دخلت زراعة أشجار الزيتون إلى محافظة "السويداء" عن طريق مشروع التشجير المثمر أو ما اصطلح على تسميته بالحزام الأخضر الذي حول أراض زراعية تنتج القمح والشعير إلى غابات من الزيتون غير المثمر، والذي أصبح عبئاً ثقيلاً على المزارعين الذين وضعوا كل تعبهم وأموالهم وجل أرضهم في زراعة معدومة الفائدة...

وعلى القائمين على زراعتها من جهة أخرى بعد الفشل الذريع في إقحام هذه الشجرة التي تحتاج إلى معدل مطري يصل إلى 600 مم، في أرض لا يتجاوز معدلها السنوي العام 350مم.

إن الورشة العلمية التي أقامتها المديرية لدراسة وضع شجرة الزيتون (والتي لم تعطي نتائجها النهائية بعد) أثبتت أن الظروف المناخية في المحافظة غير ملائمة لهذه الزراعة، وقد عممت المديرية على كافة الوحدات الإرشادية بضرورة تنبيه المزارعين للحد من زراعة أشجار الزيتون وانتشارها في المناطق غير المخصصة لها ومنع زراعتها في أراضي المحاصيل و تشجيع زراعة الأشجار المتحملة أكثر للجفاف، وتقديم السقاية المتيسرة في فترتي الشتاء والربيع. وأكد أنه أعطى موافقات لعدد من المزارعين بقلع أشجار الزيتون وزراعة أشجار مثمرة ومتحملة للجفاف أو إعادة زراعة المحاصيل الحقلية الأجدى اقتصادياً

وزاد على ذلك انتشارها بشكل عشوائي دون تخطيط أو دراية على حساب خزان من المحاصيل الحقلية التي كانت تفخر المحافظة بإنتاجه، ووصل الأمر حد الحاجة للبذار وشراؤه عن طريق مديرية الزراعة.

شجرة عمرها 25 عاماً بلا فائدة

وعلى الرغم من الفرح الذي شعر فيه المزارعين من الإنتاج في هذه السنة، والذي وصل إلى حوالي 8300 طن، وتأمين مؤونتهم من الزيت والزيتون مقارنة بالعام الماضي الذي لم يتم فيه إنتاج سوى حوالي 2450 طن، بدأ عدد من المزارعين بالصراخ والبحث عن الحل الذي يقيهم من الخسائر الجسيمة التي تكلفهم الكثير من الجهد والمال.

وقال المهندس "بسام الجرمقاني" مدير الزراعة والإصلاح الزراعي "بالسويداء": «إن الورشة العلمية التي أقامتها المديرية لدراسة وضع شجرة الزيتون (والتي لم تعطي نتائجها النهائية بعد) أثبتت أن الظروف المناخية في المحافظة غير ملائمة لهذه الزراعة، وقد عممت المديرية على كافة الوحدات الإرشادية بضرورة تنبيه المزارعين للحد من زراعة أشجار الزيتون وانتشارها في المناطق غير المخصصة لها ومنع زراعتها في أراضي المحاصيل و تشجيع زراعة الأشجار المتحملة أكثر للجفاف، وتقديم السقاية المتيسرة في فترتي الشتاء والربيع. وأكد أنه أعطى موافقات لعدد من المزارعين بقلع أشجار الزيتون وزراعة أشجار مثمرة ومتحملة للجفاف أو إعادة زراعة المحاصيل الحقلية الأجدى اقتصادياً».

. زيتون في حقل تجربة تابع للزراعة

المزارع "بسام عزام" من أهالي بلدة "عريقة"، قال عن مشكلته المستعصية مع زراعة الزيتون: «قمت منذ أربعة عشر عاماً بزراعة خمسين دونماً بأشجار الزيتون، أي حوالي أربعمائة شجرة، آملاً أن تكون هذه الشجرة المباركة مصدراً للرزق، وقد حصلت على رخصة بئر ماء نظامي، وقد غارت المياه في البئر المحفور قبل أن أستثمر المياه، وعلى الرغم من خسائري المتوالية طوال هذه الفترة، إلا أن الأمل كان يحدوني في قدرة الشجرة على العطاء، وجاء الجفاف المتواصل ليزيد الكارثة، فهي شجرة بحاجة لما يزيد عن 500 مم، ولا تنتج الزيتون إلا في حالات نادرة وفي سنين الخير، ولا طاقة لي لشراء الماء إذا توفر للسقاية، وفي الحقيقة أنا محتار في أمري! فبعد هذا التعب والخسائر المادية يجب أن أقلع هذا المشروع من جذوره، غير أن الوقت الذي قضيته مع الأشجار يصبح أمر القلع بمنتهى الصعوبة، مع ملاحظة أن المزارع بعد غلاء المحروقات ترك الفلاحة الأكثر أهمية للأشجار، وقصتي تشبه إلى حد كبير قصص أغلب الفلاحين الذين شجروا أرضهم بهذه الشجرة».

وفي النهاية لا بد من التذكير أن المساحات المزروعة بالزيتون حسب إحصائيات مديرية الزراعة، وصلت إلى /8992 / هكتاراً منها/ 1006/ هكتارات مروية و/7986 / هكتاراً بعلاً.

ويتجاوز عددها المليون والنصف على حساب الأراضي الزراعية، فإذا بقي الناس في سبات عما يحدث وبقيت الجهات صاحبة العلاقة تنظر دون أي تحرك، فإن الحال سوف يبقى يستمر في نزف ما تبقى من أراض صالحة للزراعة، والحل في تفعيل القرارات السابقة الصادرة عن وزارة الزراعة في هذا الموضوع وقمع هذه الزراعة في الأماكن غير المخصصة لزراعتها.