مرضى السكري والقصور الكلوي يحتاجون للدواء بشكل مستمر، وصحة "السويداء" تسعى لتأمين أدويتهما من مختلف المشارب، وإذا فُقد أحدها تسعى لتأمين البديل المناسب، حسبما ذكر لنا مصدر في الصحة.

"مدونة وطن" eSyria وبتاريخ 25/10/2013 التقت السيد "بيان جباعي" أحد مرضى السكري الذي أوضح قائلاً: «إن الحصول على دواء خافض السكري "كلوكوميت" والمتبخر من رفوف العيادات السكرية لدى مديرية صحة السويداء منذ أشهر عديدة، يتطلب استفاقة علاجية مستعجلة من القائمين على إدارة هذا البرنامج بغية تأمين هذا العلاج لمرضى السكري ولاسيما بعد أن اصبحت اصواتهم المخنوقة تطلب نجدة إسعافية لتأمين هذا الدواء المختفي من العيادات السكرية.. فعلى الرغم من حصولي على وصفة طبية بتاريخ 20/8/2013 من 60 حبة كلوكوميت، لكن هذه الوصفة وكغيرها من الوصفات لم تسهم في علاجي».

السؤال الذي أطرحه أين القائمون على البرنامج الوطني للسكري من طمأناتهم المؤكدة على توافر هذا الدواء؟... ولماذا لم تقم مديرية الصحة بتوفيره على الرغم من انقطاعه منذ أكثر من أربعة أشهر؟

ويطرح مريض السكري "مفيد عدوان" سؤالاً يقول فيه: «السؤال الذي أطرحه أين القائمون على البرنامج الوطني للسكري من طمأناتهم المؤكدة على توافر هذا الدواء؟... ولماذا لم تقم مديرية الصحة بتوفيره على الرغم من انقطاعه منذ أكثر من أربعة أشهر؟».

مفيد عدوان مريض سكري

وفي طرح الاسئلة والردود ومقترح الحلول بين "د. صلاح منذر" مدير البرنامج الوطني للسكري في مديرية صحة السويداء قائلاً: «نتيجة للظروف التي تمر بها البلاد فقد تأثر القطاع الصحي تأثراً كبيراً، لكن البرنامج استمر في تقديم خدماته العلاجية للمرضى، ومديرية الصحة تسعى وضمن إمكاناتها المتوافرة لتأمين خافضات السكري "غلوستات، كلوكوميت" علماً بأن "الغلوستات" كخافض سكري فموي هو من إنتاج معمل القطاع العام تاميكو وهذه الشركة قد خرجت من الخدمة منذ أكثر من عام، أما بالنسبة "للكلوكوميت" وتركيبه "ميتفورمين" فهو متوافر في معامل القطاع الخاص ويتم تأمينه حسب توافره في السوق المحلية وذلك من خلال عقود سنوية إذ تم الإعلان عنها وحتى الآن لم يتقدم أحد».

وفي عرض لمشكلة مشابهة- إذ ما ينطبق على مرضى السكري ينطبق على مرضى الكلية والقصور الكلوي الذين يعانون من نقص الدواء وعدم توافره- فقد بينت السيدة "فضيلة عدوان" قائلة: «إذا كان مرضى السكري منذ أربعة اشهر لم يحصلوا على دوائهم فإن مرضى الكلية منذ عام ونيف لم ينالوا حصتهم منه خاصة إبرة "الإبريكس والفونفير" وهناك العديد من المرضى لم يحصلوا على هذا الدواء رغم أجسامهم النحيلة العليلة الأمر الذي يلهب ثورة الآلام ويجعل العاملين في القطاع الخاص يظهرون جشعهم كما أظهره بائعو الخضار والفاكهة والملابس ومعتمدو الغاز ومستلزمات الحياة اليومية، فبعض الناس لا قلوب لهم ولا شفقة، إذ بيعت 5 أبر إبريكس بمبلغ 45 ألف ل.س، وبعضهم من في قلبه بقية رحمة باعها بـ 25 ألف ل.س، مع العلم أن سعرها النظامي 2500 ل.س، ووصل ثمن علبة الفونفير إلى 3000 ل.س، علماً أن سعرها النظامي 700 ل.س، أليس هذا ابتزازاً من الصيادلة؟ مع العلم أن وزارة الصحة لم ترفع يدها بعد؟... والسؤال أين الجهات الرقابية الصحية؟ ومادام الدواء متوافراً فلماذا لا يتوافر في مشفى السويداء؟».

مديرية الصحة بالسويداء

وتابعت المريضة "عدوان" بالقول: «الأمر الأخطر الذي لن يستطيع القائمون على إدارة قسم الكلية تجاهله، هو أن عدم توافر الدواء يعني إرغام الأطباء على نقل الدم للمرضى وهنا الطامة الكبرى، فلا المريض يملك ثمن الدواء ولا يمكن نقل الدم إليه لمضاعفاته السلبية، فأين الحل؟».

بدوره أوضح رئيس قسم الكلية في مشفى السويداء الدكتور "احسان اسليم" قائلاً: «إن هذا الدواء غير متوافر في مشفى السويداء وأن توافره ضروري جداً، ونحن قمنا بإجراءات إدارية من خلال إعداد كتب عديدة تتضمن المطالبة بتأمين الدواء، ولكن نتيجة للظروف الراهنة لم يتم تأمينه، وحالياً يستخدم دواء بديل ولكن بفعالية الدواء الأساسي».

نقيب الصيادلة في السويداء "اقبال جانبيه" قالت: «هذا الدواء غير متوافر في صيدليات السويداء ولكن البعض يقوم بتأمينه بطرق خاصة، ويعود سبب نقص الدواء إلى عدم وجود موردين لهذا الدواء، وبدورنا نقوم بطلب كمية كبيرة من الدواء ولا يرد إلينا سوى ربع الكمية المطلوبة الأمر الذي يولد أزمة».

بدورها مديرية صحة السويداء وفي ردها على استفساراتنا خطياً بينت ان البرنامج الوطني للسكري في مديرية صحة السويداء يقوم بتأمين الأنسولين لكل المرضى والمراجعين والوافدين إلى محافظة السويداء باعتباره العلاج الضروري الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

ولكن يبقى مقترحنا أن تنشط مديرية صحة السويداء باستيراد الدواء المطلوب بطريقة ما، وتوفيره لكل مريض محتاجز