حمل التقرير المقدم إلى مجلس محافظة "السويداء" عن واقع الصرف الصحي الكثير من الواقعية لجهة عرض السلبيات والأضرار التي سببها الاهتمام الزائد عن الحد من قبل مجالس المدن والبلدان والقرى والبلديات....

لتنفيذ شبكات الصرف الصحي وإعطائها الأولوية في الخطة الخمسية العاشرة، لعدم تلازم هذا الاهتمام مع تنفيذ محطات المعالجة التي لم تر النور حتى اللحظة على الرغم من الوعود الكثيرة منذ انتهاء الدراسة الإقليمية الشاملة في العام 2002.

أمام هذا الواقع كان لا بد من اعتماد إستراتيجية جديدة لاستمرار تنفيذ خطوط الصرف، مع لحظ محطات المعالجة قبل الانتهاء من الشبكات لرفع المستوى الصحي والبيئي لأبناء المحافظة، فتم التركيز على تنفيذ خطوط الصرف للتجمعات السكانية الواقعة في مناطق تغذية الوديان، ومناطق تغذية المياه الجوفية المستخدمة في الشرب، وللمناطق السياحية، وتنفيذ محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي التي تؤثر على مياه الشرب، وتحدث أخطاراً بيئية، ومتابعة تنفيذ شبكات الصرف للمدن والقرى والبلديات التي تنفذ مركزياً وتجاوزت نسبة التنفيذ فيها 40%

وقالت معدة التقرير المهندسة "نبال الظواهرة" عضو المكتب التنفيذي المختص، لموقع eSuweda عن الأضرار التي شبكات الصرف الصحي: «لقد تم تلويث مصادر المياه في السدود نتيجة عدم إتمام تنفيذ تلك الشبكات، وعدم التمكن من استثمار المنفذ منها، خوفاً من انتقال المشكلة من مكان إلى آخر، وتلوث الأراضي الزراعية والبيئة المحيطة، كما أدى تنفيذ الخطوط الرئيسية لشبكات الصرف الصحي لمدينة "السويداء" وتدفق المياه الملوثة إلى خروج سد "الأصلحة" ووادي "الثعلة" عن الاستخدام لوجودهما في طريق مصب المدينة بسبب مياه الصرف الصحي التي تصب فيهما على مسافة خمسة كيلومترات، وتلوث البيئة، وقيام بعض ضعاف النفوس بسقي المزروعات منها، ونجم عن تنفيذ شبكات الصرف الصحي في بلدة "ملح" وقرية "عرمان" إلى تلوث مياه الوادي المار بالقرب من التجمعات السكنية والمدارس في قريتي "تحولا" و"عوس"».

خطوط الصرف الصحي التي تحولت إلى نقمة

وذكرت "الظواهرة": «الدراسة الإقليمية الشاملة حددت ثلاثة محاور لتنفيذ الخطوط الرئيسية في المحافظة هي: "الكفر"- "سهوة بلاطة"– "رساس"- "عتيل"– "قنوات"– "مفعلة"– "الرحى"– "مصاد"– "السويداء". وأهملت الدراسة الإقليمية منطقة "اللوا" بالكامل، وفي مدينة "صلخد" إنما اكتفت بمحطة معالجة مشفى "صلخد" التي تم تصريف كامل خطوط الصرف الصحي للمدينة إليها، رغم أن عمرها التصميمي انتهى مع نهاية العام 2008 وأصبحت تشكل بؤرة تلوث حقيقية في المدينة. وفي القرى الصغيرة مثل "جبيب"– "كناكر"– "سكاكة"– "الدارة"- "أم الرمان"- "عنز"- "المشقوق"- "خربة عواد"- "تحولا"- "عوس"- "بهم"- "أبو زريق"- "طللين"- "تل اللوز"- "رشيدة"- "خازمة"- "أم رواق"- "غيضة حمايل"-"غيضة نمرة"- "تيما"- "صما البردان"– "طربا"- "العجيلات».

وتابعت: «أمام هذا الواقع كان لا بد من اعتماد إستراتيجية جديدة لاستمرار تنفيذ خطوط الصرف، مع لحظ محطات المعالجة قبل الانتهاء من الشبكات لرفع المستوى الصحي والبيئي لأبناء المحافظة، فتم التركيز على تنفيذ خطوط الصرف للتجمعات السكانية الواقعة في مناطق تغذية الوديان، ومناطق تغذية المياه الجوفية المستخدمة في الشرب، وللمناطق السياحية، وتنفيذ محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي التي تؤثر على مياه الشرب، وتحدث أخطاراً بيئية، ومتابعة تنفيذ شبكات الصرف للمدن والقرى والبلديات التي تنفذ مركزياً وتجاوزت نسبة التنفيذ فيها 40%».

السدود في خطر إذا لم تستدرك

وأوضحت "الظواهرة": «أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي لمدينة "السويداء" تم التعاقد عليها بداية شهر تشرين الثاني الجاري بين وزارة الإسكان والتعمير والشركة القطرية التي ستقوم بتصميم وتمويل وتنفيذ وصيانة المحطة المزمع إنشاؤها على مبدأ BOT وذلك بعد أن أنهت شركة إسبانية الدراسة المتعلقة بها، وتم المباشرة بمحطتي المعالجة في بلدة "القريا" وقرية "رساس" وتسليم مواقع العمل، بينما يجري حالياً إعادة استدراج عروض للتجهيزات الفنية لمحطة معالجة مدينة "شهبا" للتعاقد مع الشركة العامة للبناء والتعمير.

وختاماً لا بد من التذكير والتأكيد على المقترحات التي قدمها التقرير إلى الجهات المعنية للانتهاء من هذا الملف الشائك والمعقد، حتى لا تبقى الدراسات التي مضى عليها سبع سنوات وتصبح بعد زمن غير قابلة للتطور التقني والعلمي وتصبح بحاجة لدراسات جديدة، وبالتالي هدر جديد للأموال العامة.