«يطرح في التداولات الشعبية مجموعة من التساؤلات التي تحمل مضموناً اجتماعياً، فبعضهم من يريد البقاء على نمط الموروث التقليدي السائد لمجموعة من الإقطاع الاجتماعي هدفه تكريس الماضي على حساب الحاضر وبث روح الانسلاخ عن الهوية والانتماء في حالة مخالفة ما جاؤوا به من آراء، دون النظر إلى الواقع الحالي وما يحمله من تقنيات متطورة وثورة في الفكر والعلم والاتصالات لذهنية متلقي الذي أصبح يرى العالم قرية صغيرة عبر شاشة كومبيوتر أو تلفاز، وبعضهم يرى أنه يواكب التطور والحداثة ،الأمر الذي جعل أزمة الشعر الشعبي في الشاعر أم في الشعر».

الشاعر الشعبي "معضاد أبو خير" لموقع eSuweda قائلاً: «كثر من ينظر إلى أن الشعر الشعبي يجب أن يواكب التقدم والتطورات العالمية التي جددت في مضامين وتقنيات الشعر والأجناس الأدبية الأخرى، ومعالجة الأوضاع السائدة بروح العصر وجعل الشعر الشعبي يدخل من أبوابه الواسعة بطرق مواضيع اجتماعية ووطنية وإنسانية ووجدانية تحمل معالجة تحليلية لبنية القصيدة الشعبية وتطوير في المحتوى والشكل، بطريقة تحمل بعدها إنساني والثقافي وان تكون رافداً لنهر الثقافة الجاري المتنوع في منابعه وروافده ليصب في المعرفة الإنسانية ويغذي عقول الأجيال الشابة. وهذا الرأي يحاول التقليديون مسخه واعتباره شكلاً من أشكال التغريب عن وفقدان الهوية الوطنية ، باعتبار الزعامة التقليدية تركز على المضامين المكرورة بعيداً عن حداثة الشكل "البناء الفني"، أما التقليدون فهم يخالفون ذلك».

لعل عصر الانحطاط قد اخذ بطريقه جميع الفنون بما فيها الشعر الشعبي وبدلاً من طرحه على بساط البحث والدراسة والتحليل والنقد ونقد النقد، أصبح يقدم بدافع الاستعراض الشخصي ليشكل شخصية اجتماعية ذات اعتبار وجهاي لها مقوماتها الاعتبارية القائمة على منظومة فكرية قوامها العادات والتقاليد التي مضى على وجودها مئات السنين أن لم نقل آلاف السنين، دون أن يحمل أي تميز بالمشهد الشعري من دلالة وصورة ووزن وقافية وإيقاع وموسيقا، وبالتالي فراغ الشعر من مضمونه ورسالته الإنسانة الخالدة

الإعلامي الأستاذ "حسين خويص" بين قائلاً: «لعل عصر الانحطاط قد اخذ بطريقه جميع الفنون بما فيها الشعر الشعبي وبدلاً من طرحه على بساط البحث والدراسة والتحليل والنقد ونقد النقد، أصبح يقدم بدافع الاستعراض الشخصي ليشكل شخصية اجتماعية ذات اعتبار وجهاي لها مقوماتها الاعتبارية القائمة على منظومة فكرية قوامها العادات والتقاليد التي مضى على وجودها مئات السنين أن لم نقل آلاف السنين، دون أن يحمل أي تميز بالمشهد الشعري من دلالة وصورة ووزن وقافية وإيقاع وموسيقا، وبالتالي فراغ الشعر من مضمونه ورسالته الإنسانة الخالدة».

الإعلامي حسين خويص

وتابع بالقول: «اعتقد أن الشاعر هو مرآة عصره ومدون الحدث واللحظة كأي أعلامي يحمل رسالة، وكثير هم الشعراء الذين ساهموا في حركات تحرر شعوبهم، بعد أن درسوا قوام مجتمعهم دراسة تتيح لهم النهوض بهم نحو طريق الصلاح والتطوير والتنوير الفكري والثقافي لا بالعودة إلى ما كانوا عليه الأقدمون بأدواتهم البسيطة الذين لا يملكون غيرها في زمانهم، وعلى الشاعر الشعبي أن يدرك أنه أمام تحدي كبير هو مواكبة الثقافات الأخرى وإيصال ثقافته المحلية والبيئية بصورته البسيطة ولهجته المحلية إلى ساحات ومراكز الدراسات والبحوث لجعله نواة تنوير في ظلمة الهجمة المعولمة القادمة التي من شأنها مسح الذاكرة والهوية والانتماء والعودة إلى براثن الجهل والتخلف».

أخيراً لابد من السؤال كنهاية مفتوحة على إجابة هل أزمة الشعر الشعبي في الشعر أم الشاعر؟...

الشاعر وعازف المجوز معضاد أبو خير

الجدير بالذكر أن الشاعر الشعبي "معضاد أبو خير" هو من مواليد قرية "أم الرمان" التي تبعد عن "السويداء" جنوباً بحوالي ثلاثين كيلو متر، وهو يقرض الشعر الشعبي ويعزف على آلتي التراث الشعبي المجوز والرباب.