بين الغلاء وندرة المادة تداول أهالي "السويداء" أفكاراً جديدة لتجاوز الحاجة إلى المحروقات خلال فصل الشتاء، ليكون "تفل الزيتون" أحد الحلول التي اتجهت إليها الأسر لتخفيض تكاليف التدفئة دون الرجوع إلى دراسات علمية تؤكد سلامتها.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10/10/2013 التقت مع من اختبر هذه المادة خلال العام الفائت، فكانت وسيلة جيدة للتدفئة من وجهة نظرهم، واستمعت إلى ملاحظاتهم على المادة التي تنتج بشكل طبيعي من خلال معاصر الزيتون، ومنهم السيد "عادل الصواب" من قرية "الأصلحة" التي تقع إلى جنوب غرب مدينة "السويداء"، الذي اشترى حوالي ثلاثة أطنان تحضيراً لموسم الشتاء وقال:

في العام الفائت اعتمدنا في التدفئة على مادة المازوت وكانت الكميات الموزعة قليلة مع العلم أن عدد أفراد الأسرة كبير، وبفعل تجربة العام الماضي والحاجة إلى كميات أكبر من المحروقات تحضرت خلال موسم الصيف واشتريت كميات من قطع مصنعة من "تفل الزيتون" لتكون بديلاً من المازوت ولضمان تدفئة لعدد إضافي من الغرف، وبتكلفة أقل من تكلفة الكهرباء أو الغاز التي لا تنسجم مع الإمكانية المادية، وفضلت هذه الوسيلة على غيرها بعد تجربة قصيرة وباستخدام مدفأة الحطب التقليدية، وشعرت بأنها تحقق غاية التدفئة لساعات متواصلة خلال اليوم. وقد عرفت الجيران على هذا النوع الذي تنتجه معصرة تجاور قرية "الثعلة" بشكل مناسب وبالاعتماد على التنشيف تحت حرارة الشمس وهذا ما أعطى للمادة نوعاً من الصلابة لتصبح مناسبة للاستخدام، وقد هيأت مخزناً لهذه الكمية لتكون حاضرة في المنزل لموسم الشتاء

«في العام الفائت اعتمدنا في التدفئة على مادة المازوت وكانت الكميات الموزعة قليلة مع العلم أن عدد أفراد الأسرة كبير، وبفعل تجربة العام الماضي والحاجة إلى كميات أكبر من المحروقات تحضرت خلال موسم الصيف واشتريت كميات من قطع مصنعة من "تفل الزيتون" لتكون بديلاً من المازوت ولضمان تدفئة لعدد إضافي من الغرف، وبتكلفة أقل من تكلفة الكهرباء أو الغاز التي لا تنسجم مع الإمكانية المادية، وفضلت هذه الوسيلة على غيرها بعد تجربة قصيرة وباستخدام مدفأة الحطب التقليدية، وشعرت بأنها تحقق غاية التدفئة لساعات متواصلة خلال اليوم.

السيد عادل صواب

وقد عرفت الجيران على هذا النوع الذي تنتجه معصرة تجاور قرية "الثعلة" بشكل مناسب وبالاعتماد على التنشيف تحت حرارة الشمس وهذا ما أعطى للمادة نوعاً من الصلابة لتصبح مناسبة للاستخدام، وقد هيأت مخزناً لهذه الكمية لتكون حاضرة في المنزل لموسم الشتاء».

وعن طريقة التصنيع التي تنفذ بطرق بسيطة وبالاعتماد على معدات معينة كما أخبرنا بعض منتجي هذه المادة في "معاصر السويداء"، منهم السيد "معين جمال" المشرف على عملية التصنيع في "معصرة السويداء الحديثة" في قرية "الثعلة" وقال: «اختبر السيد "فيصل أبو الحسن" مالك المعصرة خلال موسم الصيف عدة تجارب للحصول على هذا النوع من القطع التي يعتبر "تفل الزيتون" مادة أساسية فيها، وكانت التجارب بهدف الحصول على المادة الطبيعية دون إضافات وبعد هذه التجارب اعتمد على نوع من المعدات الكهربائية التي طبقها بالتعاون مع عدد من الخبراء والفنيين هذه المعدات التي يتم من خلالها عجن "التفل" الناتج من المعصرة بعد تكرار عصره للتخلص من الزيت بشكل كامل، ليتم نقل هذه الكميات إلى الجرن حيث تعجن بالماء ويتم ضغطها لتأخذ الشكل الأسطواني ومن بعدها يتم عرضها تحت أشعة الشمس لتجف بشكل كامل ومن بعدها تكون جاهزة للبيع.

السيد معين جمال

وبشكل عام فهذه المادة وبعد اطلاع الأهالي عليها أقبلوا على شرائها ليتم بيع أطنان منها خلال موسم الصيف، وذلك يعود إلى تخوف الأهالي من عدم توافر المازوت خلال فصل الشتاء وارتفاع أسعار المحروقات بشكل عام، وخلال هذه الأيام تم تحويل كامل الكميات المتوافرة لدينا من "تفل الزيتون"، ونتحضر للموسم القادم ولدى مالك المعصرة أفكار جديدة للإنتاج خلال موسم الشتاء بالاعتماد على تقنيات جديدة للتنشيف.

ولأن عدداً من مستخدمي المادة بينوا أن الطريقة الطبيعية لتجفيف القطع بالاعتماد على أشعة الشمس تساعد على تماسك القطعة، ومن ثمّ زيادة سهولة في النقل والتعامل معها وهذه ميزة يطلبها الأهالي بشكل كبير، فإن المعصرة تتحضر لتطوير الإنتاج والمحافظة على الكميات الناتجة من "التفل" وعدم بيعها كما كان في السابق إلى المدن المجاورة حيث يتم عصرها والاستفادة من ناتج الزيت لتصنيع الصابون و"التفل" كنوع من السماد للمزروعات».

قطع الكسر من التفل مطلوبة كما القطع المعدة والمنسقة

بعد الاعتماد على "التفل" ظهرت طرق أخرى تلك التي ترتبط بجمع بقايا العصر وتسمى مياه "الجفت" من المستوعبات التي تخصص لجمع المياه الناتجة عن العصر، وهي طريقة غير صحية حسب حديث بعض الأهالي الذين لاحظوا إقبال بعض الأسر الريفية على استخدام هذه المادة التي تنتج غازات مؤذية وملوثة للطبيعة تختلف عن "تفل الزيتون" في الوقت الذي يرجح بعض المختصين ومنهم المهندس الزراعي "ماجد عربي" بأنها طريقة قليلة المخاطر تكمل مشروع الاستفادة من "التفل" بما هو مفيد وقال:

«قد تكون الدراسات غائبة ولم تتناول هذه الطرق بالشكل المناسب لكن ومن خلال التجربة وبعض المظاهر التي تابعناها خلال العامين الفائتين فإن استثمار "تفل الزيتون" فكرة حميدة لابد من تطويرها وتنظيمها، على الأقل فهي تدعم عملية التخلص من نواتج العصر بطرق تعود بالفائدة على شريحة كبيرة من المجتمع والبيئة بشكل عام.

وتضاف هذه الفائدة إلى عدة استخدامات، ويمكن لـ"التفل" أن يكون المادة المناسبة لتصنيع عدد كبير من أنواع الأسمدة والفحم وغيرها، بالنسبة إلى حاجة التدفئة باستخدام ما يطفو على أطراف مستوعبات مياه "الجفت" فهي طريقة لا محاذير مؤذية لها وكل ما ينتج عنها هو رائحة لاحتراق الزيت وبعض المواد العضوية المتبقية بعد العصر، وبالنسبة إلي فأنا أشجع على الاستفادة منها لتقدم التدفئة المطلوبة من جهة ومن جهة أخرى فهذا العمل يعود بالخير على تنقية البيئة وتخفيف ما ينبعث من هذه المستوعبات من روائح لفترات طويلة».

الجدير بالذكر أن سعر الطن من "تفل الزيتون" المجفف يتراوح بين ثلاثة عشر ألف ليرة سورية وخمسة عشر ألفاً، ولا تقل حاجة الأسرة في موسم الشتاء عن ثلاثة أطنان، ويباع في معظم المعاصر مع اختلاف طريقة التنشيف بين الاعتماد على حرارة الشمس وهي الطريقة المفضلة، وطرق التنشيف الأخرى.