالحة، أما المادة العضوية فهي فقيرة جداً، وبالتالي فهي تعاني من نقص الآزوت، أما الفوسفور المتاح للنبات فهو عالٍ جداً في جميع مناطق "ظهر الجبل" عدا "المعقر الشرقي"، فهو متوسط التركيز، وفي الطبنة الخامسة جيد التركيز، وأغلب الترب تعاني من نقص البوتاسيوم، وأغناها في البوتاسيوم هي منطقة "مريج الريح"، وأفقرها "المزرعة"، وتعاني معظم الترب من نقص الكالسيوم والمغنيزيوم المتاح للنبات، والتركيب الميكانيكي للتربة تميز بأنه متوسط التركيب، ويلاحظ وجود الأفق الكتيم تحت الأفق السطحي، والناجم عن الفلاحات السطحية».

وعن المقترحات والرؤى العلمية بين المهندس "عدنان سكيكر" بالقول: «لا بد من إضافة المادة العضوية، والأسمدة البوتاسية بكمية تزيد على حاجة المزروعات، وذلك بهدف زيادة خصوبة التربة وغناها بهذا العنصر، والفوسفور عند الحاجة، واستخدام الصخر الفوسفاتي لذلك، لأن طبيعة التربة الحامضية كفيلة بتفكيك هذا المركب وجعله متاحاً للنبات لكونه أرخص سعراً من السوبر فوسفات، وإضافة الكالسيوم عن طريق الرش على النبات بمركباته، وإذا تمت الإضافة عن طريقة التربة فيضاف بحذر وبناءً على الدراسات المخبرية، خوفاً من ارتفاع حموضة التربة وإحداث مشكلات خاصة بالعناصر الصغرى، وإضافة الأسمدة الحاوية على المغنزيوم في التربة وعن طريق الرش على النبات؛ لكونها تعد من العناصر الكبرى الثانوية للأشجار المثمرة، والرش بمركبات العناصر الصغرى خاصة الحاوية على الزنك والبورون لنقص هذين العنصرين في التربة».

المهندس عدنان سكيكر
العينات الترابية في المخبر