كثرت المشكلات الزراعية عندما أراد المزارع توسيع نطاق إنتاجه ودخول المنظومة الزراعية بتعدد مصادر وأنواع الإنتاج من الأشجار المثمرة، كما في زراعة "الفستق الحلبي" الذي أنتج ثماراً فارغة، فأوجدت البحوث الحلول الناجعة لذلك..

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 22 آب 2014، التقت المزارع "محسن العماطوري" في منطقة "ظهر الجبل"، الذي تحدث عن مشكلة ثمار "الفستق الحلبي" الفارغة، ويقول: «نتيجة ارتفاع منطقتنا عن سطح البحر مسافة كبيرة وتحقيق درجات البرودة والرطوبة ومعدل الأمطار الوافي؛ يمكن زراعة "الفستق الحلبي" في مواقع متعددة، وهكذا قمنا في منطقة "بو عرقوب" بزراعته ولكن كثيراً ما كانت تواجهنا مشكلة قلة الإنتاج من خلال وجود ثمار فارغة، ولعل هذا هو الجزء الأكبر من مشكلتنا الزراعية».

نتيجة ارتفاع منطقتنا عن سطح البحر مسافة كبيرة وتحقيق درجات البرودة والرطوبة ومعدل الأمطار الوافي؛ يمكن زراعة "الفستق الحلبي" في مواقع متعددة، وهكذا قمنا في منطقة "بو عرقوب" بزراعته ولكن كثيراً ما كانت تواجهنا مشكلة قلة الإنتاج من خلال وجود ثمار فارغة، ولعل هذا هو الجزء الأكبر من مشكلتنا الزراعية

حول الثمار الفارغة في "الفستق الحلبي" بيّنت الباحثة المهندسة "نجوى الحجار" من مركز البحوث العلمية الزراعية في "السويداء"، وتقول: «هناك توسع كبير وطلب متزايد على زراعة "الفستق الحلبي" مترافقاً مع اتساع مساحة الأراضي التي خرجت صلاحيتها من الزراعة بالأنواع النباتية الأخرى نتيجة الجفاف وانخفاض معدل الهطولات المطرية، حيث بلغت المساحة المزروعة من "الفستق الحلبي" في المحافظة 477 هـكتاراً لعام 2011 بمتوسط إنتاج 159 طناً، ومع انتشار آبار المكرمة في معظم المناطق التي تناسب زراعة الفستق، أصبح هناك إمكانية للتوسع بهذه الزراعة وفق أسس علمية صحيحة، إذ لكل من الزراعات صعوبات وأهم تلك الصعوبات التي تعترض التوسع في زراعة "الفستق الحلبي" هي الخلط الوراثي بين الأصناف، واختلاف احتياجاتها من ساعات البرودة، خاصة بين الأصناف المؤنثة والمذكرة، وبالتالي إنتاج الثمار الفارغة يرتبط بمجموعة من العوامل مثل: عدم اعتماد الملقح المناسب، وعدم التوافق بين الأصناف المذكرة والمؤنثة، ودرجة خصوبة الأصناف المذكرة، والإصابة ببعض الآفات والأمراض، وغياب الإدارة الصحيحة للتسميد».

المهندسة نجوى الحجار

وتضيف: «إن مشكلات زراعة "الفستق الحلبي" في "السويداء" ربما تنحصر بمجموعة من العوامل والمقومات، منها: استخدام المعلمات الجزيئية بهدف تحديد التباينات الوراثية والخلط الوراثي بين الأصناف وبين طرز الصنف الواحد مرفقاً مع دراسة السلوكية، واستخدام البطم الأطلسي كملقح ثنائي الجنس نظراً للنتائج التي أبدتها هذه الطرز، إضافة إلى أهمية إدخال صفة ثنائي الجنس ضمن برامج التربية والتهجين إلى "الفستق الحلبي" للحد من مشكلات التلقيح الخلطي، وربما زراعة الأصناف المؤنثة والمذكرة في المناطق البيئية التي تؤمن الاحتياج الكافي من ساعات البرودة؛ هي بالضرورة القادرة على توفير المناخ الزراعي المناسب لانتشار تلك الزراعة».

أما عن الحلول المقترحة من الناحية العلمية، فقد بيّن الباحث الدكتور "بيان مزهر" رئيس قسم بحوث التفاحيات والكرمة، ويقول: «إن أهم الحلول الناجعة التي يمكن أن تقي من مشكلة إنتاج الثمار الفارغة لزراعة "الفستق الحلبي"، عدم زراعة هذا المحصول في المناطق ذات الترب الثقيلة والعميقة التي تحتاج إلى تحديد الملقحات المناسبة لكل صنف من الأصناف التجارية، واعتماد التوزيع المثالي لها في الحقل، وزراعة أكثر من صنف مذكر متباين في موعد الإزهار لتغطية أصناف الأزهار المؤنثة، مع استخدام البطم الأطلسي كملقح ثنائي الجنس، والرش أو التعفير باستخدام حبوب اللقاح ومن الممكن الخلط مع مواد أخرى، إضافة إلى ضرورة مراقبة الأمراض والآفات التي تصيب هذا المحصول مع تحديد المواعيد المناسبة للمكافحة، وربما أهم تلك الطرق تحديد الكميات السمادية المطلوبة، وطرق إضافتها».

المزارع محسن العماطوري
الباحث الدكتور بيان مزهر في المخبر