«عندما توافرت مادة الخميرة وكذلك الدقيق، أصبحنا ننتج رغيفاً مميزاً حاملاً للمعايير الجيدة والممتازة، وبالتالي اختلف بالفعل رغيف الأمس عن رغيف اليوم، في جودته وصناعته ولونه، إضافة إلى مضاعفة الإنتاج».

هذا ما لفت الانتباه إليه الأستاذ "سعد رضوان" مدير فرع الشركة العامة للمخابز في "السويداء" عند لقائه مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تشرين الثاني 2013 إجابة على ما طرحه بعض المواطنين عن مشكلة الخبز وتوافره في المدينة، وأوضح بالقول: «إن المخطط اليومي للمخابز العامة هو 54 طناً يومياً، أي كل خط 9 أطنان ولكن ونتيجة الطلب المتزايد على المادة نستمر بالإنتاج ونواصل العمل ليصل إنتاجنا إلى ما بين 70 إلى 90 طناً يومياً وهذا فرض علينا زيادة ساعات العمل، ما انعكس اجتماعياً على خلق روح التعاون بين العامل والآلة، خاصة أن في "السويداء" يتضاعف بشكل أسبوعي عدد الزائرين والوافدين إليها ما يشكل اختناقات حقيقية، الأمر الذي فرض علينا العمل لتجاوز تلك الاختناقات بأقل التكاليف الممكنة وتأمين رغيف الخبز لكل طالب له».

في الآوانة الأخيرة لاحظنا أن الرغيف أصبح يتحسن إذ كنا نأخذ الرغيف سابقاً للاستهلاك بنفس اليوم وإلا يصبح يابساً ولا يصلح إلا علفاً للحيوانات، لكن منذ فترة زمنية قليلة أصبحنا نتناول رغيفاً بمواصفات جيدة، ولعل ذلك مرده لتوفير المواد الأولية وزيادة في الرقابة أو ساعات العمل

ولأن رغيف الخبز مازال الهاجس الذي يقلق المواطن في "السويداء"، ويعمل على توفيره لسد رمق أسرته خوفاً من القادم، خاصة أنه بات يشكل مثار جدل بين توفير مواده الأولية وبين الازدحام القائم على طلبه، والجهات التي تصرح بتوفير جميع مستلزماته ولا خوف على رغيف الخبز.

الأستاذ عمران مكارم.

مدونتنا حضرت إلى أحد المخابز الآلية العامة والتقت "مفيد عدوان" أحد أهالي "السويداء" الذي أوضح عن الاختناقات الحاصلة بالقول: «مع ارتفاع الأسعار الباهظة التي أثقلت كاهل المواطن وبات شبح الفقر يدق أبوابه، ومع الطلب المتزايد على مادة الخبز القوت اليومي له ولأسرته، أصبحنا نقف ساعات طويلة للحصول على ربطتين فقط لكل شخص، والأهم أن هناك أشخاصاً يدخلون من أبواب الفرن يتناولون حاجاتهم ويذهبون دون الوقوف على الدور الأمر الذي شكل توتراً في وقت من الأوقات، ولكن مع توافر مادة الدقيق نجد أن الأمور بدأت بالانحسار ولكن القلق قائم على رغيف الخبز في "السويداء"».

الأستاذ "رضوان" أوضح حول تجاوز الاختناقات: «إن الاختناقات التي حصلت شكلت عبئاً على الشركة أكثر منها على المواطن وبالتالي قمنا بإجراءات لتجاوزها، وعملنا لم يقتصر على ساعات محددة بل على مدار 24 الساعة، ولكن الاختناقات التي حدثت هي بسبب عدم القدرة على استجرار مادة الخميرة بعد أن توقف المعمل تقريباً في معمل "شبعا"، حيث فرض ذلك علينا استخدام الأسلوب التقليدي التراثي في صناعة الخميرة البلدية مع قليل من الخميرة الجافة المتوافرة في مستودعاتنا، كل ذلك ولم نتوقف عن تقديم الخبز اليومي، ولذلك فرض علينا أن يكون الرغيف أسمر».

الاستاذ سعد رضوان مدير مخابز السويداء

ويتابع الأستاذ "رضوان" بالقول: «اليوم أستطيع التأكيد على أن الخبز والدقيق متوافر في "السويداء" بعد أن اتخذت الحكومة التدابير اللازمة، وأهمها تأمين مخزون احتياطي من الدقيق وتسهيل عمليات العمل والاستمرار به على مدار الساعة، الذي يمكن القول فيه هنا: إن النجاح الذي تحقق كان بفضل مجموعة عوامل أهمها التعاون الوثيق مع الجهات ذات العلاقة الواحدة وتعزيز مبدأ التشاركية وذلك حينما قمنا بالتنسيق والتعاون مع مديرية التجارة وحماية المستهلك والمطاحن والمحافظة، لتأمين المستلزمات وتحقيق الاستقرار اللازم وسد الاحتياجات اليومية ولفترة زمنية قادمة».

أما السيد "عمران مكارم" من أبناء "السويداء" فقد أوضح: «في الآوانة الأخيرة لاحظنا أن الرغيف أصبح يتحسن إذ كنا نأخذ الرغيف سابقاً للاستهلاك بنفس اليوم وإلا يصبح يابساً ولا يصلح إلا علفاً للحيوانات، لكن منذ فترة زمنية قليلة أصبحنا نتناول رغيفاً بمواصفات جيدة، ولعل ذلك مرده لتوفير المواد الأولية وزيادة في الرقابة أو ساعات العمل».

أمام فرن الآلي

أما الحلول المقترحة لتخفيف الاختناقات في حال الأزمات بـ"السويداء" ومناطقها فأشار الأستاذ "رضوان" بالقول: «بغية تغطية حاجة المواطنين المتزايدة، ومنذ شهرين، قمنا بتركيب خط إنتاج جديد في مخبز "شهبا" الآلي الذي يمكن له أن ينتج أكثر من 12 طناً وبالتالي نكون قد حققنا الاستقرار لمنطقة "شهبا" وما يحيط بها، ما يخفف الضغط على المخابز الآلية للمدينة وسيشعر الإخوة المواطنين بهذا الواقع فور البدء خلال أيام قليلة بالإنتاج، كما وضعنا في خططنا لعام 2014 خط إنتاج جديداً في منطقة "صلخد" بالتنسيق مع الشركة العامة للمخابز في "دمشق" وبذلك نكون قد وصلنا إلى الاستقرار والاكتفاء وتحقيق الأمن الغذائي الخاص بمادة الخبز المطلوب لأهالي "السويداء" ومناطقها وريفها».