اجتمعت في قرية "مردك" صفات طبيعية واجتماعية أعطتها جمالاً وتميزاً، لتكون هذه القرية الشمالية الواقعة إلى الشمال من مدينة "السويداء"، دائمة الخضرة تنعم بالينابيع والمياه الجوفية ولتكون مسكناً آمناً لسكانها الذين اتصفوا بالتعاون كونها أول قرية تطبق العمل الشعبي لتصبح مثالاً يحتذى به للمجتمعات القروية.

عن ينابيعها حدثنا السيد "نمير الشحف" بقوله: «ينابيع "مردك" عبر التاريخ كانت مصدراً لمياه الشرب وهي عين "الشرع" و"النملة" و"الكبيرة" و"السكر" و"جران" و"البئر" و"الجديدة"، وكلها ينابيع دائمة التدفق لم تتأثر بسنوات الجفاف، ولا تستغرب إذا راقبت عملية الحفر لإحدى الحفر أن المياه تظهر بسرعة على عمق لا يتجاوز في أحيان كثيرة المتر الواحد، وبالتالي فإن مياه هذه القرية ثروة هامة لها دور واضح في حياة هذه القرية».

ينابيع "مردك" عبر التاريخ كانت مصدراً لمياه الشرب وهي عين "الشرع" و"النملة" و"الكبيرة" و"السكر" و"جران" و"البئر" و"الجديدة"، وكلها ينابيع دائمة التدفق لم تتأثر بسنوات الجفاف، ولا تستغرب إذا راقبت عملية الحفر لإحدى الحفر أن المياه تظهر بسرعة على عمق لا يتجاوز في أحيان كثيرة المتر الواحد، وبالتالي فإن مياه هذه القرية ثروة هامة لها دور واضح في حياة هذه القرية

موقع eSuweda الذي زار القرية التي تبعد 3 كم عن مدينة "شهبا" استمع لحديث أهالي القرية الذين يناقشون ظروف القرية بروح الجماعة وبالتعاون مع الجهات الرسمية للمحافظة قدر الممكن على الثروة المائية والحد من المخاطر.

الأستاذ برهان نوفل رئيس بلدية مردك

الأستاذ "فهمي الشحف" من أهالي القرية دعا موقعنا للاطلاع على العروق المائية، في هذه القرية كونها من أغنى القرى بالينابيع والمياه الجوفية وأظهر الحاجة لتنفيذ شبكة الصرف الصحي بقوله: «يلاحظ الزائر إلى "مردك" طبيعتها الجبلية والمنحدرات الشديدة حيث تجد البيوت بعضها على أكتاف بعض، ومع ضيق المساحات حول المنازل فإن كل بيت يشكل ضرراً على البيت الذي يليه، وفي بداية موسم الشتاء تتحول الحفر الفنية التي يضطر الأهالي لحفرها كبديل عن مشروع الصرف لخزانات تفيض على كل ما يحيط بها، وقد كانت شكاوى الأهالي صامتة لسنوات طويلة بحكم الترابط الاجتماعي والعلاقة الحميمة التي تربط بينهم، لكن الحالة أخذت تتطور لأن كثرة الحفر أثرت على الينابيع التي كانت مخصصة للشرب، وما نسعى له اليوم يصب في إطار المحافظة على المياه، لأن هناك عروقا مائية تغذي المياه الجوفية وهي تظهر بكثافة في منطقة تسمى "عين النملة"، وهي منطقة جميلة لا تكاد تحرك تربتها حتى تظهر المياه الجوفية النقية والصالحة للاستخدام وهذا حلم كبير لأهالي قريتي».

بلدية "مردك" لم تقف مكتوفة الأيدي وكان هناك نوع من التكاتف بين الجهات الرسمية والمجتمع الأهلي، وهذا ما حدثنا عنه الأستاذ "برهان نوفل" رئيس البلدية بقوله: «بالتعاون مع أهالي القرية أعددنا كتاباً وقعت عليه كافة الفعاليات في القرية، وتم من خلال مديرية البيئة تحضير دراسات عن واقع الحفر الفنية في القرية وقدمت للمحافظة، حيث تم إعداد دراسة من قبل المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، وأنجزت الدراسة بالكامل لتحدد تكلفة المشروع بـ 46 مليونا، و12 مليونا لمحطة التحلية، وقد واصلنا المطالبة بتنفيذ المشروع وكان قرار السيد محافظ "السويداء" أن يكون العمل لتأمين محطة التحلية أولاً وهذا بالطبع قرار صائب لأننا سنكون أول المتضررين في حال نفذت الشبكة وحولت لمصب في الأراضي الزراعية، لكن وجهة نظرنا التي نقدمها للجهات الرسمية تركز على إدخال المشروع بالخطة القادمة ولابد من أن يسير مشروع مد الشبكة ومحطة التحلية بشكل متواز والإسراع قدر الإمكان، ففي الوقت الحالي لا حلول بديلة وبات الخطر أكبر حيث تلوث المياه المنازل والأراضي ولا يمكن أن تكون المياه الجوفية بمعزل عن ذلك».

عين الشرع إحدى ينابيع القرية

دائرة الصرف الصحي أكدت أن مشروع "مردك" يدخل ضمن الخطة الخمسية الحادية عشرة، وهذا ما أوضحه المهندس "سلام الشمندي" رئيس الدائرة بقوله: «استكملت دراسات الصرف الصحي لهذه القرية لتكون جاهزة للتنفيذ ضمن الخطة الخمسية الحادية عشرة، لأننا في مجال الصرف الصحي نتعامل حسب الأولويات فلدينا لخطة عام 2011 أربع شبكات منها في قرية "مفعلة" و"المزرعة"، والعمل جار في محطة "السويداء" و"شهبا" إلى جانب التحضيرات لمحطات التحلية في "القريا" و"الكفر" و"رساس" وكلها مشاريع كبيرة، وبالنسبة لقرية "مردك" فهي ضمن الأولويات نظراً لتوسع الخطط الذي يفرض الانتظار لكن لفترة لن تتجاوز السنوات الخمس للخطة، لأننا تابعنا مشكلة هذه القرية وهناك حاجة لانجاز المشروع الذي سيتم بالتوازي مع مشروع محطة التحلية».

حالة طبيعية يحاول أهالي "مردك" المحافظة عليها بالدراسة والعمل لمناقشة ظروف هذه القرية لتسلك طريق الازدهار والتطور بما تمتلكه من صفات تؤهلها لخيارات مستقبلية قد تكون السياحية أهمها.

المياه الجوفية قريبة وتظهر عند الحفر