بدأت أعمال الحفر والتنقيب في مقلع تل "المغر" وتل "المدحبر" الواقعان في الجهة الغربية من قرية "صميد" التي تبعد 36 كم عن محافظة "السويداء" منذ قرابة العام، من قبل جهة قالت إنها فرع الجيولوجيا في "السويداء".

الأمر الذي أثار استياء الأهالي نظراً لحرصهم على تلك التلال التي تعتبر سياحية وكانت منبتاً لأندر الأعشاب الطبية التي تتميز بها "اللجاة"، وفي زيارة موقع eSuweda للقرية نقل الأهالي احتجاجهم ومطالبتهم بوقف العمل فوراً، حيث قالت الآنسة "ريمة شلغين" لموقعنا: «نحن لا نقف ضد الاستثمار.. لكن ما الغاية.. وما الهدف؟ بدأت الأعمال منذ عام وما زالت مستمرة ولا نعرف إلى متى؟ خاصة بعد أن أصبحت تشكل خطراً على الناس فقد وصل عمق الحفر في "تل المغر" قرابة الثلاثة أمتار، بعد أكان ارتفاعه قرابة الثلاثين متراً، وبعد الانتهاء ترك كل شيء على حاله، أما العمل في "تل المدحبر" والذي كان يتجاوز الخمسين متراً فإنه لا يزال مستمراً مع العمق الكبير الذي وصل إليه الحفر، طلاب المدارس فقد اعتادوا الصعود للتلال والتمتع بمنظر القرية الجميل وإطلالتها على "اللجاة" أصبحنا نخشى وقوعهم في الحفر أو انزلاقهم إذا حاولوا النظر للحفر بسبب حدة الحواف وهشاشتها، ورغم التوجيهات والتحذيرات المستمرة في المدارس لعدم الاقتراب، ما زلنا غير مطمئنين لهذا الوضع، ولا نعلم إلى متى سيستمر؟».

طبيعة عملي تتطلب مني العودة لمنزلي بوقت متأخر، كثيراً ما تفاجئني حجارة ضخمة في منتصف الطريق ورمال وأتربة بوجود مياه الأمطار قد تسبب الانزلاقات والحوادث للسيارات، حيث لاحظنا أن الشاحنات تعبأ بالرمال والصخور المستخرجة من التلال وبحمولة زائدة وتنقل في أوقات متأخرة من الليل، وهذه الحمولة الزائدة للشاحنات هي السبب بوقوع الصخور والرمال في منتصف الطرق

السيد "موفق زاعور" سائق تكسي من أهالي القرية قال: «طبيعة عملي تتطلب مني العودة لمنزلي بوقت متأخر، كثيراً ما تفاجئني حجارة ضخمة في منتصف الطريق ورمال وأتربة بوجود مياه الأمطار قد تسبب الانزلاقات والحوادث للسيارات، حيث لاحظنا أن الشاحنات تعبأ بالرمال والصخور المستخرجة من التلال وبحمولة زائدة وتنقل في أوقات متأخرة من الليل، وهذه الحمولة الزائدة للشاحنات هي السبب بوقوع الصخور والرمال في منتصف الطرق».

هكذا ترك "تل المغر"!

مدير فرع الجيولوجيا في "السويداء" الدكتور "نسيب ناصر الدين" رفض الإجابة عن أسئلة الموقع بحجة التعليمات الصارمة من قبل المديرية في "دمشق" التي تمنع إعطاء الإعلام أي معلومة إلا من خلالها. لكن المصادفة جمعتنا به وأتاحت لنا لقاؤه أثناء جولة تفقدية على المقالع المذكورة، والمعلومة الوحيدة التي أفادنا بها هي أن المقالع في قرية "صميد" مستثمرة لصالح الشركة السورية للإسمنت والرخام.

بدورنا سألنا حارس مقلع "تل المدحبر" عن الآليات التي تنقل بقايا المقالع بعد منتصف الليل فأكد أن هذه الآليات لمتعهد نظامي يقوم بتجميع البقايا في النهار ونقلها في الليل.

جانب من "تل المدحبر"

وقد أكد مدير فرع الجيولوجيا أنهم كل ستة أشهر يقومون بقياس المقالع لمعرفة حجم الكمية المستثمرة أو المبيعة وبناء عليه يتم معرفة ما إذا كانت معرضة للسرقة....؟!

ولا يزال العمل مستمراً في "تل المدحبر"