يعتبر البريد من الخدمات الهامة التي من شأنها توفير الأمان ومعرفة أحوال وأحداث الأقارب في الأماكن البعيدة، إضافة إلى سهولة تأمين مستلزمات الحياة الإدارية والاجتماعية، ولكن ثمة سؤال: إذا لم تصل الرسالة لأصحابها، فما العمل؟

لعلنا اليوم وفي الظروف الراهنة بحاجة ماسة إلى معرفة أخبار من هم الأقرب إلينا في الأماكن القريبة والبعيدة، إلا أن رسائلنا غالباً تصل وأحياناً لا تصل، وربما تدخل طي النسيان، هذا ما تحدث عنه الأستاذ المغترب "احسان قطيني" من أهالي محافظة السويداء "لمدونة وطن- eSyria" بالقول: «لعلنا أمام مشكلة صعبة الحل، وهي الرسالة أو البريد الذي نرسله، ولم يأت الجواب، إذ كيف لنا أن نعرف مصير الرسائل، وخاصة ما تحمل من القضايا والمسائل الإنسانية والخدمية والاجتماعية وغيرها من المستلزمات، ولهذا نتساءل كيف لنا إيجاد حلول مناسبة لذلك، في ظل الاتصالات السريعة والخدمات العديدة؟».

لعلنا أمام مشكلة صعبة الحل، وهي الرسالة أو البريد الذي نرسله، ولم يأت الجواب، إذ كيف لنا أن نعرف مصير الرسائل، وخاصة ما تحمل من القضايا والمسائل الإنسانية والخدمية والاجتماعية وغيرها من المستلزمات، ولهذا نتساءل كيف لنا إيجاد حلول مناسبة لذلك، في ظل الاتصالات السريعة والخدمات العديدة؟

eSyria حملت تلك الأسئلة وغيرها ونقلتها إلى الأستاذ "وليد أبو شاهين" مدير البريد بالسويداء الذي بدوره أوضح عمل البريد والإجراءات التي يعمل بها بالقول: «نحن بدورنا نقوم بتسجيل كافة طلبات الإخوة المواطنين وفق سجلات رسمية، وفي حال لم تصل الرسالة إلى مصادرها نقوم بالاتصال مع الجهات المرسلة لها، وفي حال عدم الوصول نعمل إلى إبلاغ أصحاب العلاقة بذلك، إذ تسعى مديرية بريد السويداء ضمن مجال عمل المؤسسة العامة للبريد إلى تقديم كافة الخدمات وأفضلها للإخوة المواطنين والمؤسسات والدوائر الرسمية والمنظمات الشعبية بكل صدق وأمانة وإخلاص، مؤمنة برسالة البريد السامية، ونبذل كل الجهود والطاقات البناءه من خلال التفاني في العمل وتقديم أفضل الخدمات والسعي المستمر لنجاحه وزيادة إنتاجه وتنفيذ خدمات جديدة تلبي حاجات المجتمع المتنامية وتساهم في رفد المؤسسة العامة للبريد بإيرادات هامة».

الأستاذ وليد أبو شاهين

وحول أهم الخدمات التي تقوم بها مديرية البريد بالسويداء أكد الأستاذ "وليد أبو شاهين" مدير البريد بالسويداء بالقول: «إن أهم الخدمات التي تقدمها المؤسسة العامة للبريد، خدمة المراسلات الداخلية والخارجية "البعائث البريدية"، الحوالات العادية والفورية، الطرود البريدية الداخلية والدولية، البريد العاجل الداخلي والدولي، العلب البريدية، بيع الطوابع البريدية للهواة، إضافة لخدمة الفاكس، وتصوير المستندات والوثائق، وبيع الطوابع المالية، وبيع بطاقات يانصيب معرض دمشق الدولي وصرف جوائز البطاقات الرابحة، وخدمة دفع رواتب المتقاعدين على نظام التأمينات الاجتماعية، وتصديق الوثائق من وزارة الخارجية الإدارة القنصلية، والحصول على وثيقة غير عامل، ووثائق الأحوال المدنية، وإيصال رواتب المتقاعدين لمنازلهم، لأن الأهداف العامة لخطة المديرية العامة للبريد لعام 2012 أهمها انحصر في تطوير وتحسين الخدمات البريدية وزيادة الإنتاج، وتوسيع ملاك المديرية وتعيين اليد العاملة، والتنسيق والتعاون مع الدوائر والمؤسسات العاملة بما يخدم المصلحة العامة».

لكن ثمة صعوبات تعيق العمل في المديرية ومكاتبها، وهناك إجراءات تنفيذية اتخذتها مديرية البريد بيّنها الاستاذ "ابو شاهين" بالقول: «إن الصعوبات لدينا هي الظروف العامة التي تشهدها بلدنا والأخطار التي تنعكس على حركة العمل وسلامته، وبالتالي لدينا حاجة ضرورية لتسع درجات نارية لأعمال التوزيع وأتمتة العمل في كافة أقسام المديرية ومكاتبها كذلك الحاجة الفعلية إلى ثمانية أجهزة حاسوب مع توابعها، وإلزام المتقاعدين على نظام التأمينات الاجتماعية بالاشتراك بخدمة الصراف وهنا لابد من إعطائهم حرية الاختيار للخدمة التي يرغبونها صراف أو إيصال الراتب إلى محل إقامته عن الطريق البريد، فخدمة البريد كانت من الخدمات الأولى التي وجدت في محافظة السويداء حيث كان عدد المكاتب البريدية لا يتعدى ثلاثة مكاتب وعدداً قليلاً من الشعب البريدية التي تقدم خدمات تقليدية متواضعة مثل خدمات الرسائل والطرود فقط.

المغترب احسان قطيني

حيث احدث أول مكتب للبريد في محافظة السويداء عام 1923، وبعدها تم إحداث المؤسسة العامة للبريد بالمرسوم التنظيمي رقم 1936 لعام 1975 بعد فصلها عن المؤسسة العامة للاتصالات، ومن ثم تطوير العمل البريدي وتوسيع نطاق خدماته بإحداث مكاتب بريدية في كافة المناطق والنواحي والبعض من القرى في ريف المحافظة لتتمكن المؤسسة من تقديم خدماتها بشكل أوسع وأعم بحيث تصل لجميع المواطنين حيث أصبح عدد المكاتب البريدية 21 مكتباً والشعب البريدية 12 شعبة، وفي وقتنا الحالي تتعرض الخدمات البريدية إلى بيئة جديدة وهذه ليست مقتصرة على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي وذلك نتيجة طبيعية للتطور الكبير والسريع في حقل الاتصالات من جهة ودخول القطاع الخاص من جهة أخرى في تقديم خدمات بريدية تنافس الإدارات البريدية الحكومية».

لا شك أن للبريد تاريخ وله مفاهيم أوضحها الأستاذ "وليد أبو شاهين" بالقول: «وجد البريد منذ أقدم العصور وتطور عبر سلسلة طويلة ومتنوعة من الأساليب والوسائل التي كان لها طابعها المتميز في كل عصر وزمان وللبريد الدور الهام والكبير في إيصال ونقل حضارة الشعوب، حيث يعتبر من الخدمات الضرورية والهامة التي تؤثر بشكل أو بآخر على حياة الإنسان ونجاح أعماله وتطورها، إذ يعد البريد الشريان الحيوي لجميع المجتمعات لمساهمته الكبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكونه صلة وصل بين أفراد المجتمع ومؤسساته.

جانب من خدمات البريد

فهو يساهم في التخاطب وإيصال المعلومات وتحقيق الحاجات والخدمات المطلوبة بكل أمانة وإخلاص، وان تعددت وسائل التقدم وتطورت ووصلت إلى درجات عالية جداً من التقدم يبقى للبريد ودوره معنىً خاصاً به، كما أن لكل إنسان معنىً خاصاً به، فالرسالة البريدية لها معناها الكبير وجذورها ممتدة عبر التاريخ، وللبريد وجهه الحضاري تحترمه وتشترك به كل أمم وشعوب الأرض ولا يعرف الحدود والحواجز بينها لأنه عنوان للإنسانية وله يوم في كل عام تستذكره شعوب ودول العالم هو يوم التاسع من تشرين الأول "يوم البريد العالمي"، ولا يخفى على أحد أهمية وجود البريد على أرض الواقع لكونه مرفقاً حيوياً وهاماً ويكتسب أهميته من طبيعة المجتمع الذي يتفاعل معه».