تعدّ واحدة من أكبر قرى جبل "العرب" من حيث مساحة أرضها الزراعية التي تبلغ 48 فداناً، وكانت خزان حبوب دائم لا يمكن له أن ينضب مادامت المياه متوافرة، غير أن الجفاف الذي مر على المنطقة، وغلاء مستلزمات الإنتاج جعل هذه الأرض معرضة للتصحر...

مدونة وطن "eSyria" التقت المزارع "علي نصر الله" (من مواليد 1948م) بتاريخ 28 شباط 2014؛ الذي تحدث عن وضع الأرض الزراعية في الماضي، ويقول: «الجميع في جبل "العرب" يعلم أن أراضي "الخالدية" هي ثاني أكبر أرض زراعية بعد قرية "ذيبين"، وكانت مرجاً أخضر يزهو بكل أنواع الحبوب من "قمح" و"شعير" و"بقوليات"، غير الأشجار المثمرة التي عمرت التل بغابة وارفة، وما كان يميز هذه البقعة المصادر المائية المتعددة مثل بركة "السرج" الرومانية التي تقع على بعد اثنين كم شرق القرية وفي قلب الأراضي، والتي اكتشفت بعد أن سكنت القرية من جديد قبل نحو 150 عاماً بالمصادفة عن طريق مزارع، وهناك مطخ القرية عند سفح التل الجنوبي، وبئر "الهورة" في سفح التل الشمالي، و250 بئراً قديمة تحيط بالقرية، ووادي "نمرة" الذي يقطع عشرات الكيلو مترات ليصل إلى أراضي "الخالدية" قادماً من "شهبا" وقاطعاً قريتي "الهيت" و"الهيات"».

في قرية "الخالدية" بئران، واحدة مستثمرة بشكل جيد، وإن كانت أقرب إلى قرية "السالمية"، ولكنها تسقي الأراضي التي تحيطها حسب الاشتراك من قبل الفلاحين، والثانية في طور التشغيل، وهي جاهزة للاستثمار خلال فترة قصيرة، وميزتها أنها تقع بالقرب من القرية، ونتوقع أن تساهم في رفد القرية وفلاحيها بالخير

ويتابع: «غير أن تغير الطقس والمناخ جعل أمطارها تشح كثيراً ومصادر المياه تنقطع، حتى بات الموسم الذي يهطل فيه بما يعادل 130مم من الأمطار سمة عامة، وبتنا في منطقة الاستقرار الثالثة، فتحولت الأرض إلى عبء كبير على الفلاح، وهو الذي يمتلك قطعاً كبيرة منها، فترك من ترك وباتت الأرض عرضة للهجران ولزحف الصحراء على أطرافها».

بئر المكرمة غير المستثمر.

وعن الواقع الزراعي الحالي وما يتطلبه الأمر لإعادة التألق إلى الأرض من جديد أكد الشيخ "عبد الكريم قرضاب" على الكثير من القضايا ويقول: «حاولت الدولة دعم الفلاحين عن طريق إنشاء بئر زراعية من آبار المكرمة، غير أن البئر أنشئت بعيداً عن القرية مسافة 2كم، ما جعل الاستفادة منها أمراً صعباً لبعدها عن القرية، وقد استمر فيها فقط تسعة فلاحين من القرية، وبعد مطالبات كثيرة من قبل الأهالي قامت مديرية الموارد المائية بحفر بئر أخرى بجوار التل، ولكن استثمارها لم يتم حتى هذه اللحظة على الرغم من جاهزيتها، ومازلنا ننتظر إكمال العمل فيها لتحسين الواقع».

ويضيف: «تبرز مشكلة الزراعة ومستلزماتها المكلفة على أي فلاح يرغب في الزراعة، فالأمطار غير كافية لإنتاج موسم يمكن المزارع من الاستفادة والإنتاج، ومن تعويض الخسائر الكبيرة التي صرفها من ثمن البذار الذي تؤمنه مديرية إكثار البذار بالتعاون مع الجمعيات الفلاحية، وكذلك ثمن الفلاحة والزراعة الذي بات عبئاً كبيراً لغلاء الأسعار بسبب سعر المحروقات المرتفع، ومن ثم ارتفاع سعر زراعة دونم الأرض عن طريق أصحاب الجرارات الزراعية».

الأرض المحاذية للقرية جرداء.

أما فيما يتعلق بالحلول المقترحة لحل المشكلة والانطلاق نحو زراعة الأرض بلا خوف، يقول: «اجتمع أهالي القرية مع أصحاب الجرارات الزراعية للتشاور في سعر زراعة الدونم، وكان مرتفعاً جداً حيث وصل إلى 300 ليرة سورية وهو مبلغ كبير لأن أرض "الخالدية" خفيفة وكبيرة، فبإمكان الجرار أن يسرح بسهولة في أرض منبسطة لا تتواجد فيها حجارة، وطُلب منهم تخفيض السعر، غير أن الحجة في ارتفاع سعر المحروقات وعدم توافرها بشكل كبير، رغم تقديم مديرية الزراعة بعضاً منها، وتحديداً تعطي 40 ليتراً لكل 120 دونماً، وهو ما يعادل نصف المطلوب، فنضطر لتأمينه من موارد أخرى فترتفع التكاليف وتصبح زراعة الأرض عبئاً علينا بدل أن تكون مصدراً للعيش، وبذلك تجد الكثيرين من الفلاحين تركوا أرضهم بوراً بلا فلاحة أو زراعة، وفي المستقبل سوف نجد الصحراء تزحف على الأرض وتحولها إلى بيداء خالية من الخير».

أما السيدة "فيزة زحلان" (موظفة في رابطة "شهبا" الفلاحية)، فتحدثت عن كيفية معالجته، وتقول: «الزراعة بواسطة الجرارات تحتاج فعلاً إلى الكثير من الأموال التي تثقل كاهل الفلاح، وقد تدارس فرع اتحاد الفلاحين ومديرية الزراعة واقع الحال، فساهمت مديرية الزراعة في جزء من المحروقات التي تساعد الفلاحين في إتمام عملية الحراثة والزراعة، ومن ثم حددت سعر زراعة الدونم الواحد، وقامت الروابط الفلاحية بالتعاون مع الجمعيات الفلاحية في كل قرية بإجراء لقاءات مع الفلاحين وأصحاب الجرارات من أجل وضع سعر نهائي للعملية الزراعية».

الجرارات إحدى مشكلات الإنتاج.

أما المهندس "يحيى نوفل" مدير الموارد المائية في "السويداء"، فتحدث عن آبار "المكرمة" في القرية، ويقول: «في قرية "الخالدية" بئران، واحدة مستثمرة بشكل جيد، وإن كانت أقرب إلى قرية "السالمية"، ولكنها تسقي الأراضي التي تحيطها حسب الاشتراك من قبل الفلاحين، والثانية في طور التشغيل، وهي جاهزة للاستثمار خلال فترة قصيرة، وميزتها أنها تقع بالقرب من القرية، ونتوقع أن تساهم في رفد القرية وفلاحيها بالخير».